أعرب عدد كبير من أهالي سوهاج عن استيائهم الشديد من نقص الخدمات والمرافق الأساسية وخاصة الصرف الصحي الذي تفتقده غالبية قري المحافظة خاصة مع انتشار المنازل والعمارات المبنية بالخرسانة المسلحة بدلا من البيوت الريفية البسيطة, مشيرين إلي أن القرية السوهاجية أصبحت في حاجة شديدة لتوصيل خدمة الصرف الصحي لحمايتها من التلوث البيئي الذي يسببه طفح مياه الصرف بالشوارع واختلاط المجاري بمياه الطلمبات الحبشية التي يلجأ إليها سكان القري بحثا عن كوب ماء نقي فضلا عن تآكل اساسات المنازل وتصدع الحوائط نتيجة تشبع التربة بمياه الصرف الصحي. يقول عبد الموجود موافي موظف إن مشكلة الصرف الصحي بقري سوهاج تعدت كل الحدود فالمياه الملوثة أغرقتالمنازل وتنبعث منها الروائح الكريهة المنتشرة في كل مكان بالقرية ولا أحد يسمع أصوات استغاثاتنا ولا يهتم بنا لحل هذه المشكلة التي أدت إلي انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة بين أبناء القرية. ويضيف وائل السيد بدون عمل ان اساسات منزله بقرية الحما تأثرت بفعل مياه الصرف الصحي كما تشبعت الحوائط بالمياه وتعرضت للتصدع والتشقق وانه يخشي من انهيار المنزل في اية لحظة. ويشير صفوت محمود موظف إلي أن اصحاب عربات الكسح الأهلية استغلوا حاجة الأهالي اليهم وقاموا برفع سعر النقلة إلي50 جنيها وهذا يرهق ميزانية الأسر محدودة الدخل بالقرية, ويكشف عن واقع مؤلم وهو أن بعض الاسر لجأت الي حفر قيسونات وهي عبارة عن مواسير صرف صحي يتم توصيلها في باطن الأرض حتي تصل إلي المياه الجوفية والتي يستخدمها الأهالي في الشرب والري ما أدي الي إصابة الكثير من الأهالي بالأمراض الخطيرة خاصة الفشل الكلوي الذي أصبح ظاهرة يعاني منها سكان القري. ويوضحعماد إبراهيم بدون عمل ان انتشار القيسونات بالقرية أدي إلي اختلاط مياه الري بمياه الصرف الصحي وهذا الأمر لن يؤثر علي صحة أهالي القري فقط بل سيمتد خطره الي سكان المدن ايضا الذين يستهلكون المنتجات الزراعية التي تمت زراعتها باستخدام هذه المياه الملوثة. ويشير خيري الشيخ شيخ حصة بنجع أحمد عتمان بتونس ان أبناء النجع تقدموا بطلبات عديدة لتوصيل الصرف الصحي للنجع بعد تضرر كثير من المنازل بسبب البيارات المنتشرة بالمنازل خاصة وانه تم توصيل الصرف الصحي للقرية الأم تونس منذ أكثر من ست سنوات إلا انها ذهبت إدراج الرياح. ومن جانبه أوضح المهندس محمد بدري القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج ان عدد القري المستفيدة من خدمة الصرف الصحي11 قرية من إجمالي270 قرية علي مستوي المحافظة فيما يبلغ عدد النجوع المستفيدة من الخدمة ثلاثة نجوع فقط من إجمالي1544 نجعا وهو عدد قليل جدا لا يتناسب وحجم عدد سكان تلك القري, مشيرا إلي انه جار تنفيذ مشروعات للصرف الصحي في ثلاثة مراكز و70 قرية علي مستوي المحافظة بتكلفة تصل الي1.8 مليار جنيه بهدف زيادة نسبة تغطية الصرف الصحي لتصل الي44% بحلول عام2017 م. ولفت بدري الي خطورة القيسونات التي يقيمها الأهالي, موضحا انها تتسبب في تلوث الخزان الجوفي بالمواد العضوية التي لها تأثير شديد الضرر والخطورة علي الصحة العامة مما يتسبب في خسارة مصادر المياه الجوفية كمخزون استراتيجي للمياه.