ليلة من ألف ليلة عاشتها جماهير الكرة المصرية مساء أمس بعد أن حقق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر مرادها كانت الليلة ليلة كوبر و فرحة كوبر وفرحة سوبر, بعد الفوز الغالي والكبير علي المنتخب الغاني بكامل نجومه بهدفين بلا رد في المواجهة التي جمعتهما في برج العرب. أسعد الأرجنتيني الشعب المصرية وفاز بطريقة دفاعية ذكرتنا جميعا بعبقري الكرة المصرية وجنرالها محمود الجوهري.. ونجح في لدغ المنتخب الغاني علي طريقة ثعبان الكوبرا. فبعد الفوز الكبير علي غانا ووصولنا إلي النقطة السادسة علي قمة مجموعتنا كل الطرق تقربنا الآن من رحلة روسية مرتقبة في صيف عام2018 بعد أن نجح المنتخب في إزاحة أهم منافس له عن السباق مؤقتا علي قمة المجموعة الخامسة بالتصفيات الأفريقية المؤهلة إلي مونديال روسيا2018 وهو منتخب غانا بالفوز بهدفين دون رد والوصول إلي النقطة السادسة... وقد لايزال المشوار طويلا وهناك مباراتان بالغتيا الصعوبة مع أوغندا. المدرسة الدفاعية في التدريب كانت كلمة السر في صناعة مجد الكرة المصرية الحقيقي مع الراحل العظيم محمودالجوهري صاحب أعظم وأقوي مدرسة دفاعية تكتيكية في التاريخ والتي خاض بها تصفيات كأس العالم1990 ونجح في الحصول علي بطاقة التأهل إلي المونديال ووقتها لم يكن الجوهري يفوز بالثلاثة أو الأربعة وكان يتعامل بمنطقية وواقعية والفوز بهدف أو هدفين. وبعد غياب25 عاما عن آخر ظهور مصري في المونديال وجدنا مدربا يكرر نفس السيناريو وهو كوبر الأرجنتيني والذي يملك سيرة ذاتية قوية. ليس عيبا أن يؤدي كوبر بطريقة دفاعية مادام ينجح في تحقيق الفوز, والأهم هو كيفية علاج الأخطاء التي يرتكبها من وقت إلي آخر. بالورقة والقلم نحن أمام مدرب يقود المنتخب الوطني منذ20 شهرا وأصبح مثار جدل سواء بسبب نتائجه الناجحة بداية من التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية في الجابون2017 بعد7 سنوات غياب, و بعد تصدره لقمة مجموعته الخامسة في تصفيات كأس العالم برصيد6 نقاط في ظل الأداء التكتيكي الدفاعي للمنتخب. ومن يتابع كوبر يجد أنه تغير كثيرا عن الماضي تكتيكيا ويحاول علاج أخطاء ارتكبها كمدرب حينما كان يلعب بطريقة هجومية بحتة مع فالنسيا الإسباني وأنتر ناسيونالي الإيطالي, ولكنه لم يحقق بطولة كبري وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين. ومع قيادته للمنتخب الوطني, نجح كوبر في إعادة بناء الفريق وبث طرق دفاعية جيدة, فأصبح معها اختراق الدفاعات أمرا صعبا, وخاض معه المنتخب5 مباريات في تصفيات كأس الأمم الأفريقية فاز خلالها في4. وتعادل في واحدة, وخاض في تصفيات المونديال4 مباريات فاز في3 وخسر واحدة أمام تشاد بالصدفة بهدف دون رد في الذهاب. كوبر حقق أفضل بداية في التصفيات منذ سنوات وعصور طويلة, وتحديدا في الفوز خلال مباراتين متتاليتين إحداها علي منافس قوي هو المنتخب الغاني صاحب التأهل للمونديال في3 مرات. من يتابع الجيل الذهبي للفراعنة مع حسن شحاتة يجد أنه خسر في تصفيات2010 أمام الجزائر3/1 وتعادل مع زامبيا1/1 في أول جولتين. ومن يتابع الفراعنة مع ماركو تارديللي يجد أنه خسر في تصفيات2006 امام كوت ديفوار2/1 في الجولة الثانية ونزف مبكرا. أما الجيل الذهبي مع محمود الجوهري فقد تعادل مع السنغال والمغرب سلبيا في أول جولتين في تصفيات.2002 إذن بالأرقام نحن أمام مدرب حقق أقوي بداية للفراعنة وتفوق علي بوب برادلي الذي ظل يكسب منتخبات الصف الثاني والثالث قبل ان يتلقي فضيحة الستة الشهيرة امام غانا في ذهاب الدور الثالث من التصفيات. وظهرت بصمات كوبر بشكل لافت مع, عبدالله السعيد31 عاما نجم وسط الأهلي والساحر الجديد للمنتخب الوطني الذي ظل لعشر سنوات يتألق مع الإسماعيلي والأهلي دون ان يكون له مكان في تشكيلة الفراعنة, بل لم يضمه كوبر في البداية ولكنه استدعاه بشكل نهائي اعتبارا من نوفمبر2015 أي بعد بلوغه الثلاثين. ومن يتابع عبدالله السعيد برفقة كوبر يجد إنه أصبح أهم اكتشافاته الدولية, وورقة مؤثرة جدا, فهو الهداف الأول للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم ب3 أهداف في مرمي تشاد والكونغو وغانا وكان ورقة رابحة في تشكيلة الفراعنة عندما حازت مصر علي تأشيرة التأهل لأمم أفريقيا2017 وكان نجما في مباريات مصر أمام نيجيريا خاصة في موقعة برج العرب ثم في التصفيات المونديالية. ويملك كوبر شجاعة كبيرة في اختياراته حيث أعاد عصام الحضري43 عاما مرة أخري لأن يكون الحارس الأساسي بعد أن هبط مستوي أحمد الشناوي بالاضافة إلي منح الفرصة لرمضان صبحي وهو في الثامنة عشرة بالاضافة إلي محمود حسن تريزيجيه وعمرو وردة وعلي جبر وعمر جابر بشكل فعال. وأهم ما يميزه أيضا نجاحه في تثبيت تشكيلة حقيقية للفراعنة وأصبح معها القوام الأساسي يدور بين16 لاعبا وهو أمر يعبر عن الاستقرار الفني الذي افتقده الفريق كثيرا. باختصار نحن أمام مدرب سيظل يثير الجدل يوما بعد يوم بفضل كرته الدفاعية التي تعيدنا إلي عصر الجوهري الشهير في رحلة إيطاليا1990. رمضان صبحي: كنت عايز أقف علي الكرة ظهرت علامات الفرحة علي وجه رمضان صبحي صانع ألعاب المنتخب الوطني لكرة القدم وستوك سيتي الإنجليزي بعد الانتصار الغالي الذي حققه منتخبنا علي نظيره الغاني بهدفين دون ردمساء أمس علي ستاد الجيش المصري ببرج العرب في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم, وانعكست هذه الحالة علي كلمات اللاعب عقب المباراة حيث قال: كنت أتمني الوقوف علي الكرة ومداعبة الجماهير المصرية بعد الهدف الثاني ولكن الوقت لم يسعفني.. نحن الأقرب للمونديال وأشعر أن التوفيق سيكون حليفنا هذه المرة ونحن الأجدر بين فرق القارة بالمشاركة في المونديال.