رغم انها تحمل اسم مدينة الأمل والاحلام طبقا للأوراق الرسمية التي تشير إلي محل ميلادها بحي السلام ولأن سكانها فضلوا إطلاق اسم عرب الجرعان عليها طبقا للمنشأ إلا أنه علي ما تبدو فهي تفتقد لكل بشائر الأمل من تحقيق معيشة كريمة تعود علي أهلها بالنفع او الفائدة او حتي مجرد الحلم طالما ان أهلها يعيشون في الذاكرة العمياء للمسئولين وضمن دائرة الإهمال والتجاهل لأبسط حقوق المواطنين الذين يفتقدون للحد الأدني من ضروريات الحياة سواء الانارة او الصرف الصحي او الرصف او حتي وسائل التعليم او الترفيه او التثقيف.. ورغم انهم وصلوا إلي ما يقرب من ربع مليون نسمة ويعيشون في مساحة4 كيلومترات مربعة إلا أن اصواتهم لا تجد إلا مجرد الصدي وشكاواهم تتحول إلي سلة مهملات من المسئولين في حي السلام وكأنهم من كوكب آخر. حتي أعضاء المجلس المحلي لا يشعرون بهم رغم انهم من المفترض ان يكونوا لسان حالهم بل تركوا نداءهم يذهب ادراج الرياح. جريدة الأهرام المسائي ذهبت إليهم لتغوص في اعماق آلامهم وإحباطاتهم وتعيش طموحاتهم وأحلامهم, فماذا قالوا: يقول مصطفي الجهيني موظف ان ازمة مدينة الأحلام هي ان مشاكل المنطقة تكمن في عدم وجود الصرف الصحي وان المنطقة تقوم علي نظام ترانشات وهو نظام قديم للغاية ولا تأتي العربات الا كل مدة حتي تقوم بعملية رفع المخلفات من البيارات الموجودة في الشوارع ونتعرض لامتلاء هذه البيارات سريعا ولا نجد من يأتي لإزالتها في التوقيت المناسب, كما أننا نسمع عن مشروع الصرف الصحي من المسئولين منذ سنوات طويلة وعندما نقوم بالاستفسار عن تأخير المشروع نجد مسئولي حي السلام يلقون باللوم والمسئولية علي الشركات التي تم إسناد الأعمال لها عن طريق المقاولات من الباطن وبالتالي لا نجد شخصا بعينه حتي يجيب عن تساؤلاتنا ورغم انه منذ سنوات, كانت تكلفة المشروع المقدرة بخمسة ملايين جنيه والآن تصل التكلفة إلي ما يزيد علي12 مليون جنيه اي ان هناك7 ملايين لابد وان تتحملها الدولة وكان بامكانهم توفيرها اذا ما تم المشروع في حينه. ويقول محمد عبدالعاطي رئيس مجلس أمناء ادارة السلام التعليمية ان مدينة عرب الجرعان تفتقد لاي مدرسة بجميع مراحلها وبالتالي يلجأ الاهالي إلي المدارس الخاصة صاحبة المصروفات الباهظة وهم يعانون الامرين حتي يحصلوا علي قوت يومهم. كما أكد أن الأهالي يعانون من عدم وجود أي وسائل للترفية اوالتسلية او رياضية حيث لا توجد مراكز شباب او وحدات صحية ولا طبية سوي بعض العيادات الخاصة التي تستغل الظروف.. واضاف عبدالعاطي اننا قمنا بتشكيل لجنة من الأهالي لبحث جميع المشكلات وعرضها علي المسئولين بالحي ولكن للأسف رئيس الحي لا يتعاون معنا ولا يقوم بتذليل العقبات أمامنا. وقال ناجح حسب النبي تاجر إن ترك مدينة الأحلام بلا اهتمام جعل بعض الخارجين عن القانون يستغلون الموقف ويشيدون مساكن خاصة بهم علي الطريق العمومي والذي يعد خرقا للطريق العام والغريب أن قرارات الإزالة صدرت كثيرا ولكن لم يتم التنفيذ وكان الشارع العمومي الذي يفصل بين المدينةومساكن مدينة السلام يتسم بعرض يصل إلي50 مترا ولكن الآن يتضاءل بفعل التعديات ويصل إلي عشرة أمتار فقط رغم أن هناك مشروع إقامة كهرباء الضغط العالي بطول الشارع من منطقة الجبل الأصفر حتي الطريق الدائري.. أما مؤمن مصطفي مدرس فيقول إن المنطقة تعاني من نقص حاد في الخدمات رغم الاعتراف بها رسميا من قبل الجهات التنفيذية.. كما اننا نلقي تجاهلا تاما من كبار وصغار المسئولين وعلي رأسهم أعضاء مجلس الشعب الذين يضلون الطريق إلينا.. وانه منذ عام95 حيث زادت الوحدات السكنية بالمنطقة لم نر أي نوع من الخدمات ويبذل أولادنا جهدا كبيرا في الوصول إلي مدارسهم ووظائفهم ونعاني نحن من الانتقالات وعدم تنظيف المنطقة بالشكل الكافي والذي يحفظ لنا آدميتنا.. ويتفق معه وليام فوزي في الرأي مؤكدا انه حاول الوصول للمسئولين عن الحي ولكن في كل مرة يتم التجاهل تماما ونحاول إقناعهم بشتي الطرق بشكاوانا ولكن جميعها كان طريقها لسلة المهملات ويقول إنه رغم أن هناك قرار تخصيص لملعب مفتوح ومدرسة ثانوي إلا أن الأراضي المخصصة تم السطو عليها لصالح أشخاص بالمجلس المحلي ونطلب أن يلقي نداءنا هذا صدي طيبا بعد أن انتابنا اليأس والحيرة. ويقول الحاج عبده إننا عشنا زمنا طويلا في هذه المنطقة وفشلنا في نقل رسالتنا إلي المسئولين ونعاني تماما من أقل الاشياء التي تكفل العيش الكريم حيث تعيش المنطقة عصر الظلام فلا كهرباء في الشوارع ولا إنارة ولا أمن ولا أمان حيث أن أقرب نقطة شرطة تبعد عنا بآلاف الامتار.. كما انه لا توجد شبكة للتليفونات ودائما ما تنقطع المياه بالمنطقة ولا نجد أي صدي من المسئولين. توجهنا إلي المسئول الأول عن حي السلام للاستفسار عن تساؤلات المواطنين وطرحناها للواء خالد المعيدي رئيس الحي فأجاب: أن ملفات مدينة السلام كثيرة ومتعددة وهناك خطط قصيرة الأجل وأخري طويلة ونحن نعمل وفق ما هو مخطط بالتوازي مع الأعمال الطارئة وبالنسبة لمشروع الصرف الصحي فإن هناك خطا جديدا من محطة الكوثر بالشارع الجديد يمر بالنفق رقم3 بالدائري ومن المفترض أن يمر بمنطقة عرب الجرعان قريبا كما هو مخطط له كما أن مشروع الضغط العالي فقد بدأ رفع الأبراج الخاصة به في أكثر من منطقة ولكن التعديات الصارخة التي استغلها بعض الأهالي الخارجون عن القانون عطلت المشروع خاصة ونحن نمر بحالة عدم اتزان بالنسبة للأمن حتي نقوم بتطبيق قرارات الإزالة لاننا لا نريد أن يصطدم الأهالي برجال الشرطة في هذا الصدد ولكن في القريب العاجل ستتم إزالة كل التعديات بمساعدة الأهالي الشرفاء الذين يساندون المصلحة العامة كما اننا سنقوم بتوفير نقطة شرطة في هذه المنطقة المكتظة بالسكان عندما تستقر الأمور الأمنية حتي تساعد علي الأمن والأمان والاستقرار.. وقال رئيس الحي أن مئات المخالفات تمت في خلال الأشهر الثلاثة الماضية من بعض المنتفعين وأصبحت عبئا كبيرا أضيف إلي أعباء الحي بشكل رهيب.