هناك العديد من الوزراء خلت صحائفهم من انجازات محسوسة سوي من تصريحات مستفزة وبلهاء, تعكس اضمحلال ثقافتهم, وسوء تقدير من اختارهم لهذه المناصب, وانهم أحد أبرز الأسباب في زيادة الحنق والكراهية بأفعالهم وتصريحاتهم وقراراتهم العشوائية, التي لو قيلت في بلد آخر لاسقطتهم وجردتهم من مناصبهم. وزيرة الاستثمار, داليا خورشيد, التي لم تمارس الاستثمار سوي في ابتساماتها, وليس في سيرتها المهنية ما يؤهلها لتولي منصبها إلا علاقتها المتينة بآل ساويرس, وبشخصيات مؤثرة في البنوك العامة,... هذه الوزيرة صدمت كل المصريين في اجتماع لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب, عندما كشفت عن إعداد وزارتها بالتنسيق مع وزارة العدل لمشروع قانون إشهار إفلاس مصر, مبينة ان هذا الإجراء قد يكون خطوة إيجابية لمصر نحو التقدم!! هذه الوزيرة قالت ايضا بأسلوب غير متأدب سياسيا ولا اقتصاديا: هنبسط كل حاجة عشان المستثمرين.. وهنخلي المستثمر يتجوز الفرصة ويخلف منها كمان من أجل دعم الاستثمار والنهوض به! وزير المالية الدكتور عمرو الجارحي هو الآخر فاجأ الشعب, بتأكيده أن هناك مطالبات من بعض المواطنين برفع الدعم عنهم, وزاد في الاستفزاز وقال: والله بعض المواطنين بيطالبوني برفع دعم البنزين عنهم, وبيسألوني ليه بتدينا دعم البنزين وإحنا مش محتاجين.!! وتمضي التصريحات غير المسئولة إلي محطة الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي التي قالت: المواطن المصري الفقير, أكثر استعدادا للتحمل عن المصري الغني, وده اللي لمسته من خلال زياراتي الميدانية من خلال مشروع كرامة وتكافل. وأضافت الوزيرة في كلمتها خلال مشاركتها اجتماع لجنتي القوي العاملة والتضامن الاجتماعي بمجلس النواب: الست المصرية الفقيرة أحسن مية مرة من الست الغنية المدلعة.ولفتت إلي أن تحمل المصريين الفقراء, يأتي من إحساسهم بأن الحكومة تعمل لصالحهم وتنحاز إليه. وسبق لهذه الوزيرة تصريح غاية في الغرابة عندما قالت:إن الجنة فيها موسيقي وباليه, وذلك في إشارة منها إلي رقي الفنون وتأثيرها الإيجابي علي الإنسان!!. أما الفشل بعينه فقد جاء في مطالبة المهندس خالد عبد العزيز زير الشباب والرياضة, طلاب جامعة القاهرة بعدم المواظبة علي حضور المحاضرات وقال بالنص: متقضوهاش مذاكرة بس, أنا لم أكن أحضركل المحاضرات, وصحيح لم أتخرج بتقدير كبير, لكن اصبحت وزيرا يعني ممكن تكون طالب فاشل وتطلع وزير!! ولم يكن وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر بعيدا عن التصريحات المستفزة عندما قال: رفع أسعارفواتيرالكهرباء لا يمثل عبئا علي محدودي الدخل, فهي زيادة تعادل ثمن كوباية شاي علي القهوة, وأن57% من عدد المشتركين البالغ عددهم30 مليونا لن يدفعوا أكثر من13 جنيها زيادة في الأسعار الجديدة كل شهر, رغم دلع البعض منهم بتشغيل التكييف أثناء النوم!! ومن أعجب التصريحات قول محمد سعفان وزير القوي العاملة: بنوفروظائف للشباب في شركات بالقطاع الخاص, بمرتبات تصل إلي ستة آلاف جنيه شهريا, لكننا نفاجأ بأن الشاب يطلب العمل بالحكومة, وهو مفهوم خاطئ تماما وغير ذي جدوي حاليا, بس نعمل ايه في مفهوم الوظيفة الميري اللي الكل عايز يتمرمغ في ترابها, خليهم ينتظروا السراب!! التصريحات ذات الكوميديا السوداء لم تقتصر علي وزراء الجيل الحالي, فقد سبق ان قال وزير المرافق الأسبق عبدالقوي خليفة, ردا علي المطالبات بإعفاء المساجد والكنائس من فاتورة المياه الحكومة معندهاش لله.. واللي يبني مسجد يكلفه من جيبه, وسقطة المستشار احمد الزند التي كانت سببا في إقالته لو النبي غلط سأحبسه!! وليس أسوأ من المسئول الذي يكذب, أو يضلل شعبه, إلا الصحفي الذي يصدق ويدافع, ويطبل له في حارات وأزقة الإعلام المضلل والمخرب, متخذا منهج وزير الدعاية النازية جوبلز القائل: كلما كبرت الكذبة.. كلما سهل تصديقها. ولا أدري متي يدرك جميع مسئولينا أن هذا الإعلام المسيس, وأن هذه الأقلام بكذبها المفضوح لا تخدع أحدا, وأن كون معظم وسائل الإعلام تابعة للدولة, وكتابها أشبه بموظفين لديها, لا يعني أن ما يمارسونه من كذب سيساعد النظام, بل يسيء له ويشوهه!! وللحديث بقية.....