في عام1996 تم الكشف في الولاياتالمتحدةالامريكية عن كيان كان له فضل الإسهام في تفوق قوات الحلفاء علي قوات المحور في الحرب العالمية الثانية. كتيبة الجيش الشبح التي تم تكريم أبطالها الذين منحوا النصر لدول الحلفاء. التقرير الذي أعدته شبكة سي.ان. ان كفيل بأن يمنحك صورة لهذا الجيش الوهمي الذي تكون من الف فرد من الفنانين التشكيليين والاعلاميين والكتاب والممثلين الذين كان عليهم تحقيق هدف واحد مهما تعددت المهام المنوط بهم القيام بها. كان عليهم اثارة البلبلة و اللغط وسوء الفهم والتشكيك في قدرات قوات المحور و ما يحققونه علي ارض الواقع بين الجماهير. نعم كتيبة سرية في الجيش الأمريكي نفذت أكثر من عشرين عملية تكتيكية لهزيمة هتلر في الحرب. يقول تقرير السي. إن. إن: كانت مهمة تلك الكتيبة خداع الأعداء وجعلهم يعتقدون أن الكتيبة المؤلفة من ألف شخص هي كتيبتان مؤلفتان من30 ألف رجل. إلا أن الجيش الشبح لم يكن مؤلفا من جنود تقليديين. وإنما كانوا بأغلبيتهم ممثلين ومصممين ومعلنين وفنانين, تم اختيارهم من أهم مدارس الفن والتصاميم في كل أنحاء البلاد. وقد استخدم جيش الفنانين هذا قدراته الإبداعية لابتكار أشياء وهمية. لقد طور المهندسون دبابات قابلة للنفخ, لونها الفنانون فيما بعد. هذه الدبابات يمكن أن يتكثف حجمها لتصبح قابلة للتوضيب في كيس محمول, ويتم نفخها عند الطلب, تماما مثل القصور النطاطة. أما مهندسو الصوت فاستخدموا مكبرات صوت ضخمة لإصدار مؤثرات صوتية لدبابات وجنود يسيرون, كان قد تم تسجيلها سابقا. وكان يمكن سماع صوت هذا الجيش المتقدم علي بعد أميال. وبالإضافة إلي رسائل لاسلكية مزيفة كان يتم إرسالها عبر موجات العدو, كانوا يرسلون أيضا ممثلين بأزياء جنرالات أو ضباط إلي المدينة لنشر المعلومات الخاطئة والشائعات. و لم ترفع السرية عن الجيش الشبح إلا عام1996, حيث عرف العالم كله بشأن أسياد الإثارة الغامضة هؤلاء الأبطال المجهولين للحرب العالمية الثانية. تلك هي القصة ببساطة يا سادة التي أدركها الأمريكان منذ الحرب العالمية الثانية لعبة الخداع الساعي الي هدم قدرات الشعوب وقوتها والتشكيك الدائم في ما يتم بثه لهم عبر اذاعاتهم ووسائل اعلامهم. بدايات مبكرة لحروب العقل والدماغ تطورت اليوم لتبلغ مداها لتصير المعلومات قنابل متفجرة في الفضاء بلا هوية ولا مصدر ولكنها قادرة علي الفتك بمفهوم الاستقرار و المنطق و الانجاز في زمن بات يرفع شعار تسييح الدماغ لا تسييح الدم ليكون تسييح الدم بيدك أنت.. أنت بعدما تسيح عقلك ويتم التشويش علي ما لديه من منطق. تتذكر تلك الكتيبة و أنت تتابع سيلا من الشائعات التي باتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ما تنفك تنتهي بلبلة شائعة حتي تظهر لك شائعة جديدة لا تعرف مصدرها ولا تفهم منطقها العجيب. الأوقاف ستحصل الفواتير من المصلين في المساجد! وتنتشر الشائعة كالنار في الهشيم دون أن يتوقف أحد ليسأل نفسه وكيف يمكن للأوقاف حصر المصلين الدائمين والمترددين علي المساجد؟ أو كيف ستتعامل معهم في حال ما صلي المواطن صلاة في مسجد وأخري في مسجد آخر؟ الحكومة ستبيع الجنسية المصرية!! يا سادة رفضنا بيعها فيما مضي فما الذي يدفعنا لبيعها اليوم؟ ونتساءل هل اطلع احدكم علي مشروع القانون؟ هل تعلمون ان ما تقدمت به الحكومة هو تعديل في قوانين الاقامة لتسهيل الاستثمار بحيث أن من يأتي للاستثمار في مصر وتقبله الجهات الامنية يمكنه الحصول علي اقامة لمدة خمس سنوات. الاقتصاد المصري ينهار وذاهب في سكة اللاعودة! كيف يا سادة وقد قبل صندوق النقد الدولي منحنا قرضا بقيمة12 مليار دولار علي ثلاث سنوات؟ فلو كان اقتصادنا منهارا فهذا يعني عدم ضمان قدرتنا علي السداد فكيف يمنحوننا هذا المبلغ الضخم؟ كيف والاسواق الخليجية تراهن علينا في تحقيق المكسب؟ وهكذا تنطلق الشائعة تلو الاخري بمنهجية منظمة في ظل استسلام تام لمعلومة تحمل صك المجهول بيقولك! من هذا الذي يقول؟ ولماذا تخلو كلماته من المنطق؟ لا اجابة لدي احد. يا سادة نخوض حرب استنزاف بشعة تغيرت وسائلها و مقوماتها وقوات العدو فيها. لم يعد بحاجة لارسال جيوش لقتالك. سيكتفي بك انت جيشا قاتلا فقط حينما تسيح دماغك فتقرر تسييح دمك ودم من هم من دمك. عملية مضمونة وسهلة ونظيفة وغير مكلفة...فقط يطلق عليك جيش الشبح. وللحديث بقية...