هل لي أن أحكي عن أحلام.. راودتني ذات صيف..؟.. هل لي أن أخبرك يا أمي عن أمنية كان كل مجالها أن أحب وأتعلق بقلب كل نبضه.. أنا؟.. قلب يسألني.. ما بك فيخرس شيطنتي عند مرافئ حلمه..؟ يناديني حبيبتي وألو غضب مني..؟ يطرق جبيني.. ألف مرة.. إن ملت عنه غافلة..؟؟ هل أخبرتك يا أمي عن غد.. أنت أخبرتني أنه الأحسن غدا هذا الذي سيأتي بطيوف الأمس ويطرحها كقرابين لأحلام وشيكة التحقق..! غدا الذي سيأتي ومعه.. الحب حاملا لي شعائر مسروقة من ملة ما اعتنقوها العشاق من قبلي ولا أدركتها صنوف الهوي..؟ فأحب جدا.. وأعشق كل التفاصيل.. حتي ما آلمني منها..!! لطالما حكيت أن الكلام وحدة ومهما كان مقنعا.. لا يعني بأية حال أننا أمام شخصية صادقة التوجه.. لكل ما تقول..! فأحيانا نري مخلوقات لا شيء.. أعذب من حكيهم.. لكنهم مسممو الفكر.. ليس بالضرورة أن يكذبوا.. بل ربما هم أنفسهم يظنون أنهم صادقون لكنهم يؤذوننا من حيث لا يشعرون.. وإنني والله لست بحمل خسائر أكثر..! ليس هذا فحسب ما يدفعني أن أكتب أكثر مما أتكلم مع الآخرين. فمنذ أخبرني السير شكسبير.. أن الدنيا مسرح كبير وأنا أتحاشي الصعود علي أية خشبة.. حتي لو كانت تلك الخشبة ملقاة في شارعنا.. لا أريد أن أبدو كدمية تلهو بها عيون المتفرجين كأنني أتجمد أمام الصخب.. ويا لكثرة ما وجدتني عالقة بالزحام.. لا أتقدم ولا أتأخر..! أظن هذا سبب جيد أعلق عليه دواعي فقداني الشعور بأهمية هذا العالم.. ولكن هنالك سؤال ما أنفك يركلني.. يا أمي( مع من سأشيخ؟).. نعم يا أمي.. مع من سأشيخ أنا..؟ هذا السؤال الذي تسبب في أن أعمد نحو الكتابة والحلم بتعبئة المكتبات بهلوساتي التافهة وبعض ترهات( مع من سأشيخ؟؟).. أتظنين سأجد شريكا يقبل بأنثي قناديل روحها مطفأة تخشي المنعطفات وترهبها الأصوات المرتفعة كبرت وصارت امرأة ناضجة وما زالت لا تشعر بالأمان إلا حين تلتصق بالزاويا..؟ أنا قلبي دقيق للغاية يا أمي.. لا أدري كيف طحنوه وكلما عزمت علي تسويته وجمعه وجدت ثقوبا بصدور الآخرين. تلزمني التسلل من خلالها.. لأعرف أين مكاني..!! نعم يا أمي هذه كل أحلامي.. أن أحب أحدهم وأكبر معه. دون أن أعرف كيف.. ودون أن تطعنني لماذا..؟ تمر أيامي وكلما مررت بعام وجدته يعشقني أكثر.. فنرتب رحلاتنا بالصيف علي ظهر باخرة تغوص بنا في المحيطات دون أن تبتل ثيابنا ونطوق مدفأتنا شتاء.. لنكتب شيئا جديدا.. شريك يغلق عيني بيديه كي لا أري حطام مطبخي علي يديه في خضم معركته لصنع كوبي قهوة صباحية لنا.. أعترف بأنني خائفة من شيء ما.. وكل ما تقدم وقرأتيه.. كنت به أحلم يا أمي.. وإن هي إلا غيمة سرعان ما تبددها شمس.. وهكذا تأتي للناس أحلامها.