أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العلاقات المصرية السنغافورية تشهد دفعة جديدة من دعم العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السنغافوري توني تان, عقب جلسة المباحثات أمس إنه تم الاتفاق بين الجانبين علي توسيع التعاون المشترك في إقامة العديد من مشروعات التنمية في مصر إلي جانب التعاون في مواجهة الإرهاب..مشيدا بتجربة سنغافورة المميزة في كفالة التعايش السلمي بين مختلف شرائح مجتمعها. وأضاف أن المباحثات أكدت ضرورة الحل السلمي للأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية. وأشار الرئيس إلي أنه بحث مع نظيره السنغافوري القضايا الإقليمية, والدولية ذات الاهتمام المشترك, والجهود المبذولة لتسوية الأزمات في المنطقة, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, حيث أكدنا علي أهمية بذل مزيد من الجهود للتوصل إلي تسويات سياسية تحافظ علي كيانات الدول, ومؤسساتها الوطنية, وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها, وتنهي معاناة شعوبها, كما اتفقنا علي مواصلة التنسيق, والتعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية, والدولية. واشار الرئيس الي انه تم الاتفاق ايضا علي ضرورة تنشيط التبادل التجاري بين الدولتين, واستثمار الفرص الواعدة المتاحة في المشروعات الكبري التي تنفذها مصر, وخاصة محور التنمية بمنطقة قناة السويس, بالإضافة إلي قطاعات الموانئ, والطاقة, وتحلية المياه, فضلا عن اهتمامنا بالاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالي النقل والتعليم, وذلك في إطار خطط مصر الطموحة لتحقيق التنمية. وشدد الرئيس السيسي علي أهمية تنسيق الجهود المبذولة لمواجهة خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعا, وهو الأمر الذي أصبح يتطلب تعاونا شاملا لفهم طبيعتها, واستكشاف سبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط علي المعالجة الأمنية, وإنما تمتد لتشمل الأبعاد الثقافية, والفكرية لدحض الأفكار المتطرفة والهدامة التي يستند إليها الإرهابيون في أنشطتهم. واشار الرئيس إلي تصدي مصر وبقوة للتيارات المتطرفة إدراكا منها لما تحمله أفكارها من دعاوي للفوضي تهدف إلي إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح. وثمن الرئيس السيسي النموذج الفريد الذي تقدمه سنغافورة في قدرة الشعوب علي التعايش وتحقيق الوئام والتجانس في مجتمع متعدد الأعراق والأديان, مما أسهم في تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه سنغافورة, وكان سببا رئيسيا في تحقيق نهضتها وإنجازاتها. من جانبه أشاد الرئيس السنغافوري توني تان بالتقدم الذي تحققه مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي, معربا عن ثقته في أن زيارته إلي مصر ستعزز من العلاقات الوثيقة بين البلدين..مؤكدا استعداد بلاده لإتاحة خبرتها التنموية لما يخدم المصالح المصرية. وأضاف الرئيس السنغافوري ندعم مصر في جهود بناء القدرات في مجال المساعدات الفنية, مشيرا إلي أن تبادل الزيارات قد فتح مجالات جديدة للتعاون وزخما للعلاقات المشتركة..مضيفا وبينما نحتفل بخمسين عاما أثق في أن العلاقة مع مصر ستشهد مزيدا من التعزيز وستقوي عبر الخمسين عاما المقبلة وما بعدها. وأكد الرئيس توني, خلال كلمته أن مصر وسنغافورة بلدان متعددا الثقافات ويعززان قيم التسامح, وتناغم الأديان, ونقف سويا ضد العنف والتطرف بسبب رغبتنا في الوئام بين المجتمعات. في سياق متصل, عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السنغافوري جلسة مباحثات ثنائية بقصر الاتحادية أمس عقب انتهاء مراسم الاستقبال للرئيس الضيف الذي يزور مصر في زيارة رسمية تستغرق3 أيام هي الأولي من نوعها منذ20 عاما. وتركزت المباحثات علي سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات, حيث اتفق الجانبان علي مواصلة الاتصالات وتبادل الزيارات بهدف تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة والتنسيق المستمر بين الدولتين في إطار المنظمات والمحافل الدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب في بداية المباحثات بالرئيس توني تان, مؤكدا علي تطلع مصر لأن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة وهامة في سبيل تعزيز العلاقات المصرية السنغافورية المتميزة, لاسيما وأنها تتزامن مع مرور خمسين عاما علي إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأعرب الرئيس السيسي عن أهمية العمل علي زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات, والتي مازالت لا تتناسب مع مستوي العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتين. وأشار السفير يوسف إلي أن الرئيس السيسي استعرض خلال المباحثات الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق التنمية الاقتصادية, بما في ذلك المشروعات القومية التي يتم تنفيذها, وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس, وما توفره تلك المشروعات من فرص اقتصادية واعده للشركات السنغافورية.