بعد24 ساعة من اجتماع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مع القيادات الدينية بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة, لبحث تطوير الخطاب الديني واحتواء أزمة الخطبة المكتوبة وإرجاء العمل بها علم مندوب الأهرام المسائي من مصدر مسئول بوزارة الأوقاف أن الوزارة لم تصدر تعليمات مكتوبة للمديريات بتوجيه الأئمة بعدم الالتزام بالخطبة المكتوبة ولكنها أصدرت تعليمات شفوية بالالتزام بمضمون الخطبة اليوم الذي تم تحديده تحت عنوان الأمن الغذائي. وحول فكرة أكاديمية تأهيل وتدريب الأئمة والوعاظ التي طرحها الإمام الأكبر في اجتماعه بقيادات الأزهر كشف الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أنه من المنتظر أن تتكون الأكاديمية من قسمين: الأول تأهيلي وهو يقبل الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوي أو الإفتاء ممن تخرجوا في الكليات المتخصصة, والفرق بين الدراسة لهؤلاء الدارسين في الأكاديمية وبين الدراسة الجامعية. وأضاف أن الدراسة في الأكاديمية ستركز علي الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية والتأكد من صلاحية الدارس فكريا ونفسيا وعلميا وجسديا من مباشرة العمل الدعوي, حيث سيكون التقدم للوعظ أو الإمامة أو الإفتاء مقصورا علي خريجي الأكاديمية حتي لو كان من أوائل الكليات الشرعية ومدة الدراسة ستة أشهر. وأشاد علماء الأزهر بتقريب وجهات النظر بين الأزهر والأوقاف, مؤكدين عدم التزامهم بموضوع الخطبة المكتوبة لأنها تجميد للدين وليس تجديدا له, مرحبين بقرار إرجاء العمل بالخطبة المكتوبة حسب تصريحات الدكتور محمود مهني عضو هيئة كبار العلماء. وقال عضو هيئة كبار العلماء إن الخطبة المكتوبة تضيع الإبداع والاستنباط واللغة العربية والبلاغة الكلامية التي تقول لكل مقام مقال ولكل حال مقتضاه لأن خطبة القري تخالف خطبة المدن لأن لكل منهم فكره الخاص, موضحا أنه منذ عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي عهد الدولة العباسية لم يخطب صحابي ولا تابعي ولا تابعو التابعين بإحسان من ورقة. وأوضح أن استجابة وزير الأوقاف لشيخ الأزهر أمر إيجابي وكذلك لهيئة كبار العلماء خاصة أنه تلميذ لأعضاء الهيئة, بالإضافة إلي أن الدستور ينص علي أن الأزهر هو المسئول عن الدعوة ووزارة الأوقاف فرع من مؤسسة الأزهر. ومن جانبه, أكد الدكتور محمد أبوهاشم, نائب رئيس جامعة الأزهر, أن مؤسسة الأزهر برئاسة الإمام الأكبر هي المظلة التي يعمل تحتها الجميع لنشر فكر الأزهر الوسطي المعتدل ومحاربة الإرهاب والتطرف, مشيرا إلي أن شيخ الأزهر قادر علي احتواء الجميع لأنهم أبناؤه, نافيا وجود أي خلافات داخل المؤسسة الدينية وأن الأزهر كمؤسسة بجميع أعضائها تعمل ليل نهار علي توضيح صورة الإسلام الحقيقية في كل ربوع الأرض. وأوضح مصدر مسئول بمشيخة الأزهر أن الإمام الأكبر شدد علي القيادات الدينية أمس بضرورة عقد لقاءات دورية خلال الأيام المقبلة لمتابعة تطورات تطوير الخطاب الديني والاتفاق علي الخطط المستقبلية لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية خاصة بالخارج. بينما اكتفي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتعليق بسيط علي هامش مؤتمر صحفي بالقول إن المؤسسة الدينية سوف تشهد تعاونا كبيرا خلال الفترة المقبلة بقيادة شيخ الأزهر.