السادس من أكتوبر يوم استثنائي في تاريخ مصر والمنطقة العربية بأسرها لأنه اليوم الذي حطمت فيه مصر أسوار اليأس واحباطات النكسة التي أحرقت في طريقها الآمال وأسباب الاستقرار فقد دخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم وحلقت الغربان الصهيونية تفرض سيطرتها الغاشمة علي الأراضي العربية في سيناء والجولان. استطاعت إسرائيل وقتها أن تروج لفكرة الجيش الذي لا يقهر وعملت علي زرع الخوف والانكسار في قلب كل عربي لتكون الرهبة أقوي سلاح يمتلكونه ويحتلون به نفوس الناس قبل الأوطان قهرا وذلا. ولكنها مصر التي تأخذ مكانتها في الصدارة دائما علي مر العصور عاشت صراعات وحروبا كثيرة لم تكن تركن للهزيمة وكسرة النفس في قلوب المصريين, استعادت بناء فصائل الجيش وعززت من تسليحه.. أعادت بناء المواطن المصري وأهلته لعصر جديد سيفتح أبوابه بالنصر المبين واستعادة الكرامة العربية التي أهدرت في نكسة سبعة وستين. ونحن نحتفل بذكري ذلك اليوم لابد وأن نعي القيمة الحقيقية له في نفوسنا.. لم يكن انتصارا بعد هزيمة ولكنه انطلاقة راسخة نحو مستقبل كان مخططا له ألا يأتي ولا تقوم للعرب ولا للمصريين قائمة في يوم من الأيام ولكن الجيش المصري حقق أسطورة النصر, ووقف حائط سد ضد كل أطماع الغرب في المنطقة العربية. وكأن التاريخ يعيد نفسه فقد أثبت الجيش المصري أنه مازال مرابضا علي تخوم الكرامة المصرية والعربية مدافعا وحاميا لها وتجلي ذلك في إعصار الربيع العربي الذي أطاح باستقرار دول وحكومات وحقق أطماعا غربية في بلادنا حيث تصدي الجيش متوحدا مع الشعب لتظل مصر هي رمانة الميزان لاستقرار وتأمين المنطقة العربية بأثرها. إن رجال القوات المسلحة صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورحم الله شهداءنا أبناء مخلصين قضوا نحبهم من أجلنا نحن أبناء تراب هذا الوطن الذي يئن من جراح دامية هذه الأيام بسبب تداعيات الثورة وصراعات التيارات السياسية والدينية علي السلطة والتي دفعنا ثمنها غاليا من أرواح أبنائنا, ولولا وجود جيش هو بحق درع الوطن الواقي وسيفها المسلول لسقطت مصر وعادت المنطقة العربية إلي ظلام الاحتلال وفرض السيطرة الخارجية مرة أخري.