تتكون الأمم والدول من شعوب بعضهما يمارس السياسة والبعض يمارس الفن ولكن كل الشعوب متدينة إسلامية ومسيحية ويهودية وهندوسية وبوذية وديانات أخري ولا توجد دولة في العالم يعيش فيها شعب من دين واحد فمثلا في مصر يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود وفي كل بلاد أوروبا تعيش جميع الأديان وفي الأمريكيتين وفي آسيا. وفي ثورة المصريين25 يناير سنة2011 والشباب الذي قام بها( سلمية مدنية) هذا هو النداء ولم تظهر أي شعارات دينية من أي طرف ورحب الشعب بكل طوائفه بهذه الصحوة وسرعان ما ظهر بعض الأشخاص ووجدوا في الميدان وفي أجهزة الإعلام( الصحف والتليفزيون) وأصبح الجدل الديني يطغي علي الحوار والأفكار السياسية ونحن في مصر وأمتنا العربية نسبة الأمية السياسية والدينية نسبة كبيرة والمتطرفون أو المتشددون يستغلون هذه النسبة الكبيرة من الأمية وبدلا من أن نضع الحلول لحياتنا المعيشية واليومية وعلاقة الناس بعضهم ببعض وجدنا أنفسنا في حوار وجدل ديني وخرجنا عن مفهوم الثورة السلمية المدنية وأرجو ألا يفهم من كلامي الابتعاد عن الدين فأنا موسيقي من عائلة أزهرية ومتدين وكثير من زملائي الفنانين والموسيقيين يقومون بواجبهم الديني من الصلاة والزكاة والحج ولكن كيف يناقشون أحد المتشددين أو المتطرفين عندما ينادي ويقول صوت المرأة عورة وصوت أم كلثوم عورة وصناعة التماثيل عودة إلي الوثنية كيف يحاور السياسي أو الفنان أمثال هذا المتشدد وهو في كل كلامه يرهب الطرف الآخر بقال الله وقال الرسول ونحن جميعا نخاف الله ونحب الرسول معني هذا أن نستسلم لهذا الارهاب الفكري لا وألف لا وسيبقي الشعور بأن الدين لله والوطن للجميع ونبتعد عن التكفير والتخوين والاتهامات الباطلة والسياسة لها آليات قد لا تتفق مع رجال الدين فمثلا السياسة فيها خداع والوصول إلي تحقيق المصالح بطرق متعددة والتعامل مع ديانات أخري قد لا ترضي المتشددين وأتباعهم ونحن الفنانين وخصوصا أهل الموسيقا والغناء ليس لنا حزب سياسي ولكن سياسيين بحكم وجودنا علي الساحة الإذاعية والتليفزيونية ومع كل نظام ولا نخرج علي النظام إلا بثورة ويتحول شعراؤنا من الدعاء للملك إلي الدعاء للثورة وضباطها الأحرار وثورة يوليو والتي عاشت حتي ثورة يناير هذه قام بها الضباط الأحرار وانضم إليها الشعب وحماها أما ثورة يناير قام بها الشباب والشعب ورعاها وحماها رجال الجيش وضباطه العظماء. واعتمدت ثورة يناير فنيا علي أغنيات ثورة يوليو وكأن عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ موجودون بيننا رغم رحيلهم عن عالمنا منذ أكثر من ثلاثين عاما وهذا يثبت أن الغناء وشعراءه ومطربيه في الثلاثين سنة الماضية كان غناء فاسدا لأن العصر كان فيه الفساد للركب وهذا يؤكد نظرية أن الفن مرآة للعصر. وأتمني أن يمارس كل فصيل مهمته دون إرهاب فكري من الطرف الآخر والهدوء النفسي حتي يكون التفكير سليما والفنانون يجب أن يعيدوا ترتيب أوراقهم لمناصرة العصر الجديد. والله ولي التوفيق