السكان والمستقبل

تقدمها : ناهد المنشاوي

الخلفة مسئولية.. العيال عزوة.. عايزين الولد.. القرار للحماة وإلا كارت أحمر للزوجة العاصية.. رجال يستعبدون الزوجة والفقر وأوجاعه وأمراض المجتمع من العنف والأدمان.. والنتيجة مزيد من انتاج الأطفال لآباء يعجزون عن إصلاح أحوالهم المعيشية والزوجة مغلوبة علي أمرها.
وأزواج يطالبون بمزيد من الأطفال بحجة قدرتهم علي الأنفاق عليهم.. وآخرون "عايزين نونة يدلعها" حول هذه الأفكار والأمزجة نقرأ ماذا يحدث في البيوت المصرية حول المسألة الانجابية والنمو السكاني.
"نونة" للدلع!!
ايمان حسن بكالوريوس خدمة اجتماعية وربة منزل بالشرقية ولديها من الأبناء ولدان وبنتان تقول إن زوجها يطالبها بالاستمرار في الإنجاب كي يكون لديها طفل أو طفلة في سن الدلع بشكل منتظم!! واستطردت قائلة طبعاً تمسكت بالرفض لأن الحمل والإنجاب حالة صحية تعيشها المرأة فقط بكل آلامها وتداعياتها وبعد الميلاد رعاية المولود والرضاعة والتطعيمات وكل ما يمر وأتحمله في سبيل الرعاية المنتظمة للأسرة كلها. ولو حدث أي تقصير فالرجل أول من يتبرم لذلك فأكتفي بأبنائي الذين رزقنا بهم وأدعو الله أن نستطيع تربيتهم وتعليمهم كما نحلم.
كارت أحمر
نصرة سليمان عاملة نظافة من عزبة خيرالله بمصر القديمة تقول لدي سبعة أبناء 5 بنات وولدين وزوجي رجل "أرزقي" يعمل علي دراعه ومنذ زواجنا رزقنا بأربع بنات بالتتابع وكل مرة حماتي تعلن "فين الولد؟!" وتهدد بزواج ابنها من أخري لتنجب له الولد والكارت الأحمر موجود لأم البنات إلي أن رزقنا بالولد وترتيبه الخامس ثم البنت الخامسة وأصغر الأبناء الولد الثاني. ولن أسامح حماتي وزوجي فهما من فعلا معي هذه الاجراءات والتهديدات حتي أصبحت صحتي عاجزة عن خدمة صغاري.
نقدر نربيهم
بينما تقول رشا عبدالرحمن مهندسة ربه منزل زوجي رجل أعمال ولدينا بنتان وولد وزوجي يطالبني بإنجاب المزيد من الأطفال لأنه يستطيع تربية ضعف عدد أولادنا وهذه النقطة محل خلاف بيننا لدرجة أنه يهددني بالزواج من أخري تسمع كلامه وتنفذه!. كي ينجب مزيدا من الأطفال!!.
الحماة.. قوية
..الدكتورة أميمة عمران أستاذ ورئيس قسم الصحافة بجامعة أسيوط تقول إن صاحب القرار في الانجاب يكون حسب الأسرة ودرجة وعيها وغالباً تكون الحماة ذات الشخصية القوية ويتبعها الابن الزوج في تنفيذ القرار والزوجة تتبع الأوامر. ولذلك ينبغي التوجيه والتوعية بالاتصال الشخصي لأن وسائل الاعلام وما تقدمه من بعض وسائل التوعية أصبحت تقليدية وغير مجدية مع الجمهور المستهدف بالرغم من أن هذه الرسائل المشاهدة والمذاعة ينفق عليها الكثير من الأموال التي يمكن استثمارها بشكل أفضل وبألوان جديدة من التوعية المباشرة من خلال الرائدات الريفيات. والتي يحتاج هذا القطاع إلي تزويده بأعداد مضاعفة لمواكبة التزايد السكاني المستمر ومن المهم أن يدخل علي العمل رجال ولماذا لا يكون لدينا رائد ريفي؟ يخاطب الرجال ويقدم لهم التوعية فمن الظلم أن يعول علي المرأة طول الوقت أنها السبب في المشكلة السكانية وتوجه لها الرسائل الإعلامية بالتوعية. مع أنها دائما هي الطرف الأضعف في المعادلة. فلابد أن يكون المعني التوجيه التوعية المفاتيح لكل من يملك قرار الانجاب الحماة الزوج الزوجة وبالمقابل أن توافر وسائل تنظيم الأسرة في أماكن مغلولة وقريبة من القطاع المستهدف وبالمجان.
..وتضيف د.أميمة ينبغي قراءة الخريطة السكانية جيداً وابتكار مداخل اقناع للناس.
ظروف الأسرة
من خلال الوعي بظروف الأسرة نفسها والأخذ في الاعتبار المفهوم التراثي لكل منطقة. وكذلك مخاطبة الحماة التي تملك مفتاح الحل والعقد في العائلة والعزف علي أوتار التعاطف مع المرأة وضعفها العضوي وكيفية تأثير كثرة الإنجاب علي صحتها وبالتالي علي صحة الأسرة كلها لدينا مراكز للنيل للإعلام والتعليم والاتصال دورها تلاشي لماذا؟. ينبغي تنشيط هذا الدور ليدعم أي برامج توعوية في مجال تنظيم الأسرة أو تغيير الاتجاهات وضرورة النزول إلي الريف لتقديم الرسائل التوعوية بمشاركة رجال الدين علي وجه الخصوص. ومن المهم أن يكون المحاضرون واعين بالخريطة الايموجرافية كي يعدوا رسائل إقناعية مؤثرة خاصة للرجال أصحاب القرار أو الحماة المهددة لزوجة الأبن.
بدأنا صغار
نشوي الطحاوي مدير فرع المجلس القومي للسكان بمحافظة الاسماعيلية تقول إن عدد السكان بالمحافظة يساوي مليون وربع المليون تقريباً وهي تضم 7 مراكز إدارية وبها المدن والريف والبدو. ونحن هنا بالمحافظة في الاستراتيجية السكانية 2030/2015 والتي بدأت بها الاسماعيلية بالفعل بدأنا بتوعية للصغار في المدارس والجامعات إيماناً منا بأن التوعية في الصغر كالنقش علي الحجر بدلاً من الانتظار حتي زواج الشباب ونبدأ في تقديم التوعية لهم من الندوات بالمدارس ومراكز الشباب والجامعات وإن كانت هناك بعض المناطق التي تحتاج إلي تدخل مستمر كالقنطرة شرق من حيث الزواج المبكر والقنطرة غرب والمؤشرات تعطي أن بها أعلي نسب للختان بالمحافظة. والمسألة التوعوية لا تقتصر علي حملات تنظيم الأسرة فقط وإنما يتوازي معها مجهودات وبرامج مستمرة لمحو الأمية ونسعي لأن تكون محافظة الاسماعيلية محافظة بلا أمية لأن التعليم هو المفتاح لتحقيق الانطلاقة المجتمعية والاقتصادية في كل العصور.
وأضافت نشوي أن الحملات التوعوية يدعمها رجل والطبيب والإخصائي الاجتماعي الدراس للخريطة المجتمعية بكل شرائحها من الحضر والريف والبداوة وتقوم الرسائل لكل قطاع بما يتناسب معه.
الفقر الأمية
الزيادة السكانية المطردة المجهضة لأي مجهودات تنموية نتاج طبيعي للفقر والأمية اللذين ينخران في عظام المجتمع حسب رأي جيهان أبوزيد الأمين العام لمؤسسة سالمة التنموية وبنظرة موضوعية علي الخريطة الديموجرافية لمصر نجد الفجوات واسعة جداً بين الريف في الصعيد والريف في الدلتا والمناطق الحضرية. ومازال الريف مثل الغرف المغلقة أمام الكثير ممن يقولون إنهم يسعون لتطويره سواء الحكومات أو منظمات المجتمع المدني. وبالأرقام فإن الصعيد وحده يعطي 40% من المواليد علي مستوي الجمهورية لماذا؟ لأن الفقر هو الحالة الغالبة علي الكثيرين وبحسبة بسيطة سردتها لي احدي السيدات بمحافظة بني سويف ولديها 7 أبناء من الجنسين عندما سألتها لماذا لم تنظيم الإنجاب قالت اللولب ثمنه 30 جنيها و20 جنيها للطبيبة كي يتم تركيبه المبلغ كله 50 جنيها لن أستطيع اقتطاع هذا المبلغ من مزانية الأسرة وأنفقه علي التنظيم فهذا المبلغ يحقق لنا أشياء مختلفة فكيف أحرم عيالي منه وأصرفه علي نفس الكلام والتغريدة الحسابية سمعتها من كثيرات من السيدات بمنطقة المرج بالقاهرة التكلفة العالية التي تتحملها المرأة في حين أن الحكومة ملزمة بتوفير الوسائل لهؤلاء المستهدفات وبالمجان وتصل إليهن حين وجدن.
ومن هنا تؤكد جيهان أن دور الدولة ينقصه بلورة رؤية لصالح تطوير الفئات الأكثر ضعفاً وضرورة التنسيق بين الجهات المختلفة ذات لاصلة بالتوعية خاصة منظمات المجتمع المدني الجادة في هذه الاتجاه. فحتي الآن لم يتحقق القدر المقبول من النتائج للحملات والرسائل المبشرة التي لا تؤدي غرضها مع قطاع المستهدفين بالتغيير فأزمة الأمية مازالت تؤثر في تنظيم الأسرة بالاضافة إلي تنامي العنف عبر الدراما التليفزيوينة التي تقتحم البيوت وتحرض الناس علي كل ما هو ضد المجتمع ونسقه العام. وذلك مع وجود ثقافة ذاتية تحقر المرأة وتستبعدها طول الوقت وتقدم الصور المؤكدة أن المرأة تستخدم كوعاء للإنجاب فقط. ومن خلال جولاتنا التوعوية علي مستوي المحافظات تؤكد السيدات الأكثر فقراً خاصة في الريف بالصعيد أنها لا تنام في يومها أكثر من 5 ساعات ولا تلمس السرير إلا اذا كانت في حالة ميلاد أو مريضة مرضاً تشرف فيه علي الموت!!.
تحت السيطرة
وتنوه جيهان أبوزيد إلي أن المرأة ضحية لزوج مدمن "يغتصبها" تحت تأثير مريضه وتكون النتيجة ميلاد المزيد من الأطفال لرجال غير أمناء علي أنفسهم وأبنائهم وزوجاتهم. ويمكن علاج ذلك بالسيطرة علي المدمنين بعيداً عن زوجاتهم.
الخريطة السكانية تحتاج جدية في معالجة هذه المشكلات وضرورة البدء بجذور هذه المشاكل واقتلاعها والقضاء عليها. وذاك الوقت نكون قد عالجنا المجتمع كله من أمراض اجتماعية خطيرة تجعله منهكاً طول الوقت ويحتاج لمن يأخذ به لبر الأمان.
مستشارك الطبي
حافظي.. علي "الرحم"
آمال حسن
رسالة من القارئة سهير محمود من الفيوم لباب مستشارك الطبي تقول فيها إنها تعاني من نزيف رحمي ويري الأطباء ضرورة الاستئصال للرحم وتقول إنها خائفة علي مستقبلها كزوجة لأن شقيقتها ظهر عليها أعراض سن اليأس بعد استئصال رحمها وهي في عمر الشباب تم عرض الرسالة علي الدكتور عصام عامر استشاري أمراض النساء والتوليد فأجاب قائلاً:
سن "الإياس" أو ما يطلق عليه العامة سن اليأس من المحيض ليس معناه فقد الدورة الشهرية ولكن يعني انتهاء نشاط المبيضين وهو ما يفسر عدم ظهور أعراض سن الإياس من اللاتي يستأصلن أرحامهن لأي سبب من الأسباب في سن مبكرة وذلك لأ المبيضين يعملان بكفاءة في هذه السن ومن هنا لا تظهر أي أعراض من أعراض سن اليأس لأن الهرمونات موجودة رغم عدم حدوث دورة شهرية باستئصال الرحم.
يري الدكتور عصام أنه يجب التأني في اتخاذ قرار استئصال الرحم واعتباره الحل الأخير عن فشل العلاجات الاخري حتي في حالة رغبة السيدة في استئصال الرحم والاكتفاء بعدد معين من الأبناء.. فهناك ابحاث مصرية وعالمية حول استئصال الرحم في السيدات الصغيرات اظهرت أن نسبة تتراوح بين 20% إلي 25% يتأثرن باستئصال الرحم من خلال حدوث توقف تدريجي في نشاط المبيضين خلال عامين من إجراء الاستئصال مما يؤدي إلي ظهور أعراض توقف النشاط الهرموني وهي نفس أعراض سن "الإياس" مثل احمرار الوجه والشعور بالسخونة علي فترات متكررة كما قد تعاني السيدة من جفاف والتهابات بالجهاز التناسلي وقد تشعر أيضا بالتوتر والعصبية ومشاكل العظام والأوعية الدموية.
ينصح الطب بضرورة التأني في اتخاذ قرار استئصال الرحم خاصة إذا كانت السيدة صغيرة السن والبحث عن العلاجات البديلة مثل العلاج الهرموني الذي يساعد علي ضمور الأورام الليفية أما حالات النزيف فيمكن إجراء كي غشاء الرحم او استئصاله.. أما حالات النمو الزائد في بطانة الرحم والتي تؤدي إلي غزارة النزيف فيمكن التدخل باستئصال الزوائد اللحمية بعنق الرحم دون المساس بالرحم!!.
خلال الاجتماع الأول لصندوق رعاية الطفولة والأمومة
د. هالة أبوعلي: مصلحة الأطفال أهم الأولويات..
هبة الشرقاوي
عقد مجلس ادارة صندوق رعاية الطفولة والأمومة اجتماعه الأول برئاسة د.هالة أبوعلي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة وبحضور محمد عشماوي المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر. ود.محمد الأتربي رئيس مجلس ادارة بنك مصر. ود.معتز الألفي رئيس مجلس ادارة مؤسسة الألفي وذلك لمناقشة لائحة النظام الأساسي الخاص بالصندوق والهدف من انشائه اختصاصاته واللوائح التنظيمية والمالية المقترحة للصندوق مع وضع السياسات العامة له.
وأعربت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة ورئيس مجلس ادارة الصندوق علي بالغ ششكرها وتقديرها للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية علي دعمه الكامل لقضايا الطفولة ومطالبته بضرورة تفعيل دور الصندوق للإرتقاء بأوضاع الطفولة والأمومة في مصر واشارت إلي أن الصندوق سيعمل علي دعم الموقف البيئي والاقتصادي والاجتماعي للأطفال واقامة المشروعات الخدمية والتنموية وغيرها التي ترعي شئون الطفولة والأمومة وتمكنهم من الحصول علي حقوقهم.
وناشدت الأمين العام للمجلس ورئيس الصندوق رجال الأعمال والمؤسسات الإسهام في تمويل مشروعات هذا الصندوق من منطلق المسئولية الاجتماعية. وأن الاستثمار في الاطفال الذين هم مستقبل مصر ويمثلون ما يقرب من 40% من عدد السكان. من أجدي الاستثمارات حيث إنهم من سيقومون بقيادة سفينة هذا الوطن في المستقبل. ووعدت بالسعي لدي الجهات المعنية بقضايا الطفولة علي كافة المستويات لوضع مصلحة الأطفال الفضلي علي القمة كأحد اولويات الخطط الاقتصادية والاجتماعية والقرارات المتخذة المنفذة لها.
وزير الصحة : 24 طفلاً لكل 10 سيدات
أهم المبادئي التي تتبناها وزارة الصحة ان السكان هم ثروة مصر الحقيقية وقوتها الناعمة ولكن أن يكونوا قادرين علي العمل والمساهمة في أهداف التنمية.
1⁄4 صرح بهذا د.أحمد عماد راضي وزير الصحة قائلاً إنه منذ أن اطلقت الاستراتيجية القومية للسكان في نوفمبر 2014 التي تحقق التوازن بين المعدل السكاني والمعدل الاقتصادي.. ونحن نعمل علي المساهمة الإيجابية يخصص معدل المواليد وخفض معدل الخصوبة الكلي ليصل إلي 24 طفل لكل 10 سيدات والمعدل الآن هو 35 طفلا لكل 10 سيدات وهذا سيصل بالسكان إلي 118 مليوناً 2030.
واضاف أننا في حاجة إلي زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة من 59% نهدف إلي 71% من 2020 إلي 2030 وأكد وزير الصحة أننا نحاول القضاء علي التفاوت بين النواحي الاقتصادية ونعقد اجتماعات أسبوعية وورش عمل لإزالة المعوقات أما شراكتنا مع 48 جهة معنية من وزارات ومؤسسات.
وأن اختيار يومي قومي للسكان 31 يوليو يهدف إلي مراجعة دورية لملف السكان لتعرف ما تم تنفيذه وما لم يتم لأننا نضعه الآن في قمة أولوياتنا. وأكد أن توجيهات رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بضرورة التحديث والتطوير لبناء الانسان المصري مع زيادة في التنمية وهي عمله واحدة.
فبناء الشخصية المصرية يستوجب التخطيط والاكتفاء بطفلين فقط. خصوصاً أننا وصلنا في يوليو الماضي إلي 91 مليون نسمة ولم تحدث زيادة في الأراضي الزراعية أو المياه وزاد استيراد السلع وهذا أحدث عجز فسنة 2009 كان العجز 44 ملياراً أصبح الآن 74 ملياراً.. والسبب أن نستورد كل المواد الغذائية.
والدعوة لتنبي أسرة صغيرة هي دعوة أفضل لتحسين الحياة. لأن الحكومة تلتزم برنامجا سكانياً كما نص الدستور في المادة 41.
وطالب د.أحمد عماد راضي بضرورة بأن تضع وسائل الاعلام السكان في بؤارة اهتمامها مع حرص الوزارة علي توفير وسائل تنظيم الأسرة لغير القادرين وتشجيع الجمعيات الأهلية علي العمل في هذا المضمار.