أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي ابنة تسع سنين بعد الهجرة إلي المدينة بثمانية أشهر أو أكثر. وكان قد خطبها قبل الهجرة بمكة المكرمة وذلك في شهر شوال. وقد اختارها الله تعالي له لتكون أما من أمهات المؤمنين. وظلت رضي الله عنها تروي الحديث قبل وبعد وفاته حتي روت عنه "2210" ألفين ومائتين وعشرة أحاديث. راعي رسول الله صلي الله عليه وسلم حداثه بينها رعاية كاملة إلا أنه تحري العدل بين زوجاته جميعهن بما فيهن عائشة إلا أن عائشة ابتليت بمحنة الإفك أو حديث الإفك الذي خاض فيه بعض الصحابة دون دليل وساعد علي نشره عبدالله بن ابي رأس المنافقين فنزلت من السماء آيات الله تعالي تبرأها من هذا الإفك فكان حكما من الله تعالي في القرآن الكريم يتلي إناء الليل وأطراف النهار عظمة للمسلمين بعدم الخوض في مثل هذا الحديث حتي لا تهدم الاسر وتطعن النفوس البريئة في شرفها وأقيم الحد علي المتخوضية في هذا الحديث. أفاضت علينا المصادر والمراجع في سرد حديث الإفك بروايات عديدة منها ما روته عائشة رضي الله عنها بقوله: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أفرع بين نسائه فأيتهن خرج ؟؟ خرج معه. فلما كانت غزوة بن المفطلق أفرع بين نسائه كما كان يضع فخرج سهمي عليها. فخرج بي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان النساء إذ ذاك يأكلهن العلق ولم بهجن الحكم ينثقلن. وقالت: وكنت إذا رحل بعيري ويحملوني جلست في هودجي ثم يأتي القوم الذين يرحلون هو ذجي في بعيري ويحملوني فيأخذوني بأسفل الهودج فيرفعونه ويضعونه علي ظهر البعير فيشدونه بالحبال ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به فلما فرغ صلي الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتي إذا كان قريبة من المدينة نزل منزلا فبات فيه بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل. فلما ارتحل الناس خرجت لبعض حاجة وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنقي ولا ادري فلما رجعت إلي الرجل التمسه في عنقي فلم اجده وقد اخذ الناس في الرحيل قالت فرجعت عودي علي بدئي إلي المكان الذي ذهبت إليه التمسه حتي وجدته.. ثم تذكر ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن القوم رحلوا وهم يظنون انها داخل المودج. فلما عادت لم تجدهم فتلفتت بثيابها وجلست مكانها تنتظر ان يعودوا إليها فظهر الصحابي الجليل صعران بن المعطل السلمي وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته. فلم يبت مع الناس في العسكر. فلما رأي السواد الذي ترتديه عائشة عرفها وكان يراها قبل الحجاب فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون أظعينة رسول الله: ثم اخذ رأس البعير واسنا خرجنا ثم قال: ما خلفك رحمك الله. فركبت البعير واخذ يشتد حتي وصل العسكر في الصباح. وكان يسرع في الطريق ليصل وكان الناس قد أقاموا في أماكنهم فارتج العسكر بحديث تأخر عائشة وصفوان بالإفك والظلم ثم مرضت عائشة وهي لا تعلم بهذا الحديث. وظلت عند أبويها لتمرضها أمها. ثم لا فقهت بعد اكثر من بضع وعشرين ليلة اخبرتها أم مسطح به اثاثه بما قاله المتخوضون في حديث الإفك فبكت بكاء شديدا. وكان النبي صلي الله عليه وسلم صامدا افتقدت منه حسب قولها بعض لطفه بها ثم طلب منها ان تتوب إلي الله إن كانت اقترفت إثما فزاد بكائها ودعائها إلي الله تعالي فأنزل الله تعالي فيها: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسوبه شرأ لكم بل هو خير لكم لكل إمريء منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولي كبره منهم له عذاب أليم لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين" النور .12 وفي موضع اخر قال تعالي: "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم" النور .23 ثم أمر الله تعالي بإقامة الحد علي من يخوض في الأعراض دون دليل يقول تعالي: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانية جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" النور 4. .5 وبذلك برأ الله تعالي أم المؤمنين الطاهرة النقية من حديث الإفك. وأقام رسول الله صلي الله عليه وسلم الحد علي كل من خاض فيه وهم: حمنة بنة جحش. ومسطح ابن أثاثه. وحسان بن ثابت. فضربوا ثمانين جلدة ليتوبوا.