في عام2009.. وجهت رسالة إلي السيدة السفيرة مشيرة خطاب وزيرة السكان والهجرة آنذاك, ودفعني إلي توجيه هذه الرسالة ما صرحت به بأن الوزارة سوف تكثف حملاتها الإعلامية لتشجيع الأسرة علي ضبط النسل وتحديد الإنجاب.. واليوم وبعد عشر سنوات.. وبعد أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في يونيو2016 ان عدد سكان مصر بلغ91 مليونا بزيادة قدرها مليون نسمة في6 أشهر.. وقد اعتبر اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز وهو يلعن هذا العدد انه أخطر من الإرهاب. والمعني المباشر لذلك أن سياسات الحكومات المتعاقبة حتي اليوم في التعامل مع هذه المشكلة لم توقف هذا الانفجار السكاني الذي في تقدير الأغلبية العظمي من الخبراء المصدر الرئيسي للأزمات الحياتية التي تواجهها مصر.. التعليم, والصحة, والسكان, البنية التحتية.. الخ, بل انها تمثل تهديدا لجهود ومشروعات التنمية حيث تبتلع هذه الزيادة أي نتيجة تتحقق عن هذه المشروعات. وفي تقديرنا, أن عدم فاعلية السياسات السكانية حتي الآن يعود إلي انها تركز علي ما يسمي بالرسائل الإعلامية, وانشاء بعض المراكز الطبية لإقناع الزوجات بضبط النسل وتقديم بعض الموانع الطبية, وقد عكست بعض الأعمال الأدبية مدي استخفاف الزوجات, وخاصة في الريف, بهذه النصائح والإرشادات.. أما التعامل الفعال مع هذه المشكلة التي تهددنا فلن يتحقق في تقديرنا وتقدير العديد من الخبراء إلا من خلال إجراءات إدارية صارمة تقنع الأسرة المصرية بأن ما تقدمه الدولة من خدمات اجتماعية في التعليم والصحة, ودعم المواد التموينية سيكون مقصورا علي الأسرة ذات الطفلين, ويتوازي مع ذلك تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاما, وتطبيق ذلك بشكل حازم. وفي هذا نذكر بما لجأت إليه دولتان مثل الصين, والهند.. حين أدركتا ان الزيادة السكانية تهدد مشروعاتهما للتنمية, فأخذت الصين بسياسة الأسرة ذات الطفل الواحد, وان كانت قد رفعتها إلي طفلين بعد أن عاد التوازن السكاني, ولجأ مودي رئيس وزراء الهند إلي تعقيم.. نكرر تعقيم..500 مليون سيدة, نخشي ان بعض السياسات الحكومية تجعلنا نتساءل إن كنا جادين حقا في التعامل مع هذه المشكلة, فقد تضمن مشروع الخدمة المدنية منح الزوجة العاملة4 أشهر إجازة بأجر بدلا من3 أشهر(!) واعتبار تأثير العامل الديني علي سلوكيات المجتمع, ومن هنا يبدو أهمية التصدي لمن يدعون وخاصة من البسطاء, أن الدعوة لضبط النسل ضد الدين, والحقيقة ان الإسلام يدعو إلي مجتمع إسلامي قوي وليس مجتمعا تثقله وتضعفه المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. سفير مصري سابق