أجري الرئيس عبدالفتاح السيسي, حوارا مع شبكة بي بي إس الأمريكية, خلال وجوده بنيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال.71 وتطرق السيسي خلال الحوار إلي عدد من القضايا الهامة المطروحة, مثل حقوق الإنسان والحريات والتمييز الديني, وكذلك مكافحة الإرهاب والعلاقات المصرية الإسرائيلية. وقال السيسي: إن الإرهاب أخطر تهديد نواجهه ليس في مصر فقط لكن في المنطقة والعالم بأسره وسبق ان طالبت باستراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب, بها الكثير من المكونات والعناصر بما فيها الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتجديد الخطاب الديني, بحيث نستطيع أن نقف بصمود أمام الإرهاب في سيناء. وأوضح الرئيس أن الوضع في سيناء تحسن بصورة كبيرة مقارنة بما كان عليه في السابق, مشيرا إلي أن الهجمات الإرهابية في سيناء لا تتعدي حاليا نسبة1 او2% من إجمالي منطقة سيناء. وشدد الرئيس السيسي, علي ضرورة تخصيص كل الموارد المطلوبة لمكافحة الإرهاب بشكل فعال, مؤكدا أن مصر هي العنصر الحاسم لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط, وانها من أقدم دولة في المنطقة, وتعرف جيدا دينها وهو الإسلام الحقيقي الذي يعلي القيم والمبادئ التي تدعو إلي التسامح والاعتدال, والذي يمنع الناس من القتل وترويع الآخرين. وأوضح السيسي أن الإرهاب حرم مصر إيرادات كبيرة كانت ستسهم في دعم الاقتصاد المصري, مشيرا إلي أن مصر دخلت في حرب شرسة ضد الإرهاب لثلاث سنوات, والآن نحن نقدم الأمن لحدودنا مع ليبيا, التي تمتد لأكثر من3 آلاف كيلو متر, وهذا كله يتطلب موارد جمة, لافتا إلي أن مصر تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الاستقرار في الداخل وتحقيق التنمية الاقتصادية. وقال السيسي: إن قرض صندوق النقد الدولي سيعطي مصداقية أكبر للمسار الاقتصادي. موضحا أن أزمة العملة سيتم حلها نهاية العام الحالي. وأضاف, أن مصر تتطور بصورة ملائمة رغم التحديات التي تواجهها, مشيرا إلي التزام الدولة بسيادة القانون ومعالجة أي انتهاك إن وجد وفقا للقانون. وعن حقوق الانسان أشار الرئيس إلي أن البرلمان يناقش قانونا ينظم عمل منظمات المجتمع المدني, مشيرا إلي أن تلك المنظمات تساهم في تنمية المجتمع وحل الكثير من المشكلات, متابعا: نحن ملتزمون بحقوق الإنسان, ولكننا يجب أن نحافظ علي الدولة مستقرة, لأنه في عدم وجود الاستقرار سيكون هناك انتهاك لحقوق الإنسان. وقال الرئيس اننا نتناول أي موضوع داخل مصر في الإطار القانوني, ولو كنا نرغب في إعلاء سيادة القانون يجب أن ننتصر للإطار القانوني, ونوضح الوضع داخل مصر, مشيرا الي ان هناك آلافا من المنظمات تعمل داخل مصر, تقدم الخدمات الجليلة للمجتمع, لكننا نحتاج إلي تنظيم العمل بطريقة جيدة. واشار السيسي إلي إنه في السنوات الخمس الأخيرة وقعت الكثير من الأحداث, مشيرا إلي أنه حين تولي المنصب منذ عامين فقط كانت مصر في وضعية غير مستقرة, مضيفا: حينما أحيلت لي أشياء حدثت قبل أن أتولي المنصب, تعاملت معها كحالة الصحفي الأسترالي. وواصل حديثه قائلا: يجب أن يتأكد الجميع من أننا ملتزمون بحقوق الإنسان, لأن في النهاية أنا إنسان وشخص يحب مواطنيه ولست مستعدا لانتهاك حقوقهم وحريتهم, ولا أريد أن أكون ظالما عليهم. واضاف الرئيس في حواره انه لا توجد ديكتاتورية في مصر, والإعلام المصري يمارس عمله بكل حرية ويعبر عن رأيه في كل شيء. وشدد علي أنه في مصر لا يتم وصف الناس علي أساس إيمانهم الديني, فلا يوجد أي تمييز, مضيفا: لدي كل المصريين جميع الحقوق ونفس المسئوليات ومن حقوقهم ألا يتم تصنيفهم علي أساس الاعتقاد الديني, مشيرا إلي القانون الذي أصدره البرلمان لتنظيم بناء دور العبادة لكل الأديان في مصر. وتابع: إن المتطرفين دمروا الكنائس عقب30 يونيو2013, ولكن كل الكنائس التي تضررت تم إعادة تجديدها, لافتا إلي أننا نحتاج إلي أن نصل لمستوي معين من الوعي داخل المجتمع لكي نغرس مفهوم المساواة, وعدم التمييز بين الناس بسبب خلفياتهم الدينية, وهو أمر مهم سيستغرق وقتا, وهي عملية قيد التحقق الآن, وسوف تصبح أكثر نضجا داخل مصر, وسوف تنتشر إلي الدول الأخري, باحترام الآخر, وعدم التمييز بسبب العرق أو الدين. واستطرد قائلا: إن الشعب المصري في25 يناير2011 رغب في التغيير, وفي30 يونيو2013, صحح إرادته, لاسيما أن هناك دستورا ودولة بها مؤسسات ورئيس مصري لا يمكن أن يبقي في الحكم ليوم إضافي بعد مدة ولايته ورئاسته للبلاد. وعن العلاقات المصرية الأمريكية, أكد السيسي أن علاقة مصر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية علاقة استراتيجية, وأن السنوات الخمس الماضية كانت اختبارا لمدي قوة ومتانة العلاقة. وأردف: العلاقة لا تعرف فقط بالمساعدات لأنها لو كانت تتمحور فقط حول حجم المساعدات العسكرية, فإن هذا لن يكون أمرا جيدا لتوصيف العلاقة, مشددا علي أن علاقة مصر وأمريكا استراتيجية لأكثر من3 عقود. وعن الصراع العربي الإسرائيلي, قال السيسي إن العلاقة مع إسرائيل جيدة جدا, وإن هناك تنسيقا مستقرا, وأننا نشرنا قوات مصرية لمكافحة الإرهاب في مناطق لم تكن متاحة بموجب معاهدة السلام, ولكن الإسرائيليين فهموا ضرورة هذا. وأوضح السيسي, أنه يجب إقناع الإسرائيليين بحل الدولتين وليس فرضه, مضيفا أنه لابد من وجود قناعة لدي الطرفين بهذا الحل. وشدد الرئيس السيسي, علي أن حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين سيؤدي إلي تغييرات في المنطقة ويحقق الأمن والاستقرار كما سيساعد علي الاستقرار وتغيير العلاقة بين إسرائيل والدول العربية. وحول العلاقات المصرية- التركية, قال الرئيس السيسي, حتي الآن لا يوجد أي تحسن في العلاقات مع تركيا. وأكد أنه لم يحدث تحسن في العلاقات المصرية التركية, متابعا: مصر رغبت في إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء, وكانت هناك مناقصة دولية, وقدمت عدد من الدول العروض, فيما كان العرض الروسي هو الأفضل.