اتهمت السيدة عائشة ظلما بحديث الإفك من المنافقين والكفار ولكن الله جل وعلا أنزل في شأنها آيات برأتها من هذا الظلم والإفك قال تعالي في شأنها وهي الطاهرة النقية الغافلة عن هذا الشأن قال تعالي: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم}(5) النور. ويقول تعالي:{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولي كبده منهم له عذاب عظيم}(11) النور هذه الآيات الكريمة(5,4 من سورة النور) فيها بيان القاذف للمحصنة بالجلد ثمانين جلدة, فإن أقام القاذف بينة علي صحة ما قاله درأ عنه الجلد, أما إذا لم يقم البينة علي صحة ما قال فله ثلاثة أحدهم( أحدها) أن يجلد ثمانين جلدة, والثاني) أن ترد شهادته أبدا( الثالث) أن يكون فاسقا ليس بعدل لا عند الله ولا عند الناس, ثم قال تعالي( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا).. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يخرج لسفر قرع بين نسائه, فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلي الله عليه وسلم, فأقرع بيننا في غزوة غزاها, فخرج فيها سهمي, وخرجت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم( في غزوة بني المصطلق) وذلك بعد ما نزل الحجاب, فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه, فسرنا حتي إذا فرغ رسول الله صلي الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة أذن ليلة بالرحيل, فقمت حين أذن بالرحيل, فثبت حتي جاوز الجيش, فلما قضيت شأني أقبلت علي رحلي, فلمست صدري فإذاعقدلي من جزع ظفار قد انقطع, فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه, وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلوني, فاحتملوا هودجي فرحلوه علي بعيري الذي كنت أركب وهم يحسون اني فيه, قالت: وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم, إنما يأكلن العلقة من الطعام, وكنت جارية حديثة السن, فبعثوا الحمل وساروا, ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش, فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب, فتحت منزلي الذي كنت فيه, وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي, ثم غلبت علي عيناي فنمت, وكان صفوان بن المعطل السلمي قد عرس من وراء الجيش, فأدلج فأصبح عند منزلي, فرأي سواد انسان نائم ثم عرفني فاسترجع, ثم أناخ واحلته فوطئ علي يدها فركبتها فانطلق بقوة علي الراحلة حتي اتينا الجيش عند الظهيرة, فهلك من هلك في شأني, وكان الذي تولي كبره( عبد الله بن ابي سلول) ثم أفاض الناس في حديث الإفك حتي إذا مرضت عائشة وهي لا تشعر بذلك, فخاض في الحديث ثلاثة: مسطح ابن أثاثة, وحمنة بنت جحش وحسان بن ثابت, والذي تولي كبره عبد الله بن ابي سلول ولكن الله برأها من فوق سبع سموات بآيات تتلي عند كل صلاة بعشر آيات نزلت في شأنها. أستاذ التاريخ الإسلامي