حين شرعت في الكتابة حول الاباحية كنت مترددا من سخافة الموضوع وربما الفهم الخاطئ من المتحذلقين: ألم يجد موضوعا سوي الإباحية؟.. هل انتهت مشكلات الإعلام ولم يبق سوي الإباحية؟..لقد خرف الرجل..!!. خطورة الموضوع تجعلني لا ألقي بالا للمتحذلقين وانطلق مباشرة الي التساؤلات التالية: كيف بدأت الإباحية تتسرب الي الإعلام؟..ومن وراء هذه الأفكار الجهنمية؟..وما الأهداف؟..كيف نحمي شبابنا منها؟..كيف نواجهها؟. تجمع كثير من المصادر التي لدينا علي أن الإباحية في الصحافة بدأت مع إصدار مجلتيplayboy وhustler في منتصف القرن العشرين, وتحديدا في1953 ومنذ ذلك الحين, أصبحت الإباحية صناعة, عملا مؤسسيا, تنظيميا, كالشركات تماما, ترعاها جهات لها صلة بدوائر مخابراتية أمريكية وغربية. ومن عجب, أن نجد ذكاء شيطانيا تجلي في قرار مدهش اتخذته مجلةplayboy بالتخلي عن الصور العارية بشكل كامل في أكتوبر2015 بعد أكثر من62 عاما من الإباحية الصريحة لتكتفي بعرض الصور المثيرة شبه العارية كاستراتيجية تستهدف الاندماج مع شبكات التواصل الاجتماعي, مثل فيس بوك, وتويتر, وإنستجرام. وهو ما انعكس علي شعبية المجلة مؤخرا من خلال زيادة حركة المرور علي شبكتها إلي أربعة أضعاف, من4 ملايين إلي16 مليون زائر شهريا.أنظر كيف يفكرون ويمكرون!!. أما الاباحية في السينما ثم في انتاج الفيديو فقد تكفل بهما(PornVally) ويسمي أيضا(SanPornandoValley) يقع هذا الوادي في لوس أنجلوس,بكاليفورنيا, يعمل بالإباحية فيه20 ألف شخص وأصبح منطقة متخصصة في أفلام الكبار منذ عام1970 حتي الآن, أي نحن أمام صناعة كاملة لها اقتصادياتها ورجالها وقواعدها وفنونها وفنانوها تحت عباءة كبيرة واسعة اسمها الحرية والتنوع.. أنت في بلد حر..هذه أمريكا..!!. ومع كل تطور تقني في عالم الاعلام ووسائط الاتصال, يتربع البورنو مطمئنا مستفيدا من امكانات التقنيات الحديثة فمثلا مع ظهور الانترنت, ظهر شيطان آخر من شياطين الإنس نقل الإباحية من السينما والصحافة الي الإنترنت عام2004 وجعلها بين يدي المراهقين بكل بساطة و(ببلاش). لقد أنشأ المغامر الالماني فابيان ثيلمان شركة لتشغيل وإدارة الأفلام الإباحية عبر الإنترنت, والتي أصبحت فيما بعد عملاقا منشئا للمواد الإباحية, مدفوعا بخبرة كبيرة في البرمجة. بحلول عام2012 استحوذت الشركة علي معظم مواقع الإنترنت الأكبر علي الشبكة, وكان هدف فابيان هو السيطرة علي العالم, من خلال احتكار صناعة الإباحية إذ صرح بأنه لو استطاع شراء موقعين مشهورين في هذا المجال, فإنه يكون قد أتم بناء إمبراطورية إباحية عبر الإنترنت, ولكن المالك الفرنسي لأحد الموقعين رفض عروضا وصلت إلي أكثر من120 مليون دولار لشراء الموقع. في أكتوبر2013 باع فابيان حصته في الشركة ب73 مليون يورو, والتي أصبحت في ذلك الوقت أكبر شركة للمواد الإباحية في العالم..باسم جديد وتمتلك حاليا8 من أصل أكبر10 مواقع للإباحية علي الإنترنت, مما جعلها المحتكر الأكبر لهذه الصناعة في العالم. ومن غرائب صناعة الإباحية انها لا تخضع لقواعد الاقتصاد( يبيع ببلاش ويكسب) كيف؟ أقولك: إن كمية الإباحية التي تم إنتاجها ضخمة جدا ومن ثم هناك سبب واضح, ومبرر قوي, لعدم إنتاج إباحية جديدة; لأنه ببساطة كل شيء متاح مجانا علي الإنترنت..أي أن تكلفة مشاهدة الإباحية صفر وبالتالي هذه الصناعة ستموت قريبا..ولكن الواقع عكس ذلك, فالصناعة تزدهر بشكل غير طبيعي, ويتم إنتاج المزيد من المواد الإباحية الجديدة كل يوم, وبتقنيات لم يسبق لها مثيل من قبل!!,( موش فاهم) أفهمك في المقال القادم.