أصابت أهالي محافظة أسيوط حالة من الرعب من الهجوم الضاري لحشرة الذباب بكثافة غير عادية علي المنازل والذي قد يترتب عليه انتشار الأوبئة وهو ما يهدد صحة المواطن الأسيوطي, والغريب في الأمر أن الأجهزة المعنية وعلي رأسها الصحة والبيئة والمحليات لم تلاحظ هذا الهجوم الكثيف ومن ثم لم تتحرك لمواجهته وهو ما أدي ايضا إلي زيادة رقعة الخوف لدي المواطن ولا سيما مع وجود كثافات سكانية في أماكن التجمعات وخاصة المدارس وهو ما يعرض الجميع لخطر الإصابة بالأمراض في ظل انهيار منظومة القمامة بالمحافظة. يقول أحمد عثمان سيد موظف نعيش في معاناة حقيقية بعد ان هاجم الذباب منازلنا بشراسة غير مسبوقة وبكميات تثير الخوف وذلك بسبب تلال القمامة التي تطالع أعين المارة في كل الشوارع بلا استثناء حتي أصبحت مظهرا من مظاهر مدينة أسيوط ولا نبالغ إذا قلنا إن القطط والكلاب الضالة يتم تثمينها بطريقة غير مباشرة علي تلك الأكوام التي وجدت ضالتها فيها وخاصة في شوارع وأزقة أحياء مدينة أسيوط التي عادت إلي سابق عهدها لتغرق في أكوام القمامة في ظل القصور الشديد في عمليات المتابعة من المسئولين في الأحياء لعمال النظافة. ويضيف حسن عبد الله تاجر لقد سئمنا من الإهمال الشديد الذي يتعامل به مسئولو الأحياء والمدن مع أزمة القمامة التي باتت تحاصر جميع منازلنا ولا نجد مفرا منها حيث تحول الموقف إلي كابوس مخيف عقب تراكم تلال القمامة واختفاء عمال النظافة وتخمر هذه التراكمات المخيفة ومن ثم انبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الطائرة بشكل كثيف ومخيف وهو ما يفسر الهجوم الضاري للذباب علي منازل المواطنين الذين أصبحوا لا يرون الشمس خوفا من فتح النوافذ وتسرب تلك الحشرات إلي داخل المنزل. ويوضح محمود عامر خليفة محاسب أن انهيار منظومة النظافة في أسيوط وفشل المسئولين في إدارتها هو السبب الرئيسي في الأزمة القائمة حيث ارتكب مسئولو المحافظة خطأ فادحا ويعد إهدارا للمال العام بتحميل صندوق النظافة رواتب مئات الأشخاص ممن لا عمل لهم بهدف احتواء غضبهم عقب إنهاء مشروع توزيع الخبز الذي تم تعيين مئات الشباب عليه بالمجاملة وعقب تطبيق المنظومة الجديدة للخبز تم الاستغناء عنهم وبدلا من تسريحهم تم نقلهم إلي مشروع النظافة وليتم تعيين عدد من المشرفين علي كل عامل وهو أمر يفوق الخيال فبدلا من تعيين مشرف واحد علي عدد من العمال انعكس الأمر وهو ما كان له مردود سلبي للغاية علي الأداء وتم استهلاك أموال صندوق النظافة في صرف رواتب ومكافآت هؤلاء الأشخاص والمستحق الأساسي وهو عامل جمع القمامة لا يحصل إلا علي الفتات القليل وهو ما جعل عددا كبيرا منهم يعمل في فرز القمامة ويترك العمل في الحي وهنا تكمن المشكلة بأن الأموال التي يتم جمعها من المواطنين يتم صرفها كمكافآت علي المشرفين ولا يتم دعم المنظومة بشيء حقيقي سواء معدات أو تحسين أحوال عمال الجمع. وأكد الدكتور علي حسين زرور- أستاذ الصحة العامة بطب جامعة أسيوط أنه بالفعل في الآونة الآخيرة انتشرت كميات كبيرة من حشرات الذباب بشكل كثيف ومرجع ذلك وجود أماكن كثيرة لتوالد اليرقات والذباب وهذه اليرقات لا تجد بيئة انسب من أكوام القمامة في الشوارع والميادين العامة لتتكاثر بها وهو ما نعيشه للأسف ويمثل خطورة علي صحة المواطنين فالشخص الذي يخرج مبكرا للذهاب إلي عمله بدون أن يفطر ويمر بجوار مواقع تتراكم بها القمامة يصاب بمئات الميكروبات منها الميكروبات التي تنتج عن طريق تخمر بقايا الطعام والتي تصيب الإنسان بالنزلات المعوية الحادة والدوسنتارية الأميبية وغيرها من الأمراض وكذلك يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي للإنسان وذلك عن طريق تطاير الميكروبات الموجودة بالمناشف والمناديل الورقية التي تلقي في القمامة حيث يخترق الميكروب الجهاز التنفسي للإنسان ويصيبه بخلل في التنفس, بالإضافة إلي أمراض العيون حيث يكون الشخص الملازم لموقع قمامة وتجمعات الذباب أقرب للإصابة بمرض الرمد الصديدي الذي ينشأ أيضا عن طريق تطاير الميكروبات الموجودة بالمناشف الورقية ونقل العدوي عن طريق الذباب.