حالة من التخبط سيطرت علي إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي, وذلك بعد أن شهد أمس أكثر من حدث, كان علي رأسها الاعتذار المفاجئ للفنان عزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم مسابقة نور الشريف عن ندوة تكريمه ضمن فعاليات المهرجان, وحتي مساء السبت والتأكيدات علي وجود ندوة للفنان القدير قائمة, ليفاجئ ضيوف المهرجان بسفره إلي القاهرة لوجود ظرف طارئ, وهو ما أثار تعجب البعض خاصة أنه كان بإمكان العلايلي إقامة ندوة لمدة ساعة ليسافر بعدها أو إقامتها في الأيام الأولي للمهرجان. كما تساءل البعض عن موقف الأفلام التي من المفترض أن يشاهدها العلايلي كرئيس لجنة تحكيم بالإضافة إلي مناقشة أعضاء اللجنة فيها حتي يتم الاستقرار علي الأفلام الفائزة. أما الأمر الثاني الذي شهدته كواليس مهرجان الإسكندرية السينمائي كان يخص النجمة السورية سلاف فواخرجي التي ترددت في إقامة ندوة لتكريمها تخوفا من هجوم بعض الإعلاميين كما حدث لها قبل شهر في الخرطوم, قبل أن تقنعها الإدارة بأهمية إقامة ندوة التكريم التي تسلمت فيها الميدالية الذهبية وهو أعلي درع في جمعية كتاب ونقاد السينما من الأمير أباظة رئيس المهرجان, ليحدث ما توقعت سلاف فواخرجي حيث تلقت هجوما عنيفا من أحد الحاضرين وهو المخرج السوداني مزمل نظام الدين المشارك بعمل فني من دولة السودان بالمهرجان يحمل اسم أبناء يسوع, حيث وجه لها اتهامات تتعلق بانتمائها إلي نظام بشار الأسد وأنها نظرا لقربها هذا تستطيع أن تقدم أعمالا فنية متعددة ما بين السينمائية والدرامية, إلا أن سلاف أصرت علي الرد قائلة إنها ترفض مصطلح نظام, وسوريا وطن ودولة مؤسسات لازالت قائمة حتي الآن وبها موظفين يتقاضون رواتبهم كل شهر, ولا تجد قمامة في الطرقات أو غير ذلك, موضحة أن من يعيش بسوريا فقط هو من له الحق في أن يصف ويحلل الوضع هناك وليس من يتابع ما يحدث عبر وسائل إعلام معظمها مضلل. وأضافت أنها سبق وتم تكريمها في أكثر من دولة مثل مصر والجزائر, ليرد مزمل قائلا هؤلاء دول تحالف, قبل أن تقاطعه مرة أخري قائلة وكرمت أيضا في الخرطوم قبل شهر رغم تحذيرات الأمن هناك بوجود أخبار حول مضايقتي وتعرضي للاغتيال إلا أنه تم تأمين المكان وحضر مساعد الرئيس بنفسه. وأوضحت سلاف أنه لا يوجد فن يتم بأمر عسكري, نافية أن تكون داعمة لنظام بعينه, ولكنها تدعم سوريا وطنها, مشيرة إلي أنها لم تقدم أفلام من إنتاج الحكومة السورية حتي الآن, وأن كل ما قدمته هو إنتاج خاص وشاركت في إنتاجه. وتابعت قائلة أن إنتاج الفن السوري زاد بعد الحرب حيث وصل في عام2016 إلي30 مسلسلا و5 أفلام تقريبا, بالإضافة إلي الأفلام القصيرة كمشاريع شباب, وهذا يعد إنجازا تاريخيا مهما في دولة تعاني من شراسة الحرب والإرهاب. من ناحية أخري وصل أمس إلي المهرجان الفنان العالمي السوري غسان مسعود إلي المهرجان بعدما كان مقررا أن يصل يوم السبت إلا أنه نظرا لظروف خاصة تأجل ميعاد وصوله إلي الأحد, حيث من المقرر أن يتم تكريمه اليوم في حفل الختام. وفي سياق آخر شهد المهرجان أمس عرض الفيلم السوري سوريون بحضور بطلته ميسون أبو أسعد والمخرج باسل الخطيب, حيث يعد أول عرض له خارج سوريا امتلأت القاعة بالحضور ما بين السوريين والمصريين, كما تلقي الفيلم إشادات واسعة من الحضور والنقاد لما أظهره من تجسيد للحالة السورية الحالية بواقعية شديدة, وهو ما جعل عدد كبير من الحضور ينخرطون في البكاء تأثرا بأحداث الفيلم التي تدور حول مستجدات الأزمة السورية من خلال قصص إنسانية لأشخاص كانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي قبل أن يجدون أنفسهم وجها لوجه مع عدو لا تكمن خطورته في القتل فقط, بقدر ما يتسبب في تغيير حياتهم. وفي ندوة الفيلم التي حضرها عدد من الفنانين بينهم الفنان السوري دريد لحام وزوجته, الفنانة السورية سوزان نجم الدين, المخرج أحمد النحاس والفنانة سميحة أيوب, المخرجة إنعام محمد علي, مدير التصوير رمسيس مرزوق, الفنان سامح الصريطي, الناقدة الفنية خيرية البشلاوي, أبدوا جميعا إعجابهم بمستوي الفيلم الذي يرتقي إلي العالمية من حيث جودة التصوير وتحويل الحطام والدمار إلي بلاتوه تصوير يتحرك الفنانين فيه بمنتهي البساطة, وأداء النجوم الذي جاء معبرا. وقال المخرج السوري باسل خياط إن فيلم سوريون يعد الأخير من ثلاثية سينمائية بدأها منذ ثلاث سنوات بفيلم مريم, ثم الأم وانتهاء بفيلم سوريون, وهي ثلاثية تهدف إلي رصد جانب من معاناة المرأة السورية بسبب الحرب علي سوريا, مشيرا إلي أن السبب في نجاح الفيلم هو حالة الحب والحماس التي امتلكها صناع الفيلم رغم ميزانيته المتواضعة التي لم تتعدي250 ألف دولار. وأضاف أن تصوير مشاهد الفيلم تمت بالكامل داخل سوريا وتحديدا في ريف اللاذقية, ومدينة طرطوس ببلدة الزاره, مشيرا إلي أنهم مع كل صباح كانوا لا يعلموا ما إذا سيعودون إلي منازلهم أم لا, خاصة أن ظروف التصوير كانت قاسية وغير آمنة حيث كانوا في بعض الأماكن علي بعد أمتار من المسلحين, وفي درجة حرارة وصلت إلي10 تحت الصفر, مشيدا في الوقت ذاته بأداء الممثلين داخل الفيلم واصفا إياهم بالسلاح الأقوي في يد المخرج, قائلا إن لم يمتلك الممثل أداء إنساني تمثيلي صادق لن يكون العمل علي مستوي المطلوب مهما كان معه إضاءة وكادرات تصوير جيدة. وأبدي باسل سعادته بالإنتاج السينمائي في سوريا قائلا أنه يعيش حالة نشاط غير مسبوقة, والسبب في ذلك يرجع إلي حالة الحرب التي تعيشها البلاد حيث أدت إلي استخدام الفن كقوة ناعمة تتصدي لحالة الحرب والدمار, ليصبح لدينا إنتاج ستة أفلام سنويا وهذا شيء لم يكن يحدث قبل الحرب. وأشار باسل الخطيب إلي أن مصر موجودة في ذاكرة كل مواطن سوري, وأن الأمة السورية لا يمكن أن تعود لسابق عهدها إلا إذا عادت العلاقات المصرية السورية كما في السابق لتظل كلمة مصر وسوريا التعويذة التي تدمر أي عدو, موضحا أن ابنه مجيد الذي كتب إهداء خاص علي تتر الفيلم له, حصل علي شهادة التخرج أمس من جامعة نيويورك قسم الإخراج ولم يستطع أن يشاركه هذه اللحظة بسبب ارتباطه بمهرجان الإسكندرية, مؤكدا أن ابنه مجيد قدم طفولة كلا من نزار قباني وجمال عبد الناصر في أعماله الفنية. كما أقيم علي هامش المهرجان أقيم عرض للأفلام القصيرة العربية والأفلام القصيرة المتوسطية, والتي كان من بينها فيلم صورة سيلفي للفنان طارق عبد العزيز.