قال رسول الله,: إن لله في ايام دهركم لنفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقي بعدها ابدا. ونحن في هذه الأيام نحتفل بذكري مولد خير الأنام سيدنا محمد,. وأن من أبرز علامات الاحتفال هي اتباع هديه عليه الصلاه والسلام.ومن هديه, الوحدة وعدم الفرقة وما أحوجنا إلي ذلك في زمن كثر فيه المرجفون والمغرضون الذين ينخرون في جسد الأمة وكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو أمته إلي قيام الساعة إلي أن تحذو حذوه في الاجتماع, وتطبيقه علي أرض الواقع, فكان عليه الصلاة والسلام يهدف إلي القضاء علي العنصرية القبلية, والإقليمية, وما شاكل ذلك من عصبيات تشق عصا المسلمين. ورسل الله عليهم الصلاة والسلام كانوا كذلك, حتي عابهم أولئك الذين كرهوا الاجتماع, فعابوا نوحا وهودا وصالحا وشعيبا عليهم السلام بأنهم يريدون أن يجمعوا الناس تحت مظلة واحدة. إن المتأمل في أحوالنا اليوم يجد أن هذا الأمر من أهم المواضيع التي تمس واقعنا المعاصر, وذلك نظرا لأننا نري أن العنصرية, أو القبلية قد أطلت بوجهها القبيح تريد أن تفرق جمعنا, وتشتت صفوفنا وهذا ما رفضه الإسلام وأبطله. ولو كان رسول الله بيننا ما سره ما نحن فيه من فرقة ومن اختلاف ولأمرنا بالاجتماع علي حب الوطن ورفعة الامة. فحب الوطن من تلك المحاب التي دعانا إليها ديننا الحنيف, وتتجلي أفضل مشاعر الولاء والانتماء نحو وطن عظيم أعطي الكثير لأبنائه وقدم ما لم تقدمه الأوطان لأبنائها, وبحجم وطن كبير وعظيم نحبه ونعشقه يكون في المقابل عطاء من قبل أبنائه العطاء الكبير لا تحده حدود وحب الوطن والاعتزاز به يظل حبا كبيرا يغمر النفوس ويستولي علي شغاف القلوب, حبا يجعل الوطن الأسمي والأغلي والأجدر بكل معاني الحب والاخلاص, حبا يجعل الانسان يهب للدفاع والذود عن الوطن بكل بسالة وفخر واعتزاز إذا ما تعرض الوطن لأي نوع من الاعتداء, وهذا واجب كل إنسان يعيش علي أرض الوطن وينعم بخيراته التي لا تعد ولا تحصي, ويتجلي حب الوطن من خلال العطاء المخلص وبذل الجهد الأكبر في العمل الذي يؤديه المواطن في أي موقع كان, وفي أي مستوي من مستويات العمل, وانطلاقا من أهمية العمل الذي يصب أولا وقبل كل شيء في مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره ورخاء أبنائه; فالوطن أولي من يقدم له ويعطي من الوقت للاعتناء به, والعمل من أجله واجب حتمي, ودين يطوق الأعناق. وفي حب مصر يتسابق المخلصون وفي باطنهم بأن هذا الوطن يستحق منهم أكثر من كل هذا الحب الكبير والعشق العظيم لوطن أعطي وأجزل العطاء والبذل لأبنائه مهما كانت الظروف التي يمر بها أبناء الوطن من محن وشدائد لأن في كل محنة منحة من الله عز وجل لعباده وبعد العسر يأتي اليسر. كما أن احتفالنا بالمولد الشريف يتطلب منا الصبر علي ما نحن فيه من غلاء وارتفاع للأسعار وكل ما قد يمر بنا من أزمات لأنها ان شاء الله أزمات مؤقتة إذا ما اتحدنا واجتمعنا علي حب وطننا الحبيب مصر والعمل معا علي النهوض به وإيجاد الحلول بدلا من إضعاف الهمم وبث روح اليأس في النفوس. فياليتنا نستشعر بحلاوة هذه الأيام المباركه بالتمسك بسنة الحبيب, ونقتدي بمنهاجه في حبه لوطنه.