مصر لن تركع, ولن تقع مهما حدث من مؤامرات داخلية وخارجية, وقد مررنا بأيام أصعب من ذلك في السابق وجشع التجار وراء ذلك, كانت كلها ردود فعل المواطنين التي رصدتها الأهرام المسائي أمس, طوال فترة توزيع كميات السكر التي طرحتها وزارة التموين في أحد أكبر المجمعات الاستهلاكية بوسط القاهرة. محرر الأهرام المسائي لم يكن راصدا لأحد طوابير السكر عن بعد, ولكن كأحد الباحثين عن السلعة وقف ينتظر حصته لمراقبة المشهد, وعبرت إحدي السيدات عن حزنها الشديد بسبب الزحام علي السكر حيث خصصت الوزارة2 كيلو لكل فرد فقط, قائلة: ما يحدث من نقص شديد في السكر سببه الاحتكار والجشع, والدليل علي ذلك ضبط الأجهزة الأمنية كميات كبيرة مهربة في مختلف المحافظات, مطالبة بزيادة الرقابة علي المجمعات الاستهلاكية وبقالي التموين وأصحاب المقاهي. بينما خرج محمد إبراهيم مبتسما, بعد أن حصل علي حصته من السكر بعد عناء في الطابور, قائلا: أتمني أن يتم توزيع كميات أكبر علي كافة المجمعات لتخفيف الضغط وحصول كافة المواطنين علي الكميات التي يريدونها, مطالبا الجميع بالترشيد في الاستخدام خاصة أننا نمر بظروف صعبة ويتم الضغط علينا من جوانب كثيرة. بينما ذكرت أم إبراهيم أنها أتت من حي مصر القديمة إلي وسط القاهرة للحصول علي السكر بعد انتهاء مخزونها منه وعدم تواجده إلا بأسعار مرتفعة في السوق السوداء, وهي لا تستطيع شراءه إلا ب15 جنيها للكيلو, مناشدة الحكومة زيادة الكميات المقررة علي بطاقة التموين وضخ كميات أكبر في السوق للقضاء علي الاحتكار. وبسؤال مسئول المجمع الاستهلاكي التابع لشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية عن الكمية التي يتم توزيعها يوميا, أكد أنها طن, يوزع بواقع2 كيلو للفرد بسعر7 جنيهات, وأن الكميات التي يتم ضخها أدت إلي حل أزمة كبيرة خلال الأيام الماضية. وطالب وزارة التموين بزيادة الكميات المخصصة للمجمعات الاستهلاكية خاصة أنها تصل للمواطن علي عكس المجمعات الخاصة التي تجبر المواطن علي شراء منتجات بقيمة معينة للحصول علي حصة من السكر. وكانت وزارة التموين قد ضخت كميات كبيرة في مختلف المجمعات الاستهلاكية من السكر بعد رفع التسعيرة إلي7 جنيهات للقضاء علي الأزمة الموجودة ومنع الاحتكار. ومن جانبه كشف اللواء عاطف يعقوب, رئيس جهاز حماية المستهلك, أن الجهاز ضبط أطنانا من سكر التموين مخزنة خلال الفترة الماضية أثناء تفاقم الأزمة, لافتا إلي أن العديد من المجمعات والمصانع كانت سببا أصيلا في الأزمة بتخزين كميات كبيرة من السكر.