أنا قتلت ابني وراض بالحكم اللي هاخده.. وربنا عالم قتلته ليه... ابني كان عاقا وحراميا, حفرت قبره وعملت مصطبة أعلاه وكنت بقعد فوق المصطبة وأدخن شيشة لمدة3 أيام.. ب هذه الكلمات اعترف المتهم عبد الله محمد49 سنة حلاق أمام المستشار محمود الحسيني مدير نيابة البدرشين بتفاصيل الجريمة أثناء إجراء معاينة وتم تسجيلها بالصوت والصورة في حضور فريق من المباحث ضم العقيد إيهاب شلبي مفتش مباحث الجنوب والرائد هاني إسماعيل رئيس المباحث, واستعانت النيابة بعامل من الجيران لتمثيل دور الضحية, وروي المتهم تفاصيل جريمته. وقرر المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة حبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات وطلبت النيابة تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة. قال المتهم أمام النيابة بمسرح الجريمة: أنا أعمل حلاقا, منذ ما يقرب من28 عاما وأرتبط مع أهالي القرية بعلاقة طيبة منذ نشأتي, والجميع يعرف أقاربي, تزوجت منذ20 عاما تقريبا, من جارتي فرزقني الله بابني المرحوم فهد18 عاما, شاء القدر أن يكون الابن العاق ويدخلني السجن, بعد ولادته تأملت خيرا فيه, لم أستطع إخفاء الدموع من فرحتي داخل المنزل, كنت أرسم له طريق النجاح, مضت الشهور والسنوات, حتي بلغ نجلي فهد5 سنوات ألحقته بالمدرسة وبسبب أصدقاء السوء انحرف عن طريقه. وأضاف المتهم في اعترافاته أمام المستشار محمد صلاح, رئيس نيابة البدرشين: لم أستطع أن أمنعه من ارتكاب الجرائم, تلقيت الشكاوي من الأهالي وانتشر الخبر عنه في المركز بأنه لص هواتف محمولة, وسارق توك توك, وقبل الجريمة بأيام أصيبت زوجتي بحالة إعياء شديد, والطبيب أخبرنا بضرورة إجراء عملية ويوم الجريمة توجهت بها في الصباح إلي مستشفي قصر العيني وتم حجزها داخل العناية المركزة, عدت إلي المنزل فوجدت نجلي المجني عليه يجلس أمام التليفزيون عاتبته لعدم حضوره الي المستشفي لمتابعة والدته, فنشبت بيننا مشادة كلامية, وأثناء حديثنا تلقي اتصالا هاتفيا من أحد أصدقاء السوء, فثرت غضبا وأمسكت الهاتف المحمول وحطمته, وقلت له: يابني الناس بتقول عليك حرامي وسارق اتعدل وامش في الطريق الصح. وأشار المتهم إلي أن المجني عليه سبه فأمسك بكوريك كان في المنزل وهشمت رأسه, فسقط علي الأرض وأغمي عليه, ثم أحضرت سلسلة حديد ولاصق طبي وقمت بتغليف جسده بكيس بلاستيك, وكان علي قيد الحياه, وحفرت قبرا في صالة المنزل ودفنته بها, ثم قمت ببناء مصطبة وسألتني والدته عنه في اليوم الثاني فأخبرتها بأنه ترك المنزل. وأضاف المتهم: كنت أجلس يوميا علي المصطبة في كل صباح وأشرب الشيشة. كان اللواء هشام العراقي, مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء خالد شلبي, مدير الإدارة العامة للمباحث بأنه قد تلقي بلاغا من الأهالي بانبعاث رائحة كريهة من داخل منزل بمنطقة المرازيق التابعة لمركز البدرشين علي الفور انتقل العميد إيهاب شلبي مفتش المباحث والمقدم هاني إسماعيل, رئيس مباحث البدرشين, وتبين من الفحص أن المنزل ملك عبدالله خميس حلاق وتم استئذان النيابة وكسر المنزل وبتفتيشه تم العثور علي كتلة أسمنتية داخل الصالة تنبعث منها الرائحة الكريهة, وبتكسيرها عثر علي جثة فهد18 سنة نجل صاحب المنزل بملابسه كاملة موثوق اليدين والقدمين بجنزير حديدي مغلق بقفل ووجود شفاف علي فمه وجرح غائر بفروة الرأس وفي حالة انتفاخ. وكشفت تحريات العميد ناجي كامل رئيس مباحث قطاع الجنوب أن وراء ارتكاب الجريمة والد المجني عليه, تم عمل عدة أكمنة نجح خلالها المقدم هاني إسماعيل رئيس المباحث في ضبط المتهم وبمواجهته أمام اللواء رضا العمدة مدير المباحث اعترف بارتكابه الجريمة بسبب مشادة كلامية حدثت بينهما لقيام المتهم بمعاتبة ابنه المجني عليه لعدم حضوره للمستشفي للاطمئنان علي والدته إضافة إلي قيام الجيران بمعايرته بسبب المجني عليه لاتهامه وإدمانه المواد المخدرة وتطور الأمر إلي مشاجرة قام علي أثرها المتهم بالتعدي عليه بالضرب وأحضر كمية من الأسمنت والرمل ودفنه في صالة المنزل, إلا أن انتفاخ الجثة جعل رائحتها تخرج وأحيل إلي النيابة التي تولت التحقيق.