كشفت ميرفت مرسي مدير المركز القومي لثقافة الطفل عن مفاجآت عديدة في حوارها مع الأهرام المسائي فأكدت أن قيمة ما ينفق علي أنشطة المركز الموجهة للأطفال تبلغ3 ملايين جنيه فقط من إجمالي موازنة تبلغ11 مليون جنيه تذهب منها8 ملايين للأجور والرواتب, مؤكدة أن أجهزة الدولة العاملة في مجال الأطفال تفتقد التنسيق ما يعني أن الجهود مهدرة لذلك كانت المطالبة بوزارة خاصة بالطفل أمرا ضروريا رغم الاعتراضات. والي نص الحوار: بداية نريد التعرف علي المركز ونشاطه ؟ المركز انشئ عام1980 بهدف عمل مجموعة من الأبحاث الخاصة بقضايا الأطفال وإعداد أوراق العمل للمشاركة في ندوات ومؤتمرات خاصة بالأطفال وذلك إلي جانب التعاون مع الهيئات الأخري التي تعمل في نفس المجال مثل هيئة قصور الثقافة وغيرها سواء داخل وزارة الثقافة أو خارجها وذلك بالإضافة إلي إقامة الأنشطة الفنية والترفيهية في الحديقة الثقافية التي يمتلكها المركز في منطقة السيدة زينب والتي تقدم بها كل أنشطتنا مجانا للأطفال, أما بخصوص التعارض بين عمل المركز والجهات الأخري في عملها الخاص بالطفل فهذا نظام عام في الدولة حيث نجد أن كل الجهات تعمل في كل شيء ففي هيئة قصور الثقافة مثلا إدارة للأبحاث والدراسات وإدارة الطفولة وكذلك في كل هيئة هناك جزء من عملها خاص بالأطفال. هل هناك تعاون أم تعارض؟ لا يوجد أي تعاون وأقترح إنشاء هيئة أو إدارة أيا كان مسماها يكون عملها الأساسي هو التنسيق بين كل هذه الجهات فيما يتعلق بمجالها وهو الطفل فحتي المحافظات هناك جزء من عملها إقامة مسابقات وتقديم أنشطة للأطفال والواقع أن كل الجهات تفعل نفس الشيء ولكن للأسف نفتقد التنسيق الذي يمكن أن يصلنا لنتيجة جيدة فمثلا هيئات كثيرة تعمل في موضوع أطفال الشوارع وحتي الآن لم تحل هذه القضية وكذلك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وقد طالبت من قبل بأن تكون هناك وزارة للطفل والكثيرون اعترضوا. ألا يقوم المجلس القومي للأمومة والطفولة بهذا الدور؟ هناك محاولات من القائمين عليه لإحداث هذا الدور من التنسيق والتعاون لكن في النهاية عمله منفصل ويهتم بقضايا معينة لكن الذي أطالب به جهة يكون عملها التنسيق ليكون هناك مردود إيجابي من كل ما يقدم من كافة الجهات. هناك بروتوكولات تعاون أبرمتها وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة فهل هناك تفعيل لهذه البروتوكولات؟ بالفعل وفق قانون الطفل فالطفل حتي18 عاما لذلك هناك بروتوكولات تعاون كبيرة نعمل علي تفعيلها كمركز قومي لثقافة الطفل لأننا نعمل بالأساس مع الأطفال وبالنسبة لوزارة التربية والتعليم فمع بداية العام الدراسي كل عام نتعاون مع الإدارات التعليمية المختلفة لاستضافة مدارسها في الحديقة الثقافية للمركز وبالنسبة للمسابقات التي ننظمها ننشرها في أكبر قطاع من المدارس ولدينا إدارة للموهوبين من الأطفال نستضيفهم في المسابقات الخاصة بهم لتفعيل هذه البروتوكولات كما نقيم قوافل ثقافية فنية وترفيهية في المحافظات والعام الماضي كانت هناك قافلة لمحافظة الفيوم وبورسعيد والإسماعيلية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة, كذلك هناك تعاون مع المراكز الكشفية والمرشدات وأقمنا مجموعات حكي وورش فنون تشكيلية وتدريب للمرشدات القائمات علي الأطفال. ألا تلاحظين أنه لا يوجد اهتمام كاف بطفل المحافظات وبخاصة النائية منها؟ المفروض أن هذا دور هيئة قصور الثقافة لأن كل المحافظات بها قصور للثقافة ولا توجد لدينا في المركز أماكن بالمحافظات لأعمل بها. كم تبلغ ميزانيتكم وهل تكفي للعمل المطلوب؟ ميزانية المركز هي أصغر ميزانية في كل جهات وزارة الثقافة فميزانيتنا قد تعادل بندا في عمل جهات أخري ونواجه مشكلة كبيرة تواجه كافة الوزارات وهي أن الجزء الأكبر من الميزانية يذهب للأجور والرواتب والحوافز للعاملين ويتبقي جزء صغير جدا هو ما ننفقه علي الأنشطة وقد طالبت في مجلس النواب بزيادة موازنة المركز خاصة في ظل ارتفاع الأسعار فيما يتعلق بشركات النظافة والحراسة وكان الرد بأن أبدأ في مخاطبة الشركات وسوف تتم زيادة الميزانية من قبل وزارة المالية. كم تبلغ ميزانيتكم تحديدا ؟ 11 مليونا منهم أكثر من8 ملايين للرواتب والأجور ونعمل بالمتبقي فقط. بالعودة للعام الدراسي فما هي طبيعة عملكم خلاله؟ بالنسبة للعمل في المحافظات نخاطب المحافظة ونقدم عملنا في قصور الثقافة ومكتبات مصر العامة ومراكز الشباب لكن في محافظتي القاهرة والجيزة نتعاون مع الإدارات التعليمية مباشرة وفي النهاية نتحرك وفق إمكاناتنا ونشارك مع القطاعات الأخري إذا طلبت منا المشاركة وفي خطتنا لهذا العام إرسال قافلة ثقافية لمحافظة البحيرة وأسوان والوادي الجديد ونخاطب المجلس الأعلي للثقافة حاليا للتنسيق مع هذه المحافظات وعندما تأتي الموافقات نبدأ العمل فورا. كيف تتعاملون مع الطفل المصري2016 وهل اختلف عن الطفل منذ سنوات؟ ندرك تماما ما أحدثه الإنترنت والتكنولوجيا في حياة الجميع وعلي رأسهم الأطفال ونتعامل من هذا المنطلق سواء بالعمل من خلال التكنولوجيا أو جذبه بعيدا عنها, وفي الأولي أقمنا مسابقة الكتاب الإلكتروني للأطفال وفي نفس الوقت نجري مسابقات ثقافية وفنية لكتابة المقال والقصة وللسن الأكبر هناك مسابقات في الأبحاث المختلفة ونعمل علي التوازن في حياة الأطفال مع مراعاة أننا نعمل لمراحل سنية مختلفة فنحرص أن يكون الكتاب مناسبا لكل مرحلة بداية من التلوين وطريقة الرسوم وحتي إدخال البرامج التكنولوجية المعاصرة مع الحرص طوال الوقت علي غرس القيم الإيجابية مثل التسامح وقبول الآخر ونقيم معارض للكتب ونبيعها بأسعار رمزية وخلال الشهر الحالي سنقيم المعرض الثاني لكتاب الطفل بالحديقة الثقافية. وأين الجانب البحثي والعلمي الخاص بالأطفال من عملكم؟ منذ فترة لم نكن نجري مثل هذه الأبحاث ولكننا بدأنا وبالفعل هذا العام خصصنا مبلغا من الموازنة لذلك ونتعاون مع المراكز البحثية الكبيرة مثل مركز بحوث الطفل المبدع بجامعة القاهرة الذي سنجري معه بحثا تطبيقيا عن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وسنجري هذا البحث علي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين نستضيفهم في الحديقة3 أيام في الأسبوع ونجري لهم مسابقات الإبداع والابتكار وورش الكتابة والرسم والتلوين وتعديل السلوك وهناك بحث آخر سنبدأ فيه قريبا مع مركز البحوث والدراسات النفسية بجامعة القاهرة بالإضافة إلي أننا نشارك في أكبر قدر من المؤتمرات الخاصة بالطفل في جامعات القاهرة وعين شمس وغيرها. هل لديكم توصيات أو مطالب من وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالمناهج ؟ المناهج تحتاج لتعديل بدلا من اعتمادها علي التلقين والحفظ ويجب أن تكون بها تدريبات للتفكير والإبداع والاهتمام بالمهارات والأنشطة المختلفة من موسيقي ورسم وزراعة فهذا جزء مهم جدا بجانب الدراسة, كما لابد من تغيير المناهج بحيث لا يمكن الطفل في الابتدائي مثلا ولديه هذا الكم الكبير من المواد بالمدرسة مما يجعله لا يستمتع بطفولته والمعادلة هي أن ننمي أنشطته ونعطيه العلم الذي يتناسب مع عمره. وماذا عن برامج الأطفال حاليا؟ معظمها عبارة عن مذيعة مع مجموعة من الأطفال في الاستديو, ولكن أين المعلومات المقدمة للطفل بصورة تناسبه في أغنية أو عرض فني يناسب الطفل. أليس لكم رأي أو موقف؟ تتم مخاطبة القنوات لكن لا يتم تنفيذ شيء, ولا أدري ان كانوا لا يهتمون مثلا, والطفل الآن تغير وأصبح كل شيء متاحا أمامه, والدراما الان لا تراعي أن هناك أطفالا يشاهدونها فنجد مسلسلات تعلم كيف يتم تعاطي المخدرات مثلا بالتفاصيل الدقيقة. ولماذا لا تقومون باعلان قائمة سوداء لهذه الأعمال؟ هذه فكرة جيدة سنقوم بدراستها ومعرفة كيف ننفذها ليكون لها تأثير وصدي ايجابي. ما الجديد في أنشطتكم هذا العام؟ تعريف الأطفال بالثقافات المختلفة وبدأنا التعاون مع المراكز الثقافية وبدأنا بالمركز الثقافي هندي وثم الصيني والنمساوي لتعريف الأطفال بالعادات والتقاليد والتراث حيث نحاول البعد عن التقليدية في العمل, وبمناسبة أعياد الطفولة نعمل حاليا تحت شعار اعرف واجبك واطلب حقك للتعريف بحقوق الطفل وقضاياهم ونستخدم أسلوب الحكي والأفلام للتعريف بحقوقهم حسب المرحلة العمرية, وللاهتمام بالموهوبين افتتحنا العام الماضي مدرسة لتعليم الموهوبين ونحن مستمرون فيها هذا العام لاكتشاف الموهوبين وضمهم للفرق التي تنمي مواهبهم في شتي المجالات وهؤلاء هم من يقدمون الحفلات المختلفة, وفيما يتعلق بالجمعيات العاملة في مجال الأطفال نتعاون معهم في حل مشكلاتهم مع الوزارات المختلفة سواء الصحة أو التضامن الاجتماعي أو النقل وغيرها كما نستضيف الأطفال في أنشطتنا المختلفة. وماذا عن أطفال الشوارع ؟ ما يمكننا عمله معهم نقوم به من استضافتهم في الأنشطة وتعليمهم مهنا مناسبة من الرسم علي الزجاج والتفصيل ومنهم من يستجيب ومنهم من لا يستمر ونحاول أن نعدل من عملنا بحيث نذهب إليهم ولا ننتظرهم يأتون إلينا.