انغمس منذ صغره وسط الأشقياء الخطرين والمسجلين يجوب بصحبتهم شوارع ودروب قريتهم الصغيرة المشهورة بقربها من منطقة الجعافرة بشبين القناطر أكبر مركز لتجمع تجار المواد المخدرة والأسلحة النارية, والتي كانت تعد مرتعا للعصابات والتشكيلات الإجرامية بعيدا عن أعين رجال الأمن لفترات طويلة قبل تطهيرها. عاش سعيد فترة صباه في قريته المعروفة باسم كفر سليمان الور يشاهد تجار المواد المخدرة وحياة الثراء التي يعيشونها وكيف تتبدل أحوالهم المعيشية من فقر مدقع إلي ثراء فاحش فحاول كثيرا الانضمام لهم في صغره وهجر دراسته ولكن ذويه دائما ما كانوا يجبرونه علي استكمال دراسته وإسداء النصح له بتغيير حياته من خلال الحصول علي درجة علمية تضمن له وظيفة بدخل مجز. وبعدما أنهي سعيد مرحلة الثانوية العامة قرر الالتحاق بكلية التجارة لحبه الشديد للأموال حيث تخصص في مجال المحاسبة, وبدأ يستعيد علاقاته بأقرانه من رفقاء السوء وعمل مع الكثير منهم في بدايته في ترويج المواد المخدرة لفترة ثم ابتعد عنهم ورفض الاستمرار في ترويج السموم. اختار الشاب تجارة أخري بعد إنهاء مرحلة التعليم الجامعي وحصوله علي بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة من إحدي الجامعات وعمل في الكثير من المجالات التي لم ترض طموحه وتحقق أحلامه فقرر استغلال الطبيعة الجغرافية لمنطقته والعمل مع التشكيلات العصابية وتجار المواد المخدرة من خلال توفير الذخيرة والأسلحة النارية لهم. عقد تاجر السلاح العديد من الصفقات ذاع معها صيته بين المسجلين وراغبي حمل الأسلحة غير المرخصة وأصبح الجميع يقصدونه للحصول علي الذخيرة والأسلحة النارية حتي تم رصده وإلقاء القبض عليه. كان اللواء مجدي عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية قد عقد اجتماعا مع اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية ضم العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة لمناقشة المعلومات الواردة عن التشكيلات العصابية وآخر التقارير الأمنية عن منطقة الخانكة وتحديد مركز شبين القناطر بعد تطهيره من عتاة الإجرام لمنع عودة ذيولهم وممارسة أنشطه إجرامية. وأثناء الاجتماع عرض العقيد عبد الله جلال بعض التقارير الأمنية التي تفيد عودة تاجر أسلحة وذخيرة يدعي سعيد أحمد45 سنة لممارسة نشاطه الإجرامي واتخاذه من قرية كفر سليمان الور بمركز شبين القناطر وكرا لمزاولة نشاطه المجرم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء دكتور أشرف عبد القادر قاده العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة ضم النقيبين طارق موسي ومحمد محمود معاوني مباحث شبين القناطر لجمع المعلومات اللازمة عن المتهم والقبض عليه متلبسا. وبإرسال العناصر السرية تبين أن المتهم حاصل علي بكالوريوس تجارة ويرتبط بعلاقات متشعبة مع تجار المواد المخدرة والأسلحة النارية حيث يعتبر مصدر ترويج الذخيرة علي العاطلين والمسجلين وحائزي الأسلحة ويمارس نشاط الاتجار في الأسلحة النارية. وأضافت التحريات أن المتهم كان قد توقف عن ممارسة نشاطه الإجرامي ولكنه عاد لتجارته المحرمة منذ فترة وعقد العديد من الصفقات ويحوز كمية كبيرة من الذخيرة الآلية. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن النيابة وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من مقر بؤرة المتهم بكفر سليمان الور والأماكن التي يتردد عليها لمنع هروبه, تمكن خلالها العقيد عبد الله جلال والنقيبان طارق موسي ومحمد محمود من القبض عليه وبتفتيش البؤرة تم العثور علي بندقية آلية و577 طلقة آلية و4 خزن لبنادق آلية ومبلغ92 ألف جنيه. وبمواجهة المتهم اعترف بتجارته في الأسلحة النارية والذخيرة وأن الأموال المضبوطة بحوزته من حصيلة التجارة وبعرضه علي النيابة العامة أمرت بحبسه وتحريز الذخيرة والأموال وإرسال السلاح الناري للمعمل الجنائي بوزارة الداخلية لبيان مدي صلاحيته من عدمه وتولت التحقيق.