لاشك أن مشاركة مصر في فاعليات قمة الكبار أو قمة العشرين والتي انتهت أعمالها يوم الإثنين الماضي في المدينةالصينية الرائعة هانجتشو بمشاركة قادة العالم ووجود مصري بارز بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكدت دون شك التقدير الدولي الكبير لمصر ومكانتها ودورها الريادي في المنطقة سياسيا واقتصاديا رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر بسبب الظروف المحيطة بها من كل جانب والتوتر السياسي والأمني في سوريا والعراق وليبيا وهو ما يؤثر علي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لمصر. وتمكنت مصر من التعامل بكل حرفية وثقة ودبلوماسية راقية مع الحدث الدولي الأضخم حيث شارك السيسي في فاعليات كل الاجتماعات وألقي كلمتين في جلستي عمل طرح فيهما رؤية مصر بشأن المشاكل والأزمات العالمية خاصة في الشرق الأوسط وتحدث أيضا عن مشاكل القارة الأفريقية قيما يتعلق بالتغييرات المناخية حيث يرأس الرئيس لجنة المناخ لقادة الدول الأفريقية في الإتحاد الأفريقي موضحا ضرورة تحمل الدول الكبري مسئوليتها تجاه القارة السمراء ومساعدتها في التنمية وتخفيف أثار التلوث الصناعي بها خاصة أن القارة من أكثر المناطق في العالم تضررا من التغييرات المناخية رغم مساهمتها البسيطة في عمليات التصنيع في العالم. وقاد الرئيس السيسي الدبلوماسية المصرية خلال فاعليات القمة باقتدار واضح من خلال اللقاءات المتعددة التي أجراها مع أبرز قادة العالم والتي تخطت12 لقاء كان من بينهما رؤساء الصينوروسيا وفرنسا وألمانيا والأرجنتين وأستراليا وولي ولي العهد السعودي ومديرة صندوق النقد الدولي وهو ما بعث برسالة مهمة للعالم كله تؤكد قدرة مصر علي التواصل مع القوي الاقتصادية العالمية ممثلة في أعضاء مجموعة العشرين وفي مقدمتها الصين والتي تسعي بكل قوة لدعم مصر سياسيا واقتصاديا من خلال اقامة العديد من المشاريع الكبري سواء ضمن مشروع قناة السويس الجديدة أو العاصمة الادارية الجديدة وهو ما يشير إلي تفعيل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القاهرة وبكين والتي تم اطلاقها خلال زيارة الرئيس السيسي لبكين في ديسمبر2014. والمؤكد أن نتائج قمة العشرين سوف تكون مهمة للغاية بالنسبة لمصر علي كل المستويات سواء سياسيا أو اقتصاديا حيث سعي الرئيس خلال مشاوراته علي هامش القمة لدعم التعاون الاقتصادي مع دول العالم خاصة روسياوالصين وفرنسا وألمانيا وهو ما يعني ضرورة قيام مجلس الوزراء بمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال تلك القمة واللقاءات التي أجراها الرئيس والسعي بكل جدية لتفعيل تلك الاتفاقيات والاستفادة منها بصورة كبيرة بعيدا عن غابة الاجتماعات والقرارات التنظيمية التي يتخذها المجلس ولا تجد طريقها للتنفيذ بشكل كامل أو حتي جزئي وبالتالي إعاقة تلك الاتفاقيات الموقعة مع تلك الدول. وأعتقد أن التأثير السياسي لمشاركة مصر في القمة سيكون كبيرا خاصة فيما يتعلق بدعم مصر في المحافل الدولية و تعزيز الدور المصري في مواجهة الإرهاب حيث طالب الرئيس بتفعيل دور المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يتطلب ضرورة وضع استراتيجية دولية للتعامل مع بؤر الإرهاب في العالم والسعي لتجفيف منابعه في العديد من المناطق وأيضا تصحيح الأفكار المغلوطة بشأن الإسلام خاصة بين الشباب. ولا يمكن لنا أن نتجاهل تأثر المشاركة المصرية علي دعم الوجود المصري في القارة الأفريقية حيث سيكون للاتصالات والمشاورات التي أجراها الرئيس السيسي تأثير كبير في تعزيز العلاقات المصرية مع دول القارة ودعم التوجه المصري في القارة خاصة أن الرئيس تحدث في كلمته أمام القمة عن ضرورة دعم القارة السمراء في عملية التنمية وتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة للامم المتحدة2030. [email protected]