احتفل الشعب والجيش بالذكري43 لنصر أكتوبر المجيد, الذي أعاد العزة للعرب, والكرامة للمقاتل العربي, والأرض المحتلة إلي أحضان الوطن, ومحا عار الهزيمة المرة التي تكبدها العرب في عام1967, حين هاجمت القوات الإسرائيلية, مدعومة بالغرب المتآمر, علي حين غرة, وعلي غير استعداد من الجيوش العربية, أراضي مصر وسوريا والأردن, فاحتلت سيناء والجولان والأراضي الفلسطينية. وفوق كل هذا كادت تحطم الحلم العربي لولا وقوف الشعوب خلف قادتها وإعلان مصر أنها لا تموت رغم الهزيمة, وبدء حرب الاستنزاف, التي توجت بنصر مؤزر غال أعاد الأرض والكرامة ولقن العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه. لقد سببت نكسة1967 خسائر كبيرة وفادحة, خاصة في معنويات الشعوب العربية, وحدثت بعدها تغييرات كبيرة في القادة العسكريين, فأقيل المشير عبدالحكيم عامر, وأعلن الرئيس وقتها جمال عبدالناصر التنحي عن الحكم, فخرجت الجماهير تطالبه بالبقاء في موقعه والصمود أمام هجمات الأعداء في الشرق والغرب, فاستجاب لهتافات الجماهير وعاد ليقود الشعوب المتعطشة للحرية والكرامة والجيش العربي في مصر في حرب الاستنزاف التي أكدت أن العسكرية المصرية قد استعادت عافيتها وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات, وحرمته من الاستمتاع بما حققه من نصر في جولة الحرب الأولي, ومنعته من تثبيت أقدامه علي الأرض العربية. وقد قامت القوات المسلحة, خاصة قوات الصاعقة بالتعاون مع رجال البحرية ونسور الجو بهجمات متعددة كلفت العدو الإسرائيلي الكثير من الخسائر, وأربكت خططه وأوقفت مشروعاته التوسعية, حتي جاء نصر أكتوبر عام1973, بعد ست سنوات من النكسة, ليعيد الروح إلي الشعوب والجيوش العربية. لقد قاد بطل الحرب والسلام الشهيد محمد أنور السادات حرب أكتوبر بأسلوب أذهل العالم, وأثار إعجاب القادة العسكريين الكبار, واستحق أن يدرس في أكاديميات وكليات العلوم العسكرية علي مستوي العالم, ودفع أمريكا إلي التدخل بكل قوتها لإنقاذ حليفتها إسرائيل من الهلاك والدمار, فكان الجسر الجوي العسكري من أمريكا, حيث الدبابات جاهزة للحرب علي أرض سيناء, وهو ما قلب موازين الحرب وألجأ القوات العربية إلي التوقيع علي وقف إطلاق النار, لتنتهي المعركة بنصر واضح ومؤكد للجيوش العربية, كان له أكبر الأثر في تقوية الموقف العربي في عمليات التفاوض التي تلت هذه المرحلة. وفي عام1977 وقع القائد المنتصر أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل التي أعادت باقي الأراضي المصرية سلما إلي أحضان الوطن, وتحدث السادات بلغة المنتصر ومنطق الواثق من فوق منصة الكنيست الإسرائيلي, ليعلن للعالم كله أنه بطل للحرب وبطل للسلام. ومع الأسف فقد انفض العرب عن مصر ورفضوا توقيعها للمعاهدة مع إسرائيل, وهو قصر نظر كما أثبتت الأعوام التالية, وأدي إلي تمزق الصف العربي, وانفراد إسرائيل بالفلسطينيين, ولو سمع العرب صوت مصر, وارتفعوا بتفكيرهم وعقلياتهم إلي تفكير الرئيس السادات لعادت فلسطين للفلسطينيين والجولان لسوريا, ولانتهت الحروب العربية الإسرائيلية إلي الأبد. وفي هذه الذكري الطيبة قام الرئيس السيسي بوضع أكاليل الزهور علي قبر الجندي المجهول والزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات, وحذا حذوه قيادات الجيش المصري, تأكيدا علي تقدير مصر وعرفانها لزعمائها السابقين ولجنودها البواسل الذي ضحوا بأعمارهم وجادوا بدمائهم من أجل رفعة هذا الوطن وكرامته. إن السلام الذي يحكم العلاقة بين مصر وإسرائيل لا يعني استرخاء القوات المسلحة وعدم جاهزيتها للذود عن الوطن في أي وقت, ومن هذا المنطلق سعي الرئيس السيسي إلي تحديث أسلحة الجيش المصري, فأحضر طائرات الرافال الفرنسية وضمها إلي القوات الجوية, وضم إلي الأسطول البحري المصري حاملتي الطائرات من طراز ميسترال وأطلق علي الأولي اسم الزعيم جمال عبدالناصر وعلي الثانية اسم الشهيد أنور السادات, وتحيا مصر.