اليوم يتسلم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وهي الوظيفة التي تمثل أفضل نهاية في تاريخ أي دبلوماسي عربي. وسيقود أبو الغيط الجامعة العربية في ظروف صعبة وسط مشاعر فقدان الثقة بالجامعة عند اي مواطن عربي ولأن ميثاق جامعة الدول العربية يتطلب تعديلا لابد أن يوافق عليه القادة العرب حتي يكون للجامعة صلاحيات تتجاوز الدول الأعضاء. ولأن تغيير هذا الميثاق بالغ الصعوبة. ولأن الحال سيبقي علي ما هو عليه. فإن أبو الغيط لن يكون في مقدوره أن يحدث الفارق والتغيير والمهم عنده ختام جيد لمشواره الدبلوماسي المليء بالمتناقضات وايضا مليء بالأحداث. في الماضي لم يكن للدروس الخصوصية حضور في الشهادات العامة وكان الطالب المتفوق هو من يساعد زميله في المذاكرة والشرح احيانا ولكن الآن الكل تحت مافيا الدروس الخصوصية وتلك المنظومة هي من الاسباب الاساسية للغش لان الطالب يدفع المال ويتسلم الحصص والمناهج والملخصات دون ان يفهمها وبالتالي مؤكد ان الغش وسيلته في الاختبارات والامتحانات. عموما احداث الثانوية العامة فرصة لتصحيح المنظومة التعليمية فورا ونحاسب الفاشلين قبل ان نطيح بهم ونزيح شلل المستفيدين داخل الوزارة وهم منذ عشرات السنين يتحكمون في الادارات والامتحانات والقبول ومحو الامية والابنية التعليمية ودخلوا بيزنس كبير مع المدارس الخاصة واي وزير لا يستطع التعامل معهم لانهم يهددونه لحظة تسلمه الحقيبة الوزارية. في مظاهرات طلاب الثانوية العامة ظهرت فئات علي حقيقتها بتجاوزات مع الطلاب الذين خرجوا للبحث عن مصيرهم وليس ارهاب كما قال البعض وايضا الطلاب ليسوا مجرمين كما قال السفهاء وايضا ليسوا خريجي أحداث كما تعامل معهم امناء الشرطة وبعض الضباط. في كواليس كنترول الدبلومات الفنية كوارث اهمها عدد الراسبين والذي وصل الي250 الفا وعلامات استفهام لتأخر اعلان النتيجة وواضح ان هناك لعبة ما تتم. ونحن نحتفل بذكري30 يونيو تصدر المشهد مجموعة اغلبها للنظام السابق وبعضها من الوجوه الجديدة للعبة السياسية لم يكن لهم اية ادوار في30 يونيو وطبعا تلك الشخصيات في مجالات مختلفة ولا تعرف اننا رتبنا اوراقنا اقليميا وكشفنا كل المؤامرات وابتعدنا بالبلد عن ما لا يحمد عقباه ولكن للاسف الشديد وبعد مرور ثلاث سنوات نجد هؤلاء: ابو هشيمة كرجل اعمال وحسام بدراوي كرجل تعليم وهاني ابو ريدة كرجل كورة وبكري وهيكل وابو حامد كنواب وغيرهم من الشخصيات الامنية والاعلامية. كنت اتمني ان نحتفي بالذكري ونحن لا نعاني تسريبات امتحانات ولا ازمة مياه ري ومياه شرب ولا انقطاع تيار كهربائي في المحافظات ولا ازمة سكن في منظومة الاسكان الاجتماعي الغريبة وغير المفهومة ونحتفل ونحن في تصالح مع انفسنا في شهر رمضان ولكن مازلنا نكره بعضنا البعض ولانتمني الخير للآخرين ونبحث عن المصالح فكيف نحتفل ونحن في تصالح. ايضا كنا نأمل الاحتفال بافتتاح اي مشروعات خدمية كمستشفي او مدرسة لان ماسبق افتتاحه كان طرقا وكباري. كنا نأمل الاحتفال وقد انهينا ملف تجديد الخطاب الديني ونحتفي به في احتفالية ليلة القدر التي تواكبت مع الذكري ولكن احتفاليات الاوقاف لا علاقة لها بالخطاب الديني من اساسه لانها شو للوزير والقيادات. كنا نأمل الاحتفاء وقد انتهينا من التشريعات في البرلمان وانطلقنا للعمل بظل القوانين الجديدة. الاهم كنا نأمل الاحتفاء بلا اعباء علي المواطنين كاسعار سلع او معاشات او زيادة رسوم او فواتير.