راود صلاح الشهير بلقب أبو سلام حلم الثراء بعد أن أنهي تعليمه الفني وتمني أن يكون رجل أعمال يمتلك مشروعات اقتصادية تدر عليه ربحا يضعه في مرتبة طيبة بين أهله وجيرانه وأصدقائه لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, أخفق في البحث عن العمل بعد أن دق أبواب المؤسسات والهيئات الخاصة وحاول بشتي الوسائل أن يتعلم حرفة تساعده علي كسب رزقه بالحلال إلا أنه فشل الأمر الذي دعاه للجلوس داخل منزله وعند الخروج منه يتردد علي المقاهي والكافيتريات حتي يشغل وقت فراغه القاتل وبعد أن تسلل إليه الإحباط الشديد لم يجد أمامه سوي الاتجار في البانجو المخدر لانتشاله من حالة الإفلاس التي يعيشها وراح يتواصل مع بعض المصادر السرية لتوفير النبات المخدر الذي يجلبونه من جنوب وشمال سيناء بالتهريب عبر شاحنات النقل والمعديات التي تربط الضفة الشرقية بالغربية لقناة السويس واتفق معهم علي منحه حصة كبيرة من البانجو أسبوعيا لتصريفها ووجد في البداية صعوبة في عملية التعامل مع تجار الكيف الذين يطرحون هذا المخدر للمدمنين بنظام القطاعي لكن مع الوقت والدعاية لنفسه ذاع صيته بشكل لافت للنظر, ونظرا لخطورته الشديدة وشكاوي المواطنين وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري وتحديد الأشخاص الذين يتعاملون معه وتحركاته اليومية من استهدافه بعد منتصف الليل وعثروا معه علي كميات من النبات المخدر في لفافات ورقية وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر يروج من داخلها تجار الكيف أصناف المخدرات المختلفة من الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد مفتش المباحث الجنائية والنقباء مروان الطحاوي ومحمد سالم وعبد الله العادلي ومحمد إسماعيل ويونس محمد ودلت تحرياتهم أن المدعو صلاح24 سنة عاطل ليست له معلومات جنائية يسكن في منطقة أبو خروع ينتمي لأسرة بسيطة علاقاتها بجيرانها علي ما يرام لم يفطن أحد من أفرادها أنه من تجار البانجو المعدودين في حيز محل إقامتهم قبل فترة زمنية ليست بالطويلة وأضافت التحريات أن المتهم يمتلك القدرة علي التمويه والخداع حتي لا يكون هدفا سهلا للأجهزة الأمنية ويفضل أن يسلم بضاعته لزبائنه في الساعات الأولي من الفجر بعد تحديد مكان وجوده باستخدام هاتفه المحمول وفي ظل سرية تامة وأشارت التحريات إلي أن أبو سلام ينتمي لأصول بدوية ساعدته علي جلب بضاعته بسهولة من سيناء التي يتردد عليها بين الحين والآخر لعقد الاتفاقات مع المصادر السرية وتسليمهم حقوقهم المالية بعد الحصول علي النبات المخدر بواسطة عصابات التهريب في محل سكنه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث خطة محكمة للإمساك به اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين فجرا وألقوا القبض عليه متلبسا وبحوزته لفافات عديدة من البانجو, وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بالاتجار في النبات المخدر بقصد التربح من ورائه لعدم وجود وظيفة, وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.