لم يكن الفن بمنأي عن الحياة الاجتماعية والسياسية التي فرضتها الظروف الحالية, فمع انتشار ظاهرة الإرهاب في مصر والعالم كله, انتفض الفن ليعبر عن واقع مجتمعه, فظهر عدد كبير من الأعمال الفنية المصرية التي تناولت ظاهرة الإرهاب علي مدار تاريخ الفن, فظهر توجه قوي لدي شركات الإنتاج وصناع الفن لتجسيد هذه الظواهر من خلال أعمالهم الفنية ورأينا ذلك في الإرهاب والكباب والإرهابي وطيور الظلام الذي قام ببطولتها الزعيم عادل إمام وغيرهم الكثير, ثم اختفت الأعمال التي تتناول الإرهاب في العشر سنوات الماضية, لتعود مرة أخري في الظهور مجددا من خلال عدد من الأعمال السينمائية والدرامية بعضها في طور التنفيذ والبعض الآخر ظهر للنور. ترصد الأهرام المسائي من خلال السطور التالية عددا من الأعمال الفنية التي تتناول ظاهرة الإرهاب بعضها بأسلوب ساخر هدفه الاستهزاء من الجماعات الإرهابية والآخر يغلب عليه طابع الجد في محاولة لتقريب الظاهرة التي تهدد الفرد والمجتمع في مصر والعالم. أفلام جادة من أبرز الأفلام التي أنتجت مؤخرا عن الإرهاب فيلم جواب اعتقال للفنان محمد رمضان والذي يجسد فيه دور أحد أفراد الجماعات الإرهابية والذي يدعي خالد الدجوي وينفذ عددا من أعمال القتل والعنف بعد تغيب عقله, ويحاول شقيقه الانضمام لهذه الجماعة الإرهابية ولكنه يمنعه لأنه يعلم حقيقة خطورتهم, ولكنه لا يسمع له ويعارضه ويلتحق بهم فيكون مصيره القتل بعد حدوث خلاف بينه وبين أحد الإرهابيين داخل الجماعة, فيقوم رمضان بالانتقام من قاتلي شقيقه والتنكيل بهم, وذلك في إطار تشويقي أكشن جذاب. كما يعتبر فيلم زلزال6 والذي يقوم ببطولته الفنان أحمد بدير, واحدا من الأفلام التي تجسد قصة واقعية للعمليات الإرهابية ويقوم بدير بدور قائد الجماعات التكفيرية والذي يهاجم أحد الكمائن ويتسبب في مقتل26 مجندا, بينما يتبقي نحو4 مجندين وقائد الكمين ويدعي أدهم الشوباشي والذي يجسد دوره الفنان رامي وحيد, فيدخل في مطاردة قوية مع قائد الجماعة التكفيرية علي أرض الواقع. بينما خرج الفنان أحمد عز عن تصنيف الشخص الإرهابي ليكون مصيدة للإرهابيين في فيلمه الجديد الخلية مع المخرج طارق العريان, حيث يجسد دور ضابط شرطة متخصص في مكافحة الإرهاب, ويواجه العديد من الجماعات الإرهابية وتلقي تدريبات مكثفة علي يد ضباط حقيقيين متخصصين في هذا المجال لتعليمه كيفية التعامل مع الإرهابيين. سخرية الفن من الإرهاب والإرهابيين يعتبر فيلم دعدوش من أكثر الأفلام الإرهابية التي تتناول ظاهرة الإرهاب ولكن بطريقة ساخرة من خلال قصة شاب يعاني من ظروف مادية صعبة فيقع فريسة لإحدي شبكات الجماعات الإرهابية علي مواقع التواصل الاجتماعي, بعد إغرائه بالمال والزواج من إحدي المجاهدات, ولكنه يكتشف حقيقتهم, وتدور أحداث الفيلم بأسلوب ساخر تهكمي. وكان الفيلم تعرض لأزمة كبيرة بعد مداهمة الأمن الوطني, أثناء نصبهم لوكيشن الفيلم علي هيئة مخيمات في وسط الصحراء رافعين عليها راية داعش السوداء, فظنت الأجهزة الأمنية أنها معاقل حقيقية لجماعات إرهابية, وقامت بهدمها, حتي تدخل طارق عبد العزيز منتج الفيلم وأظهر التصاريح الأمنية موضحا أنها في إطار عمل فني. لم يكتف الفنان محمد رمضان بعمل فيلم عن الإرهاب ولكنه تناول هذه الظاهرة بأسلوب ساخر من خلال مسرحيته أهلا رمضان والتي يستأنف عرضها علي مسرح الزعيم بالهرم والتي يجسد فيها دور شاب إرهابي تدفعه الظروف المجتمعية والمادية للالتحاق بالجماعات الإرهابية, وتدور أحداث المسرحية في إطار فكاهي ساخر. كما تتناول الفنانة رغدة خطا دراميا عن الإرهاب من خلال مسرحيتها الأم شجاعة والتي تتاجر بجثث القتلي وضحايا الحرب وتتنقل بين البلدان من أجل البيع والشراء علي جثث القتلي والأعمال الإرهابية. وأوضحت الناقدة ماجدة موريس أن الإرهاب لم ينته من حياتنا والفن دائما يعبر عن الوضع الذي نعيشه, وبالنظر للواقع نلاحظ أن العمليات الإرهابية تحدث بشكل مستمر ويومي في سيناء وغيرها من المناطق بمصر, فجاءت الأعمال الفنية لتعبر عن هذه الظاهرة التي تحاصرنا من كل اتجاه, فالسينما تتحدث عن واقع الحال وليس مطلوب منها أن تتغافل هذه الظاهرة الخطيرة. تابعت موريس قديما قدم لنا عادل إمام فيلم الإرهابي والذي يجسد حالة الشخص الإرهابي بينما يتمكن هذا الفكر المتطرف ويخرج تحت التجنيد ويحاول تطبيق أفكاره ليفاجئ بردود فعل المجتمع تجاهه, أما فيلم الإرهاب والكباب فيجسد لنا جزءا مهما من المجتمع يمثل جانبا سيئا للغاية في أدائه وتافها وأصبح مطية للإرهابيين لبث أفكارهم, أما فيلم طيور الظلام فهو يعتبر من أهم الأفلام التي رصدت ظاهرة الإرهاب وقدم شخصيات مهمة من خلال مهنة المحاماة وكيف لشخص يتحول من مدافع عن حقوق الناس لشخص آخر ضد المجتمع والإنسانية. أضافت:لا أتمني أن تصبح هذه الأعمال الفنية مجرد ظاهرة وتختفي ولكن ينبغي أن تكون راصدا قويا للمجتمع والأحداث التي تحيط بنا وتعبر عنها بشكل كبير. بينما قالت الناقدة خيرية البشلاوي إن عادة الثورات والأحداث الكبري المؤثرة في المجتمع ألا يتم تناولها مباشرة من جانب الفن والمبدعين إلا بعد استيعابها وهضمها جيدا, حتي يخرج المبدع عملا شاملا راصدا الظاهرة بعمق, فلذلك نجد أن الفنانين بدأوا في الحديث عن الإرهاب والعمليات الإرهابية بعد مرور الثورة بسنوات, وذلك بعدما بدأت أحداثها تفرض نفسها علي المجتمع وتؤثر علي قطاع كبير, فمن الصعب علي المؤلفين والمخرجين والفنانين وشركات الإنتاج أن تتجاهل هذه الظاهرة بعدما كانوا ينتجون أعمالا غثة ليست لها قيمة انتبهوا لتقديم أعمال تعبر عن ظواهر هامة بالمجتمع. تابعت البشلاوي وبالرجوع بالذاكرة نلاحظ أن هناك أعمالا فنية قدمت ظاهرة الإرهاب في التسعينيات عكست عمليات إرهابية مثل حادث الأقصر, فتوجه شركات الإنتاج لتقديم مثل هذه الأعمال نتيجة أننا نعيش حالة من الغليان لواقع محاط بالمؤامرات, فجاء الفن ليعبر عن الوضع الحالي. إيمان بسطاوي