يكاد يجمع مواطنو اسيوط ان الأوضاع تدهورت في المحافظة ووصلت إلي حد تعريض حياة المواطنين للأمراض بسبب فشل منظومة جمع القمامة التي تديرها المحافظة حيثتحولت شوارع المدينة سواء الرئيسية أو الداخلية إلي ساحات مفتوحة لغزو القمامة من قبل المواطنين في غياب تام للمسئولين.. لتضاف أزمة جديدة لأزمات المواطنين التي أصبحت متوالية. وخاصة بعدما تحولت المدينة إلي مقلب قمامة كبير يشاهده المواطنون يوميا أينما ذهبوا في كل الشوارع بلا أستثناء حتي أصبحت مظهرا من مظاهر مدينة اسيوط وما زاد من الأمر سوءا قيام الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب بتمزيق أكياس القمامة وبعثرة محتوياتها في الشارع ليتحول الوضع إلي أمر كارثي يهدد صحة مواطني المحافظة. في البداية يقول عاطف علي موظف إن محافظة اسيوط تعود إلي الخلف ولا تواكب النهضة التي تشهدها البلاد فلا يوجد مسئول يتابع ما يجري علي أرض المحافظة وسئمنا من الإهمال الشديد الذي يبديه قيادات المحافظة تجاه أزمة القمامة التي باتت تحاصر جميع منازلنا ولا نجد مفرا منها حيث تحول الوضع إلي كابوس مخيف عقب تراكم تلال القمامة وأختفاء عمال النظافة وتخمر هذه التراكمات المخيفة وانبعاث روائح كريهة منها تسبب أزمة أمراض وأزمات تنفسية لمرضي الصدر والقلب من المواطنون المقيمين حولها ويضطر المواطنون إلي إشعال النيران بها للتخلص منها وهو أمر كارثي أيضا نتيجة تصاعد الأدخنة الملوثة للمنازل. ويضيف حسين عبد الرحمن محاسب أن الوضع أصبح مخيفا للغاية حيث إن القمامة أغرقت جميع شوارع المدينة ولا نجد منها مفرا والأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم وهو عكس الأتجاه الذي كانت تسير عليه خطي المحافظة في عهد المحافظ الأسبق نبيل العزبي الذي حول أسيوط إلي عاصمة للجمال من خلال أعمال التطوير والتجميل والنظافةالإجبارية التي فرضها علي أبناء أسيوطداخل شوارع المدينة من خلال شراء أحدث المعدات للنظافة والتي أصبحت مكدسة في مخازن الأحياء والمدن ويشير أحمد سيد خلف بالمعاش إلي أن مسئولي أسيوط يكيلون بمكيالين فالنظافة ومشروع جمع القمامة لا يتم إلا في الأحياء الراقية فقط داخل مدينة اسيوط أما الأحياء الشعبية فلهم الله والسؤال الذي يتعجب له العديد من المواطنين ما المقابل المادي الإضافي الذي يدفعه هؤلاء الصفوة من علية القوم أكثر مما ندفعه نحن لكي يتم الاهتمام بهم ووقايتهم من الأمراض. وأكد محمود عبد الله طبيب- أن انتشار القمامة في الشوارع والميادين العامة يسبب العديد من الأمراض التي قد تهدد حياة الأنسان فالشخص الذي يخرج مبكرا للذهاب إلي عمله بدون أن يفطر ويمر بجوار مواقع تتراكم بها القمامة منها الميكروبات التي تنتج عن طريق تخمر بقايا الطعام والتي تصيب الأنسان بالنزلات المعوية الحادة والدوزنتاريا الأميبية وغيرها من الأمراض, وكذلك يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي للإنسان وذلك عن طريق تطاير الميكروبات الموجود بالمناشف والمناديل الورقية التي تلقي في القمامة حيث يخترق الميكروب الجهاز التنفسي للأنسان ويصيبه بخلل في التنفس, هذا بالإضافة إلي أمراض العيون حيث يكون الشخص الملازم لموقع قمامة أقرب للأصابة بمرض الرمد الصديدي الذي ينشا أيضا عن طريق تطاير الميكروبات الموجودة بالمناشف الورقية ولا ننسي الأمراض الجلدية التي انتشرت في الفترة الأخيرة بسبب الفطريات الجلدية التي تتمركز بالقمامة وتخترق جسم الأنسان وتصيبة بأمراض التينيا وقراع الرأس نتيجة لتفاعل الفطر داخل فروة الرأس. وعبثا حاول مندوب الأهرام المسائي الاتصال بالمسئولين بمحافظة أسيوط للإجابة عن هذه الكارثة البيئية التي تهدد صحة مواطني المحافظة دون جدوي.