لا يختلف اثنان علي موهبة ونجاح الفنان وائل جسار الذي استطاع أن يحقق جماهيرية وشعبية واسعة في الوطن العربي, وتحديدا مصر الذي يعتبرها بلده الثاني بعد بلده الأم لبنان.. تحدث في حوار خاص لالأهرام المسائي حول إصراره علي الغناء في مصر ليلة رأس السنة رغم ما يحدث ليكون المطرب اللبناني الوحيد الذي يغني في مصر خلال هذه المناسبة, وكذلك في ظل اتجاه عدد من المطربين المصريين للغناء خارج مصر, كما تحدث عن ألبومه الأخير, وأسباب لجوئه في الفترة المقبلة إلي الأغاني السينجل في ظل تراجع صناعة الكاسيت, وكذلك أسباب عدم تقديم ألبوم ديني مرة أخري رغم نجاح تجربة ألبومه في حضرة المحبوب, وتفاصيل أزمة ألبوم الأطفال الذي لم يطرح حتي الآن. أنت الفنان اللبناني الوحيد الذي اتخذت قرار الغناء في مصر ليلة رأس السنة رغم ما تعرضت له في زيارتك الأخيرة؟ لي الشرف أن أكون بين الشعب المصري الطيب المضياف الذي يعلم جيدا كم أحبه, لأن هذا الشعب له الفضل بعد الله في نجاح وائل جسار. ألم تتردد في إقامة الحفل بعد الجريمة الإرهابية الأخيرة؟ أبدا لن يحدث, لأن مصر بإذن الله آمنة ولا خوف عليها من كافة النواحي سواء الناحية الأمنية أو الوحدة بين المسلمين والمسيحيين, فهذه وحدة لا يستهان بها كما أنه في رأيي أن ما حدث لن يوقف عزيمة الشعب المصري في أن يكمل مسيرته التي بدأها وهي الحياة والسلام والفرح ومكافحة الإرهاب. حققت أغنيتك لمصر بحبك يا مصر نجاحا ولكن خرجت بعض الأصوات تقول إنك غنيتها بتكليف فما حقيقة ذلك؟ لا.. غير صحيح, فأنا من سعيت لتقديم شيء لمصر أم الدنيا وحينما استقررت علي فكرة قررت تقديمها فلا أحد يزايد علي حبي لمصر وللمصريين وأي شيء أقدمه للبلد أشعر وكأنني مازلت لم أف بحقها علي حتي الآن. قدمت مؤخرا ألبوم عمري وذكرياته في وقت تتراجع فيه الصناعة ما تعليقك علي ذلك؟ الحقيقة أنني أصبحت أشجع الأغاني السينجل, لهذا السبب, ومن الآن فصاعدا سأعمل علي ذلك, ولنكن صرحاء فإن نجاح الألبومات الغنائية لم يعد مثل السابق, فاليوم أصبحت تطلع علي موقع اليوتيوب لسماع ما تريد من الألبومات الجديدة أو الأغنية التي تفضلها, بينما لا يشتري الألبومات إلا قليل القليل, وهو ما أدي إلي استياء شركات الإنتاج نتيجة ضعف حركة البيع, بينما الأمر مختلف حينما تقدم أغنية واحدة لأنها ستحقق انتشارا أوسع ودعما أكبر وهو ما يؤكد أننا الآن في عصر الأغنية الواحدة ولكن المهم أن تكون ذات قيمة فنية عالية. كيف تشجع السينجل رغم أن تعاقدك مع شركة الإنتاج حتي2018 ومطالب بتقديم ألبومات؟ بالفعل عقدي مستمر, ولكن ما قدمته كان الألبوم الأخير في تعاقدي, ومن الممكن أن أبدأ بعد ذلك في تنفيذ أغاني سينجل. هل تري أن تراجع صناعة الكاسيت تعود لما مرت به الشعوب العربية من أزمات وجعلها تفكر في توفير حاجتها أولا قبل الالتفات للفن؟ نعم هذا حقيقي مائة بالمائة فنحن اليوم أمام شعوب تفكر كيف ستقدم لأبنائها حياة جيدة أو بمعني آخر الحد الأدني من الرفاهية في الوقت الذي يعاني العالم العربي من قلة فرص العمل في ظل عدم وجود دخل يكافئ الحياة, وبالتالي باتت أكبر الأولويات هي لقمة العيش والأمن والأمان لأنهما أهم شيء, وحينما يشعرون بالراحة من المؤكد سينتقلون لمرحلة الفرح والاستماع إلي الأغاني, والحقيقة أنني أعذر من يفكرون بهذه الطريقة. هذا يقودنا إلي فكرة الاعتزال حيث سبق وأكدت أنك ستعتزل في مجدك فما حقيقة ذلك؟ أنظر أنا لدي وجهة نظر في هذا الأمر وهو أن الفنان عليه أن يصل لمرحلة معينة ثم يتوقف بعدها حتي يعطي الفرصة لأجيال جديدة للظهور, فالأفضل لي أن أقدم فني راقيا يعيش بين الناس من بعدي, ولعل أهم درس هم الجيل الذي سبقنا من المطربين حيث كانوا يقدمون في العام الواحد ما بين50 و60 حفلة غنائية إلي أن بدأ الطلب عليهم يقل نظرا لتقدمهم في العمر, وهو ما لا أرغب أن أصل إليه وأن أشعر أنني ماليش لازمة وأستكمل مشواري فقط تحت مبدأ أنني فنان ولابد أن أكمله حتي أموت فالأفضل لي طالما شعرت أن عمري سينتهي أن أترك الساحة لغيري. ذكرت أن هناك أجيالا جديدة لكن أغلبها تنتجه برامج المواهب وغالبا ما يختفي بانتهاء الموسم البرامجي؟ لابد أن نعي أن الحياة مستمرة وأنها لن تقف عند كام نجم ونقول إننا مكتفون بهم, يجب أن تكون هناك أصوات وأسماء جديدة والجمهور هو من يفصل في هذا الأمر, أما بالنسبة لبرامج المواهب فالفن يعني الاستمرارية وليس مجرد نجاح في برنامج, فهو فقط وصل بالمطرب لمرحلة معينة وعليه أن يعمل علي نفسه ويقدم جهدا أكبر من طاقته لكي يظل موجودا بين الجمهور لأن هناك كثيرين غيره في انتظار مثل هذه اللحظة أو الفرصة, ولهذا فإن هذه البرامج تقوم بدورها من خلال وضع المطرب علي بداية السلم وتقطع له ثلث المشوار علي الأقل. سبق وقدمت ألبوما دينيا بعنوان في حضرة المحبوب لماذا لم تكرر التجربة؟ هذا شيء يشرفني أن أكرر التجربة تاني وتالت ورابع لأنها كانت تجربة عظيمة ونجحت بامتياز, ولكن شركات الإنتاج وسوق الألبوم لم يعد مثل السابق حيث هناك عوائق في تنفيذ أي ألبوم, أما أنا فلا توجد لدي أي مشكلة في تنفيذ ألبوم آخر جديد يحمل الطابع الديني. وهل لهذه الأسباب لم يكتمل مشروع ألبوم الأطفال؟ لا.. فالوضع مختلف إلي حد ما وذلك لأن ألبوم الأطفال موجود منذ فترة وقمت بتسجيله كاملا ولكن هناك مشاكل بين شركة الإنتاج والملحنين والشعراء حيث توجد حلقة مفقودة لكي يظهر الألبوم إلي النور, وقد قمت بالدور الذي علي أن أفعله وحاولت التقريب بينهما ولكنني لم أوفق في ذلك, لذا أتمني أن يأتي اليوم لتنتهي المشاكل ويظهر الألبوم للنور خاصة أنني حزنت علي المجهود الذي بذلته في تقديمه. هل من بين هؤلاء الشعراء نبيل خلف الذي لم يقدم لك أعمالا مؤخرا رغم التعاون الناجح بينكما من قبل؟ نبيل من الشعراء الذين تشرفت بالتعاون معهم وكنت سعيدا بكل ما يكتبه لي, ولكن علي ما أظن أنه توقف عن كتابة الأغاني واتجه لكتابة الأشعار والقصائد. علي ذكر القصائد كانت لك تجربة في غناء القصائد ولكنك لم تستمر بها فما السبب؟ تجربة القصائد بالفعل لم أستمر بها لأن السوق لا يتطلبها واكتشفت أن القصائد لها ناسها وليس عيبا أن يجرب الفنان كل شيء, ولكن المكان الذي يشعر بنفسه به هو ما يكمل به, أما غير ذلك فعليه عدم الاستمرار, وقد نجح الفنان كاظم الساهر في هذا الطريق لأنه بدأ مشواره الفني من هذا الاتجاه. حققت أغنية تتر أريد رجلا نجاحا كبيرا ألم يشجعك ذلك علي خطوة التمثيل؟ الحقيقة أنه قدمت لي عدة عروض لكي أخوض تجربة التمثيل, ولكن غير وارد أن أقوم بهذا الأمر في الوقت الحالي لأنني لا أشعر أنني سأحقق النجاح, رغم أن كل العروض جاءتني من مصر ومن أهم المنتجين والمخرجين. أليس هذا دافعا يشعرك بالاطمئنان؟ بالتأكيد يشعرني بالاطمئنان ولكن نية خوض التجربة لدي غير متوافرة وهو ما يصعب الأمر. ذكرت من قبل أنك لا تشجع تجربة الدويتو لماذا؟ لأنه ببساطة لا يقدم أو يؤخر الفنان, ولن يضيف شيئا جديدا لذا فأنا اعتبرها نوعا من أنواع البروباجندا بمعني أن أقول إنني غنيت أنا وفلان, فإذا جمهورك يحبك سيكون ذلك لأغانيك وليس من أجل دويتو مع مطرب بعينه, ورغم كل ذلك تجدني قدمت دويتو بمشاركة المطربة آمال ماهر وآخر مع مطربة صاعدة اسمها حنان وكانت تجربة ناجحة, لكنني لا أبحث عن تقديم دويتو, أما إذا وجدت شيئا شعرت أنه جيد علي المستوي الفني لن أتردد في ذلك. ما سبب مشاركة ابنك لأول مرة؟ الألبوم اسمه عمري وذكرياته والحقيقة أنني رأيت أن ابني يذكرني بنفسي حينما كنت في عمر7 سنوات, ولهذا كان سبب ظهوره في الألبوم كما أنه متوافق مع اسم الألبوم. هل لديك مشكلة أن يكمل مشوار والده؟ هذا كلام سابق لأوانه فعليه أولا أن يلتفت لدراسته هو وشقيقته. إلي أي مدي وصل سوء التفاهم بينك وبين الفنانة ميريام فارس؟ لا يوجد أي سوء تفاهم فهي تركز في عملها وأنا كذلك, وآخر همي ما يتردد, فقد قلت كلمة وياريتني ما قلتها, وكل ما ذكرته أن صوتها جميل ولكن ليس بالضرورة أن تظهر مفاتنها فأنا أحترم كل زملائي الفنانين, كما أنني من النوعية التي لا تحب أن يعلمها أحد شغلها ولكنني في الوقت ذاته أرحب بالنقد البناء وأقوم بمراجعته وأري أبعاده, فإذا كان لمصلحتي فأهلا وسهلا وإذا كان غير ذلك فلا أهتم به ولا أرد علي من قاله, وبالنسبة لمريام كلامي عنها كان واضحا ولم أقل أي شيء يؤذيها فقد مدحت في صوتها فماذا تريد أكثر من ذلك.