شيع الآلاف من أبناء مدينة أبو صوير بالإسماعيلية المجند محمد طارق علي21 سنة الذي استشهد أثناء أدائه الخدمة في كمين زغدان بوسط سيناء علي أيدي الإرهابيين في جنازة شعبية كبيرة وقدم المحافظ اللواء ياسين طاهر وقيادات الجيش والشرطة ومتولي حسن والسيد النخيلي رئيسا مركزي مدينة أبو صوير والقصاصين الجديدة وأحمد بدران البعلي عضو البرلمان وسيد توفيق نائب المستشار العسكري واجب العزاء لأسرة الفقيد. وكانت جنازة محمد طارق علي مجند القوات المسلحة ابن الإسماعيلية قد بدأت مراسمها بوصول جثمانه الطاهر بطائرة عسكرية من شمال سيناء لمستشفي الجلاء بالجيش الثاني الميداني وتم نقله بسيارة إسعاف لمحل إقامة أسرته وأدي الآلاف من المواطنين صلاة الجنازة عليه وبعدها اصطف ضباط وجنود الشرطة العسكرية وأسرة الشهيد في موكب مهيب اخترق شوارع عزبة أبو خروع بصعوبة وردد المشيعون هتافات مدوية لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والشعب يريد إعدام الإخوان ويانموت زيهم يانجيب حقهم و لا لإرهاب الجماعات التكفيرية واالقصاص.. القصاص ودمك غالي يا شهيد حتي وصلوا بجثمانه لمقابر عائلته لمواراته وسط انهيار وتأثر شديد من والديه وأخوته وأقاربه وجيرانه. وقال اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية: انه قدم تعازيه لأسرة المجند محمد طارق علي بالقوات المسلحة الذي يدافع وزملاؤه عن الوطن ضد الإرهاب وقد حرص علي نيل الشهادة وهذا من طباع الشباب المصري الأصيل المحب لبلاده. وأشار محافظ الإسماعيلية إلي أن دماءه الزكية التي سالت علي أيدي الجبناء لن تضيع هدرا والقوات المسلحة قادرة علي ملاحقة الجناة وإلقاء القبض عليهم أو تصفيتهم ولن يستطيع أحد منهم أيا كان أن ينال من أمن مصر واستقرارها. وأكد أنه سيتم تكريم شهيد الواجب بالشكل اللائق عرفانا للتضحية التي قدمها للوطن الذي لا يبخل علي أبنائه الأبرار وقد أصدرنا تعليماتنا بإطلاق اسمه علي إحدي مدارس التعليم الأساسي تحت الإنشاء القريبة من محل سكنه. ومن جانبه قال والد الشهيد محمد طارق علي انه يأمل من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مساعدته للالتحاق بالخدمة العسكرية بنفسه لكي يأخذ بثأر ابنه من الإرهابيين الجبناء فضلا عن مطالبته بإظهار العين الحمراء لجماعة الإخوان المودعين داخل السجون. وأضاف أن نجله التحق بالجيش بعد انتهاء دراسته بالتعليم الفني ولم يتملكه الخوف من الأحداث الإرهابية التي تقع في شمال سيناء عندما تم تكليفه بالعمل في هذه المنطقة من أرض الوطن وتمني أن ينال الشهادة مثل صديقه المجند أبو الوفا عرفات أبو المجد الذي يسكن علي مقربة من منزل عائلتنا. وأشار والد البطل الشهيد إلي أن وصية ابنه قبل وداعه للأسرة في آخر زيارة له منذ أيام قليلة ألا يبكي أحد عليه عندما يأتي خبر استشهاده في سيناء وهذا يبرهن علي أن محمد لديه إحساس داخلي أنه سيلقي ربه وهو يدافع عن وطنه ضد الإرهابيين. وأوضح أن الشهيد هو الابن الأكبر لعائلتي الصغيرة المكونة من زوجتي ونجلتي المتزوجة وشقيقها أحمد الطالب بالصف الثالث الإعدادي ونحن مثل أي أسرة مصرية أصيلة تعظم دور رجال القوات المسلحة والشرطة لحماية الجبهة الخارجية والداخلية. وفي السياق نفسه أكدت والدة الشهيد محمد طارق علي التي انهمرت دموعها بشدة أن نجلها كان دائما في حديثه معها يتمني الشهادة حتي تعيش مصر آمنة مستقرة ضد أعدائها من الجماعات التكفيرية التي استباحت دماء أبنائها المخلصين. وقالت: إنها كانت تنتظر إجازة ابنها الشهيد لكي تعد له الطعام الذي يحبه وقبل أن يعود للالتحاق بكتيبته في سيناء منذ أيام تحدث معي عن حياته المقبلة بعد انتهاء خدمته العسكرية التي لم يتبق عليها سوي أربعين يوما فقط ورغبته في تجهيز عش الزوجية. وأضافت أنها كانت تتمني أن تشاهد نجلها أثناء إعداده لفرحه لكني أحتسبه عند الله شهيدا ويكفيني فخرا أن يطلق علي أنا أم البطل.. أنا أم الشهيد.. واللي قتلوه ربنا ينتقم منهم أشد الانتقام لأنهم كفره لا دين لهم. وأشارت والدة الشهيد محمد إلي أن أرواح شهداء القوات المسلحة والشرطة لن تضيع هباء وندرك تماما أن زملاءهم سوف يثأرون لحقهم من الإرهابيين الأندال الذين اعتادوا علي ارتكاب الأعمال الخسيسة دون القتال وجها لوجه لأنهم جبناء. وأوضحت أن نيران قلبها قد هدأت قليلا عندما شاهدت الآلاف خرجوا لتشييع جثمان نجلها لمثواه الأخير وقدموا لها العزاء في ابنها الشهيد الذي مات جسدا لكنه حي بيننا بذكراه العطرة الطيبة يحوط والده وأخوته وأسرته والعائلة.