علي الرغم من تأكيد قوات التحالف عدم استخدام قوات برية ضد النظام الليبي في حملتها العسكرية هناك, فإن المخابرات الأمريكية سي آي إيه والبريطانية إم16 جندت عناصرها علي الأرض في ليبيا. وإن كانت تتحرك بشكل غير معلن, فإن تأثيرها أكبر من حملة القصف الجوية منذ الإقرار الدولي لفرض حظر الطيران علي طرابلس. ريتشارد نورتون تايلور الكاتب في صحيفة الجارديان البريطانية يقول: إن انهيار النظام الليبي من الداخل عن طريق العمل الاستخباراتي لتفكيكه عن طريق المعارضين له, هو الأكثر احتمالا وترجيحا لإحداث انفراجة أكثر من الدور الذي تلعبه الصواريخ التي تنطلق من طائرات التورنادو التابعة للتحالف. وبينما يشيد المسئولون البريطانيون بالطيارين البريطانيين ويعلنون بحماس زيادة عدد الطائرات التورنادو في سلاح الجو الملكي البريطاني المنتشرة ضد النظام الليبي, فقد أصبح جهاز المخابرات البريطاني عنصرا أساسيا في هذا الصراع. الصحراء الليبية كانت مهد عمل المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية, وملعبا لها, كجزء من الوجود في الصحاري العربية الشرقية, لكنها في السنوات الأخيرة أطلقت ضباطها لسبر غور شمال إفريقيا, وليبيا علي وجه الخصوص. ويقول الكاتب البريطاني: إن هناك شعورا متزايدا لدي القادة العسكريين في لندن وواشنطن للوصول إلي طريق مسدود في ليبيا, مما يجعل دور الاستخبارات أساسي وفرصة في الوقت نفسه لإثبات الوجود والجدارة! المخابرات الأمريكية والبريطانية لهما علاقة خاصة جدا مع ليبيا معمر القذافي, حيث كانوا يراقبونها عن كثب عندما كان القذافي يمول جماعات الرفض في أوروبا الغربية بما في ذلك الجيش الجمهوري الأيرلندي, كما دخل السير مارك أين من المخابرات البريطانية إم16 وستيفن كابس من المخابرات الأمريكية في محادثات مع طرابلس من قبل حول تعويضات لضحايا أعمال جماعات الرفض التي ترعاها ليبيا بما في ذلك عملية لوكيربي, كما احتفلوا بقرار القذافي التخلص من أسلحة الدمار الشامل عام2003. وبعد عام تقريبا من فشله في احتلال مركز كبير بالمخابرات البريطانية التحق أين بشركة بريتش بتروليم, وهي الشركة المستفيدة من اتفاقات التجارة بين ليبيا وحكومة بلير. ومن الجانب الليبي رأس المفاوضات مع أمريكا وبريطانيا موسي كوسا رئيس المفاوضات الخارجية الذي سرب معلومات لكلتا الدولتين حول وجود القاعدة في شمال إفريقيا, وتم تعيينه في وقت لاحق وزيرا لخارجية ليبيا, ويجري استجوابه حاليا من جانب المخابرات البريطانية لمعرفة وجهة نظره بشأن دائرة القذافي الداخلية, ومواطن ضعف الزعيم الليبي. ورفض جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق علي المسائل الاستخباراتية في ليبيا, لكنه قال: إنه لم يتخذ بعد قرارا لتوفير الأسلحة للثوار هناك. وقال مايك روجرز الجمهوري عن ولاية ميتشجان, الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب, إنه يعارض تسليح الثوار قائلا: إننا بحاجة لفهم المزيد من الثوار قبل تسليحهم.