أعطي المنتخب الغاني نظيره المصري درساً قاسياً في فنون كرة القدم في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم بملعب "بابا يارا" بكوماسي والتي انتهت بفوز "البلاك ستارز" بنتيجة 6-1 في ذهاب الدور الفاصل في تصفيات كأس العالم 2014. اثبت المنتخب الغاني اليوم للجماهير المصرية أن حلم التأهل للمونديال ليس سهلاً كما كانوا يتوقعون فكشفت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها المنتخب المصري اليوم أمام نظيره الغاني للمصريين أن مازال أمامهم الكثير ليحققوا هذا الحلم الصعب المنال الذي عصي علي المصريين منذ 1990 اخر كأس عالم شارك فيه الفراعنة. فثبت للجميع اليوم أنه كان هناك فارق كبير بين أداء المنتخبين بين أداء اللاعبين ثبت للجميع أن مصر تحتاج لقائد محنك مثل مايكل ايسيان الذي لعب اليوم من أجل غانا , ومن أجل إسعاد الجماهير الغنية , آثار حماس زملائه ووجههم لتحقيق الفوز وكان له لمسته السحرية التي منحت غانا الهدف الثاني وبأقدام من قائد الفراعنة وائل جمعة الذي بدا مرتبك كثيراً في هذا اللقاء. وسط الغياب الهجومي للمنتخب المصري كان هناك جيان أسامواه مهاجم غانا الذي نجح بإحرازه الهدف الأول تغيير دفة المباراة في جهة النجوم السوداء عن جدارة , وبهدفه الثاني والرابع لفريقه قضي علي أحلام المصريين تماماً لذا لا يحتاج الأمر للتفكير فهو بكل تأكيد أفضل لاعب في لقاء اليوم . فمن الغريب أن نلقي بأسباب الهزيمة القاسية علي أخطاء دفاعية أو إشراك أحمد شديد قناوي , أو ننسبه لوائل جمعة ونجيب , لكني أري الأمر اكبر من ذلك تماماً فالكرة مختلفة والأداء مختلف واللاعبين مختلفين فنحن أمام نجوم صنعوا تاريخ منتخب غانا مثل مونتاري و واريس وايوا وغيرهم من لاعبي المنتخب الغاني الذي يتمتعوا بالسرعة واللياقة البدنية العالية الذي أفتقدها نجوم مصر اليوم. وخارج الخطوط كانت هناك مباراة تكتيكية بين برادلي مدرب منتخب مصري الذي فاجأ المصريين بلوغاريتمات غريبة في تشكيل المنتخب تثير العديد من علامات الاستفهام حولها , وأبياه مدرب غانا الذي علم جيداً تاريخ منافسه واستعد له جيداً , ونجح تكتيكيا في اختراق دفاعات الفراعنة بكل سهولة ففي الوقت الذي اعتمد فيه برادلي علي نجيب وجمعة لمحاصرة مهاجمي غانا كان ابياه يقود الهجمات من الخلف للأمام وكأنها الحرب الذي استطاع أن ينتصر بها , في الوقت الذي كان مدرب مصر يحتفظ بمهاجميه علي دكة البدلاء كانت النجوم السوداء جميعها تبني جسر الهجوم من أجل دك حصون الفراعنة. فالفارق كبير ... والخسارة في مباراة اليوم ليس النتيجة قاسية أو ضياع حلم المونديال .. فالخسارة أكبر من ذلك نحن اكتشفنا أننا أمامنا الكثير حتى نجاري مثل هذه المنتخبات القوية التي حددت هدفها منذ وقت بعيد ونحن مازلنا نلعب بالأسلوب الروتيني الركيك ولا نستفيد من مثل هذه المحافل سوي الضجة التي تحدث قبلها وكأننا سنحصد لقب كأس العالم.