جولة واسعة من كشف أسرار الفراعنة قدمها الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الكبير وأشهر الأثريين المصريين والعرب تناول فيها العديد من القضايا والموضوعات المتعلقة بأسرار الفراعنة منها ما يتعلق بسرقة حوالي ثلث الآثار المصرية خلال سنوات الانفلات الأمني عقب ثورة25 يناير وتهريبها للخارج وأن الدولة لا تستطيع اعادة تلك الآثار المهربة الا بمنطق القوة, وأنه طبق تلك النظرية مع الدول التي تم فيها الاعلان عن بيع بعض القطع الآثرية, بأنه أوقف أنشطة البعثات الأثرية الاستكشافية لتلك الدول, وهو ما كان يمثل وسيلة ضغط كبيرة عليهم ورغم ذلك فان الشعب المصري واع جدا في المحافظة علي الآثار وضرب مثالا بأهالي الأقصر بأنهم أفضل من قاموا بحراسة الآثار عقب الثورة وأننا استطعنا اعادة6 آلاف قطعة أثرية من جملة ما تم تهريبه من الآثار المصرية. وقال الدكتور زاهي حواس خلال محاضرة بكلية الطب بجامعة عين شمس تحت عنوان أسرار الفراعنة إن مصر أهملت تاريخها وآثارها علي مدار سنوات وانه مازال أمامنا سنوات كثيرة لاكتشاف الآثار الباقية والتي تقدر بأكثر من70% من جملة ارث وتاريخ الأجداد وذلك لأن الحضارات الحديثة بنيت علي الآثار القديمة وأن هناك مناطق كثيرة مثل أخميم وعين شمس والأقصر وغيرها كلما حفرت البعثات وجدت آثارا. وتحدث الدكتور زاهي حواس عن مسيرته الأثرية مؤكدا للطلاب أنه لم يكن طالبا متفوقا في دراسته وانه كان يأمل في أن يصبح محاميا لشدة تأثره بأفلام كمال الشناوي الذي اعتبره مثلا أعلي وبعد حصوله علي الثانوية العامة التحق بكلية الحقوق ولكنه لم يقبل الدراسة بها وتركها وذهب لكلية الآداب والتحق بالقسم الأحدث بها وهو قسم الآثار المصرية وتخرج منه بتقدير مقبول لأنه لم يكن طالبا متفوقا وجاءه التعيين في هيئة الآثار بعد أن فشل في الالتحاق بوزارة الخارجية وجاءت بعثته الأولي في الكشوفات الأثرية بالأقصر حيث وجد عشقه في الآثار ومن هنا بدأت قصته وطالب الطلاب بعشق المهنة مهما كانت وان لم يجد طالبا منهم طريقه في الطب فلا يبتئس وعليه ايجاد ما يعشقه. وحذر الدكتور حواس من عصابات بيع الوهم والنصب في عمليات الاتجار في الآثار وتهريبها ووصفها بأنها عصابات منظمة كانت تقوم بالاحتيال علي المصريين برسالة وهمية علي الهواتف المحمولة بنص: أخوك لقي آثار يا محمد عايزين حد آمين يصرفها.. كما رفض فكرة الزئبق الأحمر نافيا وجوده من الأصل وأنه وهم مثل لعنة الفراعنة التي يتحدثون عنها وان ما وجد من مواد للتحنيط كانت ضمن المومياوات في التوابيت الفرعونية وذكر مثالا لذلك بان قام أحد الأمراء بالدول العربية طلب منه بعضا من الزئبق الأحمر لعلاج والدته المريضة مقابل200 ألف دولار ولكنه رد عليه بأنه لا يوجد ما يسمي بالزئبق الأحمر وأن من اقتحموا المتحف المصري في أحداث ثورة25 يناير كانوا يبحثون عن الزئبق الأحمر الذهب وأن من يبحثون عنه تركوا الآثار النادرة والتي لا تقدر بثمن مقابل البحث عن الزئبق الأحمر والذهب وهو ما أنقذ تلك الآثار من السرقة مؤكدا أن الزئبق الأحمر ما هو الا هوس ووهم يجري الناس وراءه وآخرهم أحد أصدقائه الذي أتي بشيخ مغربي لتحضير الجان لاحضار الزئبق الأحمر مقابل الأموال وهي طريقة معروفة للنصب والشعوذة. وكشف حواس أنه كان يتمني رفع قضية ضد مدير متحف لندن الذي باع تمثال سخم كا الفرعوني لأمير عربي مقابل16 مليون جنيه استرليني وأن تلك القضايا تقلق المسئولين وحتي ان كانت أمام المحاكم المصرية. وعن شائعات بناء اليهود للأهرامات أكد حواس أنه حقق كشفا أثريا كبيرا يؤكد بناء المصريين للأهرامات بأنه اكتشف مقابر العمال بناة الأهرامات والتي كان يجمعهم قديما عائلات متعهدة في الأقاليم المختلفة من الوجهين القبلي والبحري وأن حوالي10 آلاف عامل مصري بنوا الهرم الأكبر وأن الاكتشافات الأثرية التي قام بها أكدت وجود اليهود العبرانيين في مصر القديمة كخدم للمصريين بعد بناء الهرم الأكبر بحوالي7 آلاف سنة. وأشار عالم الآثار الأشهر الي أن الاكتشافات الأثرية في الهرم الأكبر كان لها بالغ الأثر في تصحيح جزء كبير من التاريخ المكتوب عبر العلماء الأجانب الذين زور بعضهم كثيرا وأخطأ الآخر أيضا في تفسير التاريخ وان استخدام الانسان الآلي روبوت في تلك الاكتشافات كان له بالغ الأثر وأنه فوجئ ذات مرة برجل مجذوب أو معتوه يوقفه في الشارع ويقول له: يا زاهي امتي هتودي الروبت للهرم.. أمتي ؟ فتعجب حواس منه منبهرا وأقبل عليه يقبله سعيدا بمتابعة الرجل المجذوب للكشف الأثري مشيرا الي ان أغلب المعلومات المتداولة عن الهرم مغلوطة وانه دائما ما يصحح تلك المعلومات والمقولات والتي منها أن الأحجار التي بني الهرم بها من منطقة طرة وان العمال كانوا يعملون لأوقات محددة وثبت عدم صحتها. أضاف أن الأنبياء ابراهيم ويوسف وموسي أتموا جميعا الي مصر وان لوحة أثرية كان بها37 آسيويا بذقن ملامحهم مثل أهل فلسطين وسوريا لم يثبت انها للنبي ابراهيم وكذلك لوحة أخري في جزيرة سهيل بأسوان لوحة بها قصة النبي يوسف ذون ذكر أسمه وهناك لوحة أخري لشاعر كتبها مديحا للملك وأخبره خلالها أن شعب اسرائيل أبيد وبذرته انتهت وهو كلام لم تثبت صحة وجود النبي موسي به ونحن عرفنا بوجود الهكسوس بأن تلميذا في مدرسة كتب عنهم. وعن لعنة الفراعنة قال حواس انه لا يؤمن بها وانها غير موجودة وأنه سأل الدكتور كمال محرز عن لعنة الفراعنة فأخبره بأنه وهم لا يؤمن بها وبعدها بيوم مات محرز كما أنه ذكر عدة حوادث تعرض لها شخصيا ومنها أنه عندما حاول وضع مومياء الملك توت عنخ آمون علي جهاز الأشعة المقطعية بدأ يومه بحادثة كادت تودي بحياة طفل في الطريق كاد سائقه يدهسه ثم تلاها مكالمة من شقيقته تفيد بموت زوجها ثم نقل الوزير فاروق حسني للمستشفي بعد تعرضه لأزمة قلبية ثم هبوب عاصفة ترابية علي طريق الكباش تلاها توقف ماكينة الأشعة التي كانت أحدث جهاز حينها وكلها حالات كانت ربما حدثت مصادفة وأن كل واقعة لها تفسير طبيعي. أشار الي أن موت العالم الانجليزي هيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون عقب الكشف دفع الصحافة الي اختلاق مسألة لعنة الفراعنة وانني تعرضت لاغماءات ووقعت حوادث عدة أمام عيني خلال الاكتشافات الأثرية ولكن ما يفسر تلك الحوادث الأمور الطبيعية وهناك تفسير طبيعي لوجود جراثيم سامة تؤدي للموت تخرج من المومياوات بعد مرور آلاف السنين علي وجودها في باطن الأرض كما أن التعاويذ السحرية بالكتابة والتحذير بأن من يدخل المقبرة ويحصل علي الأشياء التي بها يتعرض للقتل والهلاك هي من كلمات التحذير عند الفراعنة موجودة في كل مقبرة. وأكد حواس أن طفلا مصريا يبلغ من العمر12 سنة هو من كشف عن مدخل المقبرة الملكية الأشهر للملك توت عنخ آمون وأنه كان ضمن العمال المشاركين للعالم الانجليزي كارتر في التنقيب والبحث وأنه ظل يحمل صورته أمام المقبرة التي أهداها له كارتر مقلدا اياه بقلادة الملك التاريخية وظل يحصل علي الأموال من السائحين علي تلك الصورة طوال عمره ثم توارثها من بعده نجله. وذكر بأن الشهر القادم هناك بعثات مختلفة منها مسح شامل لوادي الملوك لكشف مقابر أخري وان الاكتشافات أكدت في وادي الملوك وجود كشوفات حضور وانصراف للعمال لمدة6 شهور وان الكشف علي موميا الملك توت أكدت أنه مصاب في ساقه وأنه كان يصطاد جالسا وأن كان يعاني من فلات فوت وأنه كان مصابا بالملاريا ويتوكأ علي عصاية طوال الوقت وانه من المرجح سقوطه من علي عربة وهو ما أدي الي وفاته. وعن الملكة حتشبسوت أكد حواس أنها كانت بدينة ولم يكن شكلها مثلما هو معروف لأن الفراعنة حسنوا صورهم في التماثيل لأنها كانت امانيهم للعالم الآخر وأنها ماتت عن عمر يناهز55 سنة وكانت مصابة بالكانسر. وعن أبو الهول أكد حواس أن الاكتشافات أكدت عدم وجود شيء أسفل التمثال سوي سراديب فارغة أو غيرها, مضيفا أن هناك بعثات مختلفة للبحث عن مقبرة كليو باترا ومارك أنطونيو وعن سؤال ل الاهرام المسائي عن استرداد الآثار المهربة أكد حواس أننا لابد أن نستخدم قوة الضغط وجميع الوسائل الممكنة قانونا ودبلوماسيا واعلاميا وشعبيا في الضغط علي الدول التي تملك تلك الآثار وانه حتي عام1980 كنا نبيع القطع الأثرية في العلن وان القانون الجديد هو الذي منع ذلك وانه منع فكرة حصول البعثات الأجنبية علي50% أو حتي10% من نسبة الآثار المستخرجة من الأرض. وانتقد الدكتور زاهي حواس جهل البعض واهماله لتاريخ وحضارة المصريين القدماء قائلا العالم كله يقف اجلالا وانبهارا بآثارنا ونحن نجهل تاريخها وذكر حكاية صديقه الصحفي الذي طردته سيدة انجليزية كان في ضيافتها بسبب عدم زيارته المتحف المصري عندما سألته عن عدد المرات الذي زار فيها المتحف فأجاب بانه لم يقم حتي بزيارة واحدة مما أغضب السيدة ودفعها لطرده من منزلها. وانهي حواس حديثة مؤكدا أنه طالب أحد وزراء التربية والتعليم بتدريس اللغة الفرعونية القديمة في المدارس للتعريف بها أو حتي التاريخ الفرعوني فلم يعره أي أحد في الحكومة أي اهتمام كما أننا طالبنا بقناة للآثار ولم يرد أحد أيضا.