فى مكتبة الإسكندرية، انطلقت الأربعاء فعاليات الدورة 32 لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط، العُرس الفنى الذى تنتظره الإسكندرية وأهلها من عام إلى آخر، مهرجان الإسكندرية برئاسة الكاتب والناقد الأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، بحضور الكاتب الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة، حضر الحفل عدد كبير من النجوم وعلى رأسهم إلهام شاهين، وفاء عامر، نرمين الفقى، فاروق الفيشاوى، عزت العلايلى، لقاء سويدان، سامح الصريطى، وشيرى عادل، الدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية والمخرج عمر عبد العزيز، الكاتب ناصر عبدالرحمن، أحمد وفيق، سلوى خطاب، الفنان السورى دريد لحام، والفنانة سُلاف فواخرجى. الصدفة البحتة الطريفة أن هذه الدورة جمعت العرسان الجُدد فى الوسط الفنى وهم حنان مطاوع وزوجها المخرج المسرحى أيمن اليمانى وهو الظهور الأول لهما بعذ زفافهما لوجود حنان كعضو لجنة تحكيم فى المسابقة، وكذلك الناقد الكبير طارق الشناوى وزوجته الإعلامية سوزان حرفى، الحفل قدمته الفنانة آيتن عامر. • لأول مرة منذ سنوات يغيب عن المهرجان المخرج الكبير محمد خان الذى حرص لسنوات طويلة على أن يشارك فى هذا الحدث الفنى الكبير الذى كان رفيق مشواره منذ سنوات طويلة ويعلم جيدا كل من يشارك فى المهرجان بصمة خان وإطلالته أثناء الندوات والعروض المقامة على هامش المهرجان وكيف افتقدنا هذا التواجد لهذا العام. كذلك غياب الناقد الفنى والقامة الكبيرة صبحى شفيق الذى رحل هذا العام تاركا تاريخا كبيرا فى مجال الكتابة والنقد الفنى. اختارت إدارة المهرجان لهذه الدورة عنوان «السنيما والمقاومة» انطلاقا من كل أشكال المقاومة وبمناسبة مرور خمسين عاما على احتلال القدس، وبدأ حفل الافتتاح باستعراض يدور حول فكرة المقاومة ومن خلال تقديم نماذج من بعض الأعمال السينمائية التى أبرزت دور المقاومة ضد المستعمر مثل أفلام «الناصر صلاح الدين»، و«عمر المختار»، و«جميلة بوحريد» و«ناصر 56». دورة المهرجان تحمل اسم الفنانة يسرا استمرار فى تقليد تكريم فنان مصرى قدير كل عام بدأ بالفنان نور الشريف ثم الفنان محمود ياسين العام الماضى، وكذلك كرم المهرجان الفنان يوسف شعبان، الذى تأثر باستقبال الجمهور له ووضح أثناء استلامه لدرع تكريم المهرجان، وقال «أنا كنت فى أشد احتياج لرفع روحى المعنوية، والتكريم جاء فى وقته». ويشارك فى المهرجان 29 دولة وضيف شرف المهرجان من دول البحر المتوسط اليونان، وضيف شرف السينما والمقاومة هى سوريا والجزائر وفلسطين، ويتكون برنامج المهرجان من القسم الرسمى الذى يضم مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، حيث تمنح جوائز تمثال عروس البحر لأحسن فيلم وجائزة خاصة من لجنة التحكيم، إضافة إلى جائزة يوسف شاهين لأحسن مخرج وجائزة نجيب محفوظ لأحسن كاتب سيناريو، وجائزة عمر الشريف لأحسن ممثل وجائزة فاتن حمامة لأحسن ممثلة، وجائزة أحسن إنجاز فنى وجائزة كمال الملاخ لأحسن مخرج عمل أول أو ثان. وينافس على جائزة عروس البحر عدد كبير من الأفلام منها الإسبانى «الغذاء والمأوي»، وفيلم «حياة الليل» من سيلوفينيا، «وتحملني» من كرواتيا، «وكروم» من ألبانيا، «وضفاف النهر» من اليونان، «والحمار الطائر» من إيطاليا «وبوريك» من قبرص، وفيلم «روج» من مصر. • الندوات 2017 عام القدس أقيمت على هامش المهرجان ندوة «القدس فى السينما العربية» ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط فى دورته ال32، وحضرها وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وإيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطينى والأمير أباظة رئيس المهرجان وكذلك عدد كبى من الفنانين والكتاب، فحضرها الكاتب محفوظ عبدالرحمن والفنانة سميرة عبدالعزيز، الفنان سامح الصريطى والناقد طارق الشناوى وفاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما والدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.. تحدث الوزير خلال الندوة عن دعم الحكومة للسينما، وقال إن البعض اختلط عليه الأمر فى فكرة دعم الحكومة للسينما بخمسين مليون جنيه، خاصة أن هذا المبلغ ليس ضخمًا.. وأضاف النمنم أن كل ما فى الأمر أنه تمت زيادة ميزانية المركز القومى للسينما الخاصة، بدعم الأفلام من عشرين مليون جنيه إلى خمسين مليونا.. وأوضح الوزير أنه طلب من أحمد عواض رئيس المركز القومى للسينما، دعم الأفلام التسجيلية والأفلام التى تميل إلى الوثائقية. القضية الفلسطينية طلب الفنان سامح الصريطى، من وزير الثقافة، حلمى النمنم، دعم السينما المصرية، وأنه على الدولة بكامل أجهزتها أن تدعم السنيما، وأنه كذلك يجب أن توجه السينما المصرية والعربية جزءا من اهتمامها للقضية الفلسطينية. وأهدى رئيس المهرجان درع المهرجان للدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطينى خلال الندوة.. كما أهدى ذلك المهرجان درعا أيضا لوزير الثقافة المصرى حلمى النمنم.. ومن جانبه، قال إيهاب بسيسو، إن سعادته لا توصف لاهتمام المهرجان بالقدسوبفلسطين طالبا من كل العرب ألا ينسوا فلسطين وأن يبقوا دائما بجوارها، وعن التواجد فى كل فعالية ثقافية تحدث في مصر، قائلا: «مصر دائما توفر مكانا للإبداع الفلسطينى وأضاف بسيسو أن فلسطين حريصة على التواصل الدائم مع المبدعين العرب». • محمد راضى
فى ندوة تكريم عن مجمل أعماله استضاف مهرجان الإسكندرية السينمائى المنتج والمخرج محمد راضى، تحدث خلالها عن مشواره الفنى والصعوبات التى مر بها خلال رحلته فى السينما. وكشف راضى عن كواليس بعض أعماله ومنها «أبناء الصمت» قائلا: كنت أقوم بتصوير فيلم أبناء الصمت إلى أن جاء موعد مشاهد العبور ووقتها أحضرت المعدات والطائرات. وكان صعبا إعادة المشهد فطلبت أن يتم التصوير ب 12 كاميرا ووجدت الجميع يلبى من أجلى وجدت كل مديرى التصوير تضافروا معى وعملوا كمصورين وهذه كانت روح هذا الجيل بعكس ما نراه حاليا. وعن تخصيص رئيس الوزراء 50 مليونا لدعم السينما أبدى راضى رغبته بضرورة زيادة هذا المبلغ وقال هذا رقم متواضع جدا فهل تدعم السينما بهذا الرقم الضعيف وتهدر الأموال فى أمور أخرى؟؟ إشارة منه إلى ضرورة استثمار الدولة لأموالها فى صناعة السنيما قائلا: هذا لا يليق بالسينما التى حملت أعباء دعم القومية فهذا الكلام غير مقبول بالمرة ولابد من مليار جنيه مصرى أقل شىء لإعادة السينما.. الندوة حضرها عدد كبير من المنتجين والمخرجين ضيوف المهرجان من بينهم على عبدالخالق وأحمد النحاس وغيرهم، وأثناء الندوة تساءل المخرج النحاس خلال الندوة عن دهشته لحرص راضى على ارتداء البدلة بشكل يومى على مدار حياته فرد عليه المخرج محمد راضى قائلا إن والده هو السبب من صغره وإن والده هو الذى علمه ارتداء الملابس الرسمية منذ طفولته.• على عبد الخالق و«السويس مدينتى» بعد عرض فيلمه «السويس مدينتى» على هامش ندوة فى مهرجان الإسكندرية أدارها الناقد نادر عدلى، الذى أكد أنه من أهم الأفلام فى حياته وأضاف على عبدالخالق، أنَّه ظل لسنوات طويلة يبحث عن فيلم «السويس مدينتى» فى المركز القومى للسينما إلى أن وجده فى النهاية. وأنَّ هذا الفيلم عرض فى مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1970، ونال الجائزة الأولى فى ذلك المهرجان، لأنه كان أول فيلم يتم تصويره على الجبهة، ويعتبر أول فيلم تسجيلى من دون تعليق ويعتمد على الموسيقى فقط. وقال على عبدالخالق، إنَّه سافر بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الجبهة، وهو ما جعله يفكِّر فى إخراج فيلم «أغنية على الممر»، وتحدث عن هذا الفيلم موضحًا أنه كان يتعجب بشكل دائم من حصول الفيلم على العديد من الجوائز ولم يقتنع بحصوله على تلك الجوائز إلا بعد مشاهدته بعد مرور 17 عامًا عليه. وأشار المخرج الكبير إلى أنه سعيد وفخور بأحد المقالات التى كتبت عنه فى إحدى الصحف الإسرائيلية، التى وصفته بأنه معادٍ لإسرائيل، وتمَّ رصد أفلامه التى أخرجها والتى يتضح فيها مدى معاداته لإسرائيل، موضحًا مدى فخره بهذا الأمر. وعن فيلم العار قال المخرج على عبدالخالق، إنَّ نجاح فيلم «العار» كان مفاجأة كبيرة بالنسبة له، موضحًا أن الفيلم حقق إيرادات كبيرة جدًا، وهو ما ضاعف من أجر محمود عبد العزيز فى ذلك الوقت.• دريد لحام الفنان دريد لحام أصبح من الوجوه البارزة سنويا فى مهرجان الإسكندرية وأقرب ضيوفها وأبدى أكثر من مرة سعادته بوجوده فى الإسكندرية وحضوره لهذا الحدث وقد أقيمت ندوة احتفاء وتكريم له على هامش فعاليات المهرجان بمناسبة عرض فيلم «المنتمي» الفيلم التسجيلى الذى يستعرض قصة حياة الفنان دريد لحام وأخرجته المخرجة الشابة ماجى أنور بعد سلسلة أفلامها الفاتنة عن قصة حياة فاتن حمامة، والجميل الذى يوثق حياة الفنان جميل، الندوة حضرها كوكبة كبيرة من نجوم المهرجان امتلأت بهم قاعة الندوات احتفاء بالنجم القدير، من سوريا حضرت سلاف فواخرجى وسوزان نجم الدين والمخرج الكبير باسل الخطيب. وبدأت الندوة بعرض فيلم المنتمى والذى صورته ماجى أنور فى سوريا وشرحت كيف اعدت للفيلم وما الذى واجهته اثناء التصوير فى سوريا.. وقال دريد إنه استمتع بالفعل بالعمل مع المخرجة المصرية الصغيرة فى السن ماجى أنور، التى تعجب بالفعل من إبداعها رغم سنها الصغير واصفًا إياها بالمجنونة لأنها جاءت لسوريا فى ظل هذه الظروف الأليمة.. وعندما تحدث الكاتب محفوظ عبدالرحمن عن سوريا والأوضاع بكى بشدة فقامت سلاف فواخرجي بتقبيل رأسه هى والأمير أباظة ودريد وسوزان نجم الدين ما أدى لبكائهم أيضا. • الدورة مهداة إلى النجمة يسرا وتم تكريمها على هامش المهرجان كما أقيمت ندوة لتكريم النجمة يسرا فى ثانى أيام فعاليات المهرجان، حضرها الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان وأدارتها الناقدة علا الشافعى حضرها المنتج محمد العدل والفنانة سميحة أيوب والفنانة سميرة عبد العزيز ومدير التصوير محسن أحمد والفنان صبرى فواز وألقى بعضهم كلمات لزميلة العمر. بدأت الناقدة علا الشافعى كلمتها عن الفنانة يسرا وقالت إنها فنانة لديها كاريزما شديدة الوضوح لا يضاهيها أحد، وإنها نجحت فى تقديم موازنة بين ما قدمته من أفلام تقع تحت بند (التجارية) وبين تقديم تجارب فنية مميزة أصبحت علامات بارزة فى تاريخ السنيما، وحتى فى تاريخ الدراما أصبحت علامة بارزة، وقالت إنها كانت تحب يسرا على المستوى الفنى ولكن عندما تعرفت إليها عن قرب واقتربت منها أدركت كم هى مميزة أيضا على المستوى الإنسانى. أما المنتج محمد العدل فأشار إلى تاريخها الطويل مع «آل العدل»، وأن تاريخ يسرا الطويل هو الكفيل بالحديث عنها وأن اسمها هو علامة الجودة لأى مسلسل. الناقد نادر عدلى: الممثلة التى تستطيع إقناع عادل امام بالعمل معها 20 فيلما وتقنع يوسف شاهين بأن أعماله بدونها ينقصها الكثير هى نجمة غير عادية. أما الناقد طارق الشناوى وقال إنه رغم المشاغبات بينه وبين يسرا إلا أنها عشرة قديمة وما يتبقى بينها العمق والعشرة التى تمتد لأربعة عقود شكلت فيهم يسرا حالة من التوهج الفنى. والفنانة سميرة عبد العزيز التى قالت إنها فى كل عمل شاركت فيه مع يسرا كانت تشعر أنها ابنتها فى الحقيقة خاصة عندما كانت تحتضنها فى أى عمل جمع بينهما فى الأعوام الماضية. فى ثالث أيام المهرجان أقيمت ندوة للفنان الكبير يوسف شعبان الذى شكل هذا التكريم بشكل خاص قيمة شديدة الأهمية بالنسبة له ورفع حالته المعنوية _ على حد تعبيره- واحتفى به فى الندوة التى أقيمت على شرفه مجموعة كبيرة من رفقاء مشواره.. منهم المخرج أحمد النحاس والمخرج على عبد الخالق، فاروق صبرى، ومدير التصوير رمسيس مرزوق والمخرج عُمر عبد العزيز والفنانة فردوس عبدالحميد والمخرج محمد فاضل، تحدث الفنان يوسف شعبان خلال الندوة عن اهم المحطات فى حياته واهم الفنانين والمخرجين الذين تعامل معهم وكان هذا التعامل نقطة فاصلة فى حياته وسبب نقلة فى مشواره الفنى وذكر مثلا الفنانة شادية التى تحمست لمشاركته فى فيلم معبودة الجماهير الذى حقق له نجاحا وجماهيرية واسعة رغم تخوف عبد الحليم من مشاركته له لكى لا يخطف منه الأضواء ولكن شادية أصرت على مشاركته لها فى الفيلم.. وعن ذكرياته فى فيلم «فى بيتنا رجل»، وهو أول عمل له وكان هنرى بركات يبحث عن وجه جديد يستطيع قيادة السيارات، وهو لم يكن يستطيع قيادة السيارات ولكنه أخفى عنه لكى يحصل على الدور، وقبل تصوير المشهد مباشرة أخبر عمر الشريف الذى كان يشاركه المشهد أنه لا يستطيع القيادة فتدارك عمر الشريف الموقف وأخبر هنرى بركات أنه يجب أن يكون هو الذى يقود السيارة لكى يضفى نوعا من المصداقية على المشهد. وأبدى استياءه من عدم استعانة الجيل الجديد بكبار النجوم رغم أن العملية الفنية تعتمد على تسليم جيل الراية الى جيل آخر وهذا ما لا يحدث على أرض الواقع. وفى سياق متصل بعنوان الدورة «السينما والمقاومة»، تم عرض للفيلم السورى «أنا وأنت وأمى وأبى» الذى يرصد معاناة وتفكك الشعب السورى داخليا بسبب الاختلافات العقائدية والسياسية فى الأسرة الواحدة خاصة بعد بعد اندلاع الثورة، الفيلم بطولة سوزان نجم الدين وإخراج عبداللطيف عبدالحميد، وأقيمت ندوة بعد عرض الفيلم مباشرة حضرتها بطلة الفيلم وتحدثت عن معاناة ست سنوات من الألم فى سوريا وكيف أثر هذا على حياة السوريين وسرق منهم الفرح، وكيف خسرت بعض الأسر أرواحا من أفرادها وأن رسالة الفيلم التى يريد ايصالها هى أن الحب والسلام هو الذى سينتصر وأن سوريا وجميع البلدان العربية ستعود كما كانت.• ضمن برنامج القدس فى السينما العربية أقيمت سهرة ليلية للدبكة الفلسطينية ومعرض للمنتجات اليدوية الفلسطينية واشتعلت ساحة الفندق بالرقصات الفلكلورية التى شاركهم فيها الفنانون المصريون وحضرها وزير الثقافة الفلسطينى إيهاب بسيسو الذى أبدى سعادته الشديدة بتلك المبادرة التى قامت بها إدارة المهرجان.•
