هل بدأت عجلة نزيف النقاط؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة الآن بعد التعادل السلبي وضياع أول نقطتين في رحلة الدفاع عن لقب بطل الدوري الممتاز مع تقديم90 دقيقة سيئة تعددت فيها خسائر الأهلي بشكل لافت. أولي خسائر الأهلي في لقاء الأمس هي فقدانه أول نقطتين وتوقف سلسلة انتصاراته المتتالية التي كان ينتزع فيها الفوز الصعب مع حسام البدري المدير الفني عند محطة5 انتصارات في أول5 جولات, وبات الكلام عن فقدانه للقمة واردا إذا ما حقق الزمالك الفوز في مؤجلاته الأربع بخلاف لقائه المرتقب مع سموحة ووضع التعادل مع بتروجت البدري في مهمة صعبة خاصة وأنه أول فريق يلتقي به من فئة الأربعة الكبار في الجدول, حيث لم يخض مباريات صعبة أمام فرق مرشحة للمنافسة علي اللقب أو المربع الذهبي مثل الزمالك وسموحة السكندري ومصر المقاصة والمصري البورسعيدي حتي الآن. وثاني خسائر الأهلي كانت في المستوي الهزيل الذي ظهر عليه مهاجمه النيجيري جونيور أجاي الذي استقدمه من الصفاقسي التونسي مقابل2 مليون و500 ألف يورو في صفقة هي الأغلي في تاريخ اللاعبين الأجانب في الكرة المصرية, وشارك أجاي20 عاما أساسيا في مركز رأس الحربة الصريح فيما كان اللاعب يؤكد قبل فترة أنه جناح مهاجم وليس رأس حربة, وظهر بمستوي سيئ ولم تظهر له أي بصمات علي الإطلاق في منطقة جزاء الفريق البترولي. أما ثالث خسائر الأهلي فكانت في الفتي الواعد ناصر ماهر صانع ألعاب بتروجت وابن التاسعة عشرة من العمر الذي رفض النادي استمراره كبديل محتمل لرمضان صبحي المنتقل إلي صفوف ستوك سيتي الإنجليزي وأعاره إلي بتروجت, وقدم ماهر عرضا مميزا طيلة فترة مشاركته أساسيا قبل استبداله وكان مصدر خطورة دائمة علي مرمي شريف إكرامي بمراوغاته وتمريراته, وهو لاعب خسر الأهلي إمكان الاستفادة منه في الموسم الجاري الذي يواجه خلاله صعوبات كبيرة في ظل سوء حالة الوسط ما بين تذبذب مستوي مؤمن زكريا وإجهاد عبدالله السعيد, وجلوس وليد سليمان من فترة إلي أخري بديلا بناء علي تعليمات طبية. وعن أحداث اللقاء في90 دقيقة فقد جاءت المواجهة جيدة المستوي ومثيرة في أحداثها تألق خلالها شريف إكرامي وأنقذ هدفين محققين في آخر دقائق من اللقاء, حاول حسام البدري المدير الفني للأهلي الاعتماد علي الوجوه الجديدة بالتشكيل لإحداث المفاجأة التكتيكية للمنافس, حيث احتفظ بعناصر الخبرة والفروق الفردية في الأداء: وليد سليمان وحسام غالي. في المقابل ركز طلعت يوسف المدير الفني لبتروجت علي مصيدة التسلل والرقابة الصارمة لمفاتيح لعب الأهلي. بداية المباراة لم تكن غريبة حيث بدأها الأهلي بهجوم ضاغط بحثا عن هدف التقدم والسيطرة المبكرة علي المباراة, تقابله كثافة عددية في وسط الملعب وأداء دفاعي منظم من جانب بتروجت. ولعل ما منح الأهلي الرشاقة في الأداء الهجومي بخلاف الانكماش الدفاعي من لاعبي بتروجت, المرونة التي تحرك بها لاعبو وسط الأهلي الهجومي خاصة مؤمن زكريا وكريم نيدفيد وعبد الله السعيد خلف المهاجم أجاي. شكل الأداء أخذ ملامح واحدة بسبب الأسلوب الخططي للفريقين حيث التواجد الهجومي للأهلي في ملعب بتروجت المتكتل دفاعيا والمعتمد علي المرتدات. هذا السيناريو خلق الكثير من الفرص التهديفية للأهلي الذي غاب التركيز والتوفيق عن لاعبيه في مواجهة مرمي علي فرج حارس بتروجت,بينما كان التواجد الهجومي لصاحب الملعب علي فترات متباعدة لتركيز لاعبيه أكثر علي التعليمات الدفاعية. شوط الفرص الضائعة أهم فرص الأهلي في شوط المباراة الأول بدأت بتصويبة من حسام عاشور تصدي لها علي فرج ببراعة ورأسية من المتألق عمرو السولية ترتد من القائم الأيمن لمرمي بتروجت وأخري من السعيد للسولية تنتهي بتسديد كرة طائشة من داخل منطقة الجزاء. في المقابل ظهرت خطورة بتروجت في المحترف بيكيلي الذي مر بمهارة وسدد في أقدام مدافعي الأهلي وكذا في رأسية ناصر ماهر التي سرق فيها بتحرك رائع أحمد فتحي. محاولات الأهلي الهجومية لم تتوقف والكثافة العددية من لاعبي بتروجت في وسط الملعب لم تقل حتي انتهت أحداث الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين. وفي النصف الثاني لم يكن هناك جديد في أسلوب وأداء الفريقين, فالأهلي يقاتل من أجل العلامة الكاملة في مسيرته بمسابقة الدوري الممتاز, وفي المقابل يجاهد بتروجت من أجل الخروج بنقطة التعادل علي الأقل إذا لم تنجح محاولاته الهجومية النادرة في خطف هدف الفوز. ولعل استمرار الأداء علي هذا الشكل هو ما دفع حسام البدري المدير الفني للأهلي لاستغلال تغييراته الثلاثة, الواحد تلو الآخر لزيادة فاعلية الأداء الهجومي. حيث كانت البداية بوليد سليمان ثم حسام غالي. وأخيرا صالح جمعة, وذلك في اعتراف صريح من المدير الفني للأهلي بأن مشكلة الأحمر تكمن في وسط الملعب الذي لم يخلق الكثير من الفرص للنيجيري جونيور أجاي الذي حاول كثيرا في حدود الكرات التي وصلته ولكن كلها كانت غائبة عنها الفاعلية. تألق إكرامي أهم فرص الأهلي في شوط المباراة الثاني كانت في تسديدة سعد الدين سمير التي مرت بجوار القائم الأيمن لعلي فرج, هذا بالإضافة لعرضية مؤمن زكريا التي قابلها أجاي بضربة رأس أعلي العارضة. المثير أنه في الوقت المحتسب بدلا من الضائع والأهلي يضغط هجوميا بحثا عن الفوز والثلاث نقاط كاد بيكيلي أن يخطف هدف الفوز لفريق بتروجت عندما تحرك بدهاء خلف أحمد فتحي مستلما تمريرة مصطفي شبيطة ومنفردا بالمرمي ليسدد في جسد شريف إكرامي وبعدها مباشرة تمريرة من بيكيلي لناصر ماهر المنفرد ولكن شريف إكرامي أيضا ينقذها بقدمه. ولعل هذه الخطورة ما دفعت دكة الأهلي أن تتمني انتهاء المباراة بنقطة التعادل بدلا من الخسارة وهذا بالفعل ما انتهت عليه المباراة.