لو دامت لغيرك ما وصلت إليك مقولة تكون في موضعها الصحيح إذا ما قيلت لإنسان يصر علي الاستمرار رغم ضرورة تسليم الراية, وأهمس بها في اذن قناص الكرة المصرية عماد متعب الذي طالما أمتعنا وأفرحنا. فلو ظل نجم نجوم الكرة محمود الخطيب في الملاعب لما شاهدنا وأسعدنا هدافون بارعون جاءوا من بعده بداية من خليفته في الملاعب آنذاك وليد صلاح الدين ومحمد رمضان وخالد بيبو وحسام حسن. الزمن يتغير وكل شئ في هذه الدنيا يتبدل, كما أن للسن أحكاما, وما كنت تؤديه بالأمس لن تستطيع القيام به اليوم, والذكي الذي ينهي مشواره وهو في قمة عطائه ونجوميته, وعظماء كبار تركوا الملاعب وهم يعتصرون ألما تماما مثل الجماهير التي ظلت تهتف بأسمائهم حتي وهم يغادرون الملاعب صالح سليم وحمادة أمام وزيزو وطه بصري وحسن شحاتة وفاروق جعفر وعلي خليل وإكرامي ومصطفي عبده وأشرف قاسم وحازم أمام وأبو تريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وغيرهم من جواهر الساحرة المستديرة. نعم.. كل يوم يمر ينتقص من تاريخ المتعب, والآن ليس أمامه سوي اتخاذ قراره في أسرع وقت, لأن كل يوم يمر عليه وهو علي دكة البدلاء أو خارج القائمة يسحب من رصيده الذي يحزنني كثيرا أن أقول أنه قارب علي النفاد! عماد محمد عبد النبي إبراهيم متعب ابن ال33 ربيعا وأحد أبرز هدافي الأهلي في الفترة الأخيرة, وهو الحاصل علي لقب هداف الدوري موسم2005/2004 في أول مواسمه مع الفريق الأول وهو أصغر لاعب يحصل علي هذا اللقب في تاريخ الدوري المصري منذ بدايته. متعب صاحب الأداء الرشيق داخل منطقة الجزاء, والتصويب الدقيق علي المرمي بيمناه ويسراه, وضربات الرأس الماهرة, والمساهم بنصيب وافر مع زملائه في الفوز ببطولتي إفريقيا للأندية أبطال الدوري لعامين متتاليين, والذي كان لأهدافه المؤثرة في مشوار البطولتين دور كبير في حصول الأهلي عليهما بات عليه أن يفسح الطريق مثلما أفسحه له من سبقوه.. هكذا حال الدنيا,علينا أن نتفهم قانونها ونتعامل معها بواقعية ومرونة وقناعة, وإدراك بأن مجالات العطاء الرياضي كثيرة, وما يستطيع أن يقدمه الموهوب بعد اعتزاله يفوق بكثير ما قدمه كلاعب. في أزمة عماد متعب المصنوعة اتفق أصحاب المصالح الخاصة مع بعض نافخي الكير لممارسة دورهم وبدأوا في عزف ونفخ نغمة نشاز فحواها أن قرار اعتزال اللاعب بيده ولا يمكن إجباره علي الاعتزال, وهي مقولة حق يراد بها باطل, حتي يصر متعب علي البقاء بالملاعب, ولا يقيده الجهاز الفني أو يجعله الاحتياطي الدائم الذي لا تطأ أقدامه أرض الملعب الرسمي. وهنا لا يكون أمامه سوي الرحيل عن بيته الذي تربي داخله, وتغضب منه وعليه الجماهير, ولا يستطيع العمل داخل النادي الأهلي في أي موقع إداري أو فني فيما بعد, وهو المطلوب إثباته وتحقيقه, ويتم حاليا جره إليه. بعدما أصبح نجمنا حديث الصباح والمساء في الأروقة والميادين الرياضية, وصراعه من أجل البقاء, وأزماته المتكررة مع المدير الفني حسام البدري الذي يري بعدم جاهزيته ويستبعده دوما, وله القول الفصل في الأمور الفنية, أنصحه بأن يبادر بإعلان قرار اعتزاله علي أن يعامله الأهلي المعاملة التي تليق بمقدار نجوميته وتاريخه كلاعب, وألا يسمع الكابتن عماد لأسافين أولاد الحلال الذين يشجعونه ليطير ويحط علي قلعة رياضية كبيرة كالزمالك فلا تسعفه لياقة بدنية أو فنية, وله في زكريا ناصف وأيمن شوقي المثل والأسوة. أيها الفارس النبيل.. اعتزل.. فقد آن لك أن تستريح.