طالعتنا الصحف الايام الماضية بما جري في كواليس البرلمان حول تقسيم قانون الاعلام والصحافة الموحد الي قسمين قانون مؤسس للهيئات الثلاث طبقا للدستور وقانون موحد للاعلام وقد رأينا الخناقات والملاسنات والاستشهاد بمجلس الدولة مرة واللجوء الي الدستور مرات ومناورات هنا وهناك, كلها تشي بأن تنظيم مهنة الاعلام في مصر يتعثر حماية لمصالح معينة وقوي معينة.. وتجري في الكواليس الان بعض اجراءات وأنشطة ومناقشات للنهوض بماسبيرو وقد شاركت شخصيا في ندوات ومؤتمرات ونشرت عشرات المقالات في روزا اليوسف والاهرام الصباحي والمسائي وعدد من الصحف الخاصة وقامت جمعية حماية المشاهدين بعمل عدد من الندوات مشتركة او منفصلة مع جهات متعددة بهدف وضع حلول لانقاذ ماسبيرو وطرحنا فيها حلولا فورية ومخاوف الزملاء العاملين في ماسبيرو من الهيكلة. وعلي قول طه حسين اسمع جعجعة ولا أري طحنا.. يعني ما أكثر من كتب, وقال, ونادي., وصرخ لانقاذ ماسبيرو ولكن لا حياة لمن تنادي.. ولقد خرجت من مشاركاتي المتعددة لانقاذ ماسبيرو بعدد من الملاحظات منها: أولا: هل توجد ارادة سياسية للانقاذ.. حقا, أم ما يجري من ندوات وورش عمل ومقالات وتحقيقات صحفية هي ابراء للذمة فقط؟؟ أنا شخصيا أقطع بغياب الارادة السياسية.. ودليلي هناك قوانين كانت اسرع من البرق في مرورها بالبرلمان بينما قوانين الاعلام لا تزال.. في الادراج.. أو قيد المناقشات والمعارك المفتعلة, أيضا أشعر أن الرئيس السيسي لا يهتم بماسبيرو ومصيره... والا ما ظهر عقب توليه الرئاسة في قنوات خاصة متجاهلا تليفزيون الدولة..ولا أظنه راضيا عن الاداء ولا مستعدا للدعم. ثانيا: هوية ماسبيرو, هل هو مؤسسة اقتصادية؟ هل هو مؤسسة خدمية؟ هل هو مؤسسة تمثل صوت الحكومة.. بوق؟؟ هل هو مؤسسة مستقلة هادفة للربح؟؟ ماذا تريد الدولة من ماسبيرو؟؟ وبناء عليه نضع القوانين والخطط والاستراتيجيات.. ثالثا: ملف موارد ماسبيرو الذاتية, المادية من اراض ومكتبات ومعاهد واستديوهات واماكن تصوير مفتوحة وفندق واكاديمية ومدينة الانتاج الاعلامي وجهاز السينما وشركات مثل ان تي ان وصوت القاهرة وسي ان اي ونايلسات وشراكات مع المحور ودريم وكلاهما حوله حديث عن بيع وشراء وكذلك ملفات مهمة عن الموارد البشرية وتضخم في العمالة والهياكل التنظيمية والادارية وفقر مالي ومديونية جسيمة ومع هذا توجد نقاط قوة كيف نبني عليها ونقاط ضعف لا بد من تقويتها أو ترميمها أو اسعافها لنجد لها حلا وتحيط بماسبيرو تهديدات تستهدف ارصدته الوطنية وتاريخه العريق والاسم التجاري الذي يقدر بالملايين مما جعلنا نستشعر أن ثمة خطرا من تحركات رجال الاعمال وقوانين تبدل بليل لتيسير الانقضاض عليه واخراجه من المعادلة الانتاجية والسوق الاعلانية وانفراد الاعلام الخاص بالمشاهد المصري.. لنتركه امام توحش اعلام رجال الاعمال فيصبح المشاهد والقارئ والمستمع تحت رحمة اعلام تجاري, أضر بالامن القومي وبالذوق العام وبالمهنة عموما.. في هذه المعمعة بادرت كلية الاعلام بندوة حول مستقبل ماسبيرو كان أكثر المتحدثين جرأة المهندس اسامة الشيخ رئيس مجلس الامناء الاسبق والذي اكتوي بنار هذه المؤسسة وسجن ودفع الثمن غاليا ومع هذا ما ان سمع بالندوة حتي حن لماسبيرو وجاء ليضع حلولا واقعية للانقاذ.. هل يستمع الي الرجل أحد ممن يعنيهم مستقبل ماسبيرو؟ تحية لزميلتي ودفعتي دكتورة جيهان يسري عميد كلية الاعلام وصديقي دكتور محمد المرسي وندوة موفقة وسيادة الرئيس ماسبيرو بحاجة الي نظرة..