أصبح من قبيل الثوابت التي لا ريب فيها أن استخدام التكنولوجيا هو طريق النهوض بأي دولة لتلحق بركب التقدم وهذا ما نجحت فيه العديد من الدول العربية المجاورة فقد كانت حريصة كل الحرص علي استخدام التكنولوجيا في كافة مناحي حياتها ولو كان القائمون عليها ليسوا من أبنائها ومعظمهم من المصريين المغتربين, فالمهم عندهم هو استخدام الوسائل الحديثة لتظهر أمام العالم بصورة متحضرة. ولقد كانت سعادتي غامرة منذ بداية العام عندما اكتشفت صفحة للشركة المصرية للاتصالات علي موقع الفيس بوك, وبالصدفة تعطل تليفوني فجربت أن أراسلهم وفوجئت بتعامل متحضر وسريع ومتابعة جيدة شكرتهم عليها لأنها أحيت في نفسي الأمل للنهوض ببلادنا ولو بخطوة علي الطريق. ولكن وآه من لكن, كعادتنا دائما نبدأ أي عمل بنشاط وجدية ونموذجية, ثم يمر وقت قصير لتعود ريما إلي أسوأ عادتها القديمة, وكأن شعارنا دوام الحال من المحال, فقد حدث أن تعطل تليفوني منذ أسبوع بسبب أن الشركة لم ترسل رسالتها التذكيرية علي المحمول كعادتها فتأخرت عن السداد سهوا, واسرعت بالسداد بنظام فوري, وانتظرت أن تعود الحرارة إلي تليفوني القتيل ومر يوم ولم تعد فراسلت صفحة الشركة وأنا متوقع أنها علي سابق عهدها من الجدية والاهتمام ولكن هيهات هيهات, فقد مر يوم ويوم وأنا أرسل لهم الرسالة تلو الأخري ولا مجيب رغم أنها تظهر لي علامة( سين) أي أنها قرئت ومر أسبوع ولا مجيب ولا عودة للحرارة فكتبت إلي صفحة بريد المسائي وسارعوا بالنشر وما إن أرسلت للصفحة صورة مما نشر حتي فوجئت بالتواصل وبدأوا يردون بردود تنم عن الارتباك, يعني مثلا طلبوا في أحد ردودهم أرسل رقم تليفونك علي الخاص قلت لهم ياسيدي أنا من أسبوع وأرسل لكم علي الخاص معني ذلك انكم لا تقرأون وإذا قرأتم لا تهتمون, فوجئت بعذر أقبح من ذنب إذا به يكتب لي أني لم أكتب كود المحافظة رغم اني كاتب المحافظة والعنوان بالتفصيل, وتعجبت منه هل تعمل في المصرية للاتصالات ولا تعرف كود محافظة الإسكندرية, فأسقط في يده وقال المشكلة ستحل في خلال48 ساعة وهذه رسالتهم المعتادة لكل العملاء فقلت له لماذا؟ المفترض أن هذا شيء الكتروني بمجرد الدفع يتم رجوع الحرارة ما الداعي ل48 ساعة فصمت الرجل وفوجئت بعودة الحرارة وانهالت علي الاتصالات من القاهرة والاسكندرية تطمئن ان التليفون يعمل بصورة جيدة. ورغم سعادتي بعودة الحياة لتليفوني إلا ان الغصة في حلقي والحزن في صدري علي ما وصلنا إليه, وأيقنت أن الأمر ليس مجرد أجهزة متطورة, ولكنه رجال تعمل بتفان في عملها وهذا الذي ينقصنا الإخلاص في العمل وعدم الإهمال في التعامل مع العملاء, خصوصا في المصالح الخدمية, فهل كل مشكلة لدي كل مواطن لابد أن يلجأ إلي الجرائد أو وسائل الإعلام, إن الأمر ميسور للغاية لو أن الموظفين القائمين علي صفحة الشركة جادون في عملهم وهناك من يتابعهم ويجازيهم إذا قصروا ما احتاج الأمر لكل هذه المعاناة, ليس المطلوب من الوزير أن يتدخل لعودة الحرارة, ولكن المطلوب منه المتابعة, فليرسل بنفسه رسالة إلي الصفحة ويري مستوي التجاوب, فليتابع الصفحة بنفسه ولن يأخذ وقتا طويلا سيجد كم الشتائم والسباب من المواطنين الذين يعانون وعندهم أمل ان تستجيب, وليس هذا المطلوب من وزير الاتصالات فقط بل من كل وزير ومن كل مسئول, شيء جميل أن يكون لكل وزارة صفحة علي الفيس بوك ولكن الأجمل أن يتجاوب مع العميل وننظر إلي المشكلة ونعمل علي حلها. باحث لغوي