سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيمان سند رئيس المركز القومي للطفل: الاستئثار بالظهور يحرم "الثقافة" من التعاون المشترك والفساد ينتشر بين القيادات لأنهم الأكثر تأثيرًا وتحكمًا في مقاليد الأمور
- ميزانية المركز 8 ملايين ونصف المليون جنيه يتم استهلاكها رواتب ولا ننشر إلا ب150 ألف جنيه - أحتاج إلى عقد مؤتمر سنوي لتبادل الأبحاث والميزانية أبرز العوائق - أصدرت مائة كتاب وعصفور لم يختارني بسبب مقال وإنما ليرفع الظلم عني - أتمنى ضم كل مؤسسات الطفل بقصور الثقافة للمركز باعتباره الجهة الممثلة للطفل في مصر يعتبرها البعض طفلة كبيرة، وتلمس ذلك بسهولة قبل أن تهم بالجلوس معها، وتشعر ببريق الطفولة في عينيها، وحين تبدأ بالحديث عن الأطفال، تجد أمامك صلابة مدافعة شرسة عن حقوقهم .. إنها الدكتورة إيمان سند التي تعد المسئولة الأولى في مصر عن مستقبلها، باعتبارها رئيس المركز القومي للطفل، هذا إذا اعتبرنا أن "الطفل" هو نصف الحاضر وكل المستقبل، وبالتالي فإن اللقاء عن معوقات ومشاكل المركز القومي للطفل في هذه الفترة أمر ضروري ويحمل طابعا خاصا في فترة مفصلية في تاريخ الوطن . إذا بدأنا حديثنا عن كواليس تعيينك كمديرة للمركز القومى لثقافة الطفل.. هل جاء ذلك بسبب مقال كما أشيع؟ تجيب ضاحكة: وأنا أيضًا سمعت تلك الشائعة، ولكن القصة الحقيقية تعود إلى يوم أن نشرت احدي مقالاتي في جريدة الأهرام يوم الخميس 31 يوليو وكان بعنوان "اصنع عدوك"، وكانت تتحدث عن أهمية الصداقة من منظور مثالى، وكيف يجب أن يرعاها الطرفان، وإلا سوف يستخدم كل صديق مايعرفه عن الآخر، ويقفز بسهولة إلى خانة العدو.. وفى نحو الساعة الثانية عشرة ظهرًا من نفس اليوم، فوجئت باتصال تليفونى من مدير مكتب وزير الثقافة د. جابر عصفور يدعونى لمقابلته يوم السبت صباحًا، فلما استفسرت منه عن السبب، قال: "الوزير هيقولك بنفسه"، وسألنى إن كنت أعمل بالفعل في الوزارة معهم، فأكدت له ذلك . وهل قابلك الوزير؟ بالفعل قابلنى د. جابر عصفور بحفاوة قائلا: "غَلبتينا.. أنا بسأل عليك في الأهرام فاكرك صحفية، قالولى دى بتشتغل معاك في الوزارة.. أسلوب كتابتك ناعم ورائع وأنا أتتبع كتاباتك منذ فترة طويلة، وإيه الكلام الحزين دا عن الصداقة الضائعة" وأردف قائلا: "أنا عرفت كمان إنك كنت مقدمة في المسابقة إللى اتعملت من سنتين لاختيار رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، وإنهم ماخدوكيش"، فقلت: لقد حدث هذا فعلا، وسألني عن إصداراتي في مجال الطفل فقلت له: لدى أكثر من مائة كتاب مابين قصص للأطفال، وترجمة، وأدب طفل، وعشرات الجلسات للحكى، ومؤتمرات وندوات ومهرجانات للطفولة، ورسالة الماجستير التي جاءت عن قصص الأطفال، والدكتوراة عن الهوية الثقافية المصرية، فقال: "الوضع دا لازم يتصلح يبعدوا واحدة متخصصة في الطفل من ساسها لرأسها، ويدو المركز لشاعر مالوش علاقة بالأطفال..! أنت لازم تمسكى المركز.. ومن هنا بدأت الحكاية ". لماذا يستمر الاشتباك في المناصب بينك وبين الشاعر أشرف عامر؟ د. جابر عصفور كان يقدر الزميل أشرف عامر؛ فهو تلميذه وتخرج على يديه غير أنه كان يراه في العمل التراثى، ونشر الثقافة في المناطق الحدودية، والمفصلية، وكان دائم السؤال له بمجرد أن يراه: أنت مالك ومال العيال، إنت بتاع عيال؟ فينفى أشرف عنه التهمة سريعًا قائلًا: لا.. لا.. والواقع الفعلى أن أشرف سعيد بعمله في هيئة قصور الثقافة، لكنه مازال يشغل درجة المركز القومى لثقافة الطفل بشكل رسمى، واعتقد أنه قد آن الآوان لحل تلك المشكلة . ما هو نصيب المركز في التعاون مع باقي الوزارات؟ لقد كان صاحب أول بروتوكول للتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الرى والموارد المائية، في سلسلة البروتوكلات التي تمت بعد ذلك . فقاطعتها قائلًا: بتاع الست سنية؟ بالضبط.. وهو مالم يرى مسودته أي صحفي، وتم ظلمه لأنه من أفكار جابر عصفور، وهذا البروتوكول تم على مستوى قطاع الإعلام في وزارة الرى والمركز القومى لثقافة الطفل بهدف واحد وهو نشر التوعية للمحافظة على المياه في المدارس والمؤسسات المختلفة، وكذلك المحافظة على نهر النيل من خلال مسابقة ينظمها المركز، وتقدم جوائزها وزارة الرى وقد تحدد المبلغ ب30 ألف جنيه لحرص المركز على تنوع بنود المسابقة بين فنية وأدبية، وليتسنى لنا اكتشاف المواهب إلى جانب تحقيق أهدافنا الأخرى من نشر الوعى وخلافه، وقد قمنا بتطوير النشر والطباعة في المركز، وأصبح لدينا كتاب للطفل نفخر بشكله ومادته، ونقوم ببيعه لأول مرة، وشاركنا به في معرض الشارقة للكتاب، ومعرض الكويت، ومعرض القاهرة، كما أصبح لدينا منافذ بيع كتب في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب تم انشاؤها واستلمناها وقمنا بتشغيلها منذ الشهر الماضى، إلى جانب أنه أصبح للمركز كورال للأطفال مكون من 22 عضو مابين عازف ومغنى، وتألقت الحديقة الثقافية في خدمة الأطفال من خلال مهرجان فرحة مصر، ومهرجان خدنا أجازة المستمر حتى الآن، إلى جانب عودة مهرجان سينما الطفل في دورته ال22 بعد توقف عامين، وجابت قوافل المركز المحافظات مثل أسوان وبنها وزارت أنشطتها المدارس والمستشفيات مثل57357، وأعمل الآن في مشروع هيكلة المركز، وافحص ملفات العاملين لتلبية رغباتهم وتثبيتهم في أماكن تخصصاتهم في ظل خطة شاملة للوزارة طبعًا . هل هناك تعاون بين قطاعات وزارة الثقافة؟ تعاون قليل، والمنافسة أكثر وضوحًا، ولا أعرف أسباب ذلك سوى رغبة كل منهم في الاستئثار بالظهور بمفرده، وتصوره للعمل كنشاط فردى، وليس جماعى . دائمًا ما يتحدثون عن الفساد داخل وزارة الثقافة، وبين القيادات ما رأيك؟ أميل دائمًا في تكويني كباحثة إلى عدم التعميم، فالتعميم ظلم بين للشرفاء، كذلك للمستقبل.. وعليه، فالفساد الموجود في وزارة الثقافة حجمه كحجم الفساد في أي وزارة أخرى، وعلى من يقول أن وزارة الثقافة تسبح في الفساد إثبات ذلك، فالبينة على من ادعى، وبغير بينة سيكون ذلك كلاما مرسلا، أو شبهات . ولماذا ينتشر بين القيادات فقط ؟ على أساس أنهم الأكثر تأثيرًا وتحكمًا في مقاليد الأمور، وأعتقد أن الجهات الرقابية تحقق الآن في عدة قضايا خاصة بالثقافة، وهى الجهة المنوط بها إثبات الفساد وكشفه، والتصدى له، ولا اعتقد أن من مصلحة أي مسئول أن يطمر الحقيقة حال ظهورها، بل سيتم التخلص من الفاسد وقضيته كحالة فردية، وبتر العضو الفاسد ليعيش الجسد كله في سلام . كيف ترين الشكل الأمثل للمركز ليحقق دوره؟ إنني أتمنى أن يكون للمركز فروع في كل أقاليم مصر، وقد وعدنى د. عبد الواحد النبوي وزير الثقافة بأنه سيحاول أن يحقق هذا الحلم؛ ليكون لنا نقاط ارتكاز نتحرك من خلالها، ونخفف من الصعوبة التي نواجهها عند تحريك القوافل. كذلك أن يكون المركز القومى للطفل والمجلس القومى للطفولة والأمومة هما الجهتان الوحيدتان المسئولتان عن وضع خطط رعاية أطفال مصر، فيوفر المجلس خطة الرعاية الصحية والبدنية، ويقدم المركز خطة التعليم والتثقيف لكل أطفال مصر، ويُقدم لكل من المجلس والمركز الدعم الكافى لتقديم التجربة الأولى وتنفيذ بعض التجارب الرائدة، ثم تتبعهم مراكز الشباب والخدمات الصحية في تنفيذ الرعاية البدنية، وتشارك مراكز الشباب مع الهيئة العامة لقصور الثقافة في تنفيذ الخطط على أوسع نطاق في محافظات مصر كلها، كما أتمنى أن لا يتوقف أي نشاط ناجح للطفل تم الاستقرار عليه . في إطار سعى الوزارة لإعادة هيكلة قطاعاتها ألا ترين أن من حقك دمج الأشياء الممثلة للطفل في قصور الثقافة؟ نحن نتمنى ذلك كمؤسسة من المفترض أن تمثل الطفل في مصر، ولكن في النهاية كل شخص ومؤسسة لها تصور خاص بها، وبما أن نشأة هيئة قصور الثقافة أقدم من الوزارة نفسها واتصالها بالقرى أكثر ولكن السؤال هنا، هل هي تؤدي دورها بالشكل الأمثل أم لا؟ وأنا أرى أن اندماج المؤسسات المتشابهة أمر ينبغي أن يكون على رأس أولىات الوزارة في المرحلة المقبلة ففي النهاية هو مكسب للوزارة لأننا نعمل في إطار منظومة واحدة . وماذا سيعود على المركز القومي للطفل من اندماج بعض المؤسسات التابعة لقصور الثقافة إليه؟ لعل أكبر مكسب هو أننا سنستفيد جدا من نقاط الارتكاز التي يملكها في المحافظات، والتي لا تؤدي دورها بالشكل الأمثل، بينما نعاني من انعدامها، وأرى أن هذا التفكير هو المسار الطبيعي للأشياء، ولكن يتم ذلك بعد دراسة وافية وبموافقة واقتناع المسئولين عن الطفل في الهيئة، وأنا أعرف إنهم يعقدون اجتماعات لضم نشاطات الطفل داخل إدارة واحدة، فلو اكتمل هذا التفكير وتم دمج الأهداف والخطط مع المركز سيكون النجاح، وليس دمج الانشطة هو ما يفتح أبواب النجاح .. كم تبلغ ميزانية المركز؟ إجمالي الميزانية تبلغ ثمانية ملايين ونصف جنيه، تستهلك رواتب الموظفين أغلبها حتى أننا لم نجد ميزانية للمهرجان الدولي لفنون الطفل في دورته الأخيرة، ولا نستطيع أن نستحدث أي نشاط دون أن نطلب تعزيزا ماليا، وأطالب بأن تزيد الميزانية إلى ثلاثة اضعاف على الأقل حتى أستطيع أن أؤدي دوري، فميزانية مشروع النشر مثلا لا تزيد على 150 ألف جنيه فقط، لا يصدرون سوى نحو خمسة عشر كتابا، ولأن المركز يعتبر مركزا بحثيا في الأساس فإنني أحتاج إلى عقد مؤتمر سنوي لتبادل الأبحاث، يدرس مكان الطفل المصري على الخريطة الدولية، وعلاقته بالطفل العربي والأوربي، وما المفروض أن نستحدثه له والتكنولوجيا التي تؤثر عليه وغيرها من الموضوعات المهمة، وللأسف فإنني لا أجد أي ميزانية لعقد مثل هذه المؤتمرات .