كانت لها رهبة يخشاها الجميع ويحسب لها ألف حساب وبمجرد سماع سيرتها كانت تدخل الروع في نفوسنا سواء للمستعد لها أو غير المستعد. فهي بمثابة المصير والذي علي أساسه يتحدد المستقبل ومشوار الحياة. ولكن مع الثورة للأسف زالت تلك الرهبة وذابت الهيبة وباتت كأنها لا شيء. فقد عرفوا نهايتها ساعد علي ذلك عدم وجود فرص العمل والجلوس في البيت بالسنوات لينضم إلي قافلة العاطلين وان الشهادة التي حصل عليها مجرد ورقة يتم وضعها في برواز يعلق علي الحائط ليقال ان فلانا حصل علي درجة علمية. انها الامتحانات والتي كنا ومازلنا نقول "في الامتحان يكرم المرء أو يهان".. فهي حصاد العام أو المشوار الذي يتوج به رحلة التعليم ويتحدد المصير النهائي بالعرق والجهد الحقيقي. ولكن للأسف يحاول البعض النجاح بسهولة وبدون مجهود. وهذا ما نراه في السنوات الأخيرة خاصة هذا العام. فقد زاد الشيء عن حده وصار الغش بعد ان كان فرديا أو علي استحياء.. صار جماعيا وبالعافية. وهذه ظاهرة تتفشي في المجتمع رغم ان ديننا الحنيف يمقتها ويحذرنا منها والحديث الشريف يقول "من غشنا فليس منا" وذلك لخطورة الغش وأثره السلبي علينا جميعا. الحقيقة ما نسمع أو نقرأ عنه منذ بدء الامتحانات وللآن يندي له الجبين. فالغش أصبح بالقوة الجبرية وبالتهديد ووصل الحد إلي ضرب الملاحظين داخل اللجان بالمطاوي. إذا ما حاول منع أي غشاش. والغريب ان اللجنة باتت وكأنها في البيت يخرج فيها الطالب الكتب والمذكرات والملخصات وليست "البراشيم" كما كان في السابق. بل وصل الغش بأقلام خاصة بها كاميرات تقوم بتصوير الأسئلة ويتم ارسالها للطرف الآخر ليتولي الإجابة عليها وغيرها من وسائل الغش المبتكرة. وهذا ما نوهت له "الجمهورية" وحذرت من تلك الوسائل خاصة في امتحانات الثانوية العامة وصار الملاحظ يخشي علي نفسه إذا ما غض الطرف و"طنش" علي تلك الممارسات. بينما لجأ بعض عديمي الضمير من المراقبين إلي فرض اتاوة مادية وصلت إلي 100 جنيه من كل طالب في اللجنة لمساعدته في الغش وهذه سابقة خطيرة لم نسمع عنها من قبل وما خفي كان أعظم خاصة في امتحانات الدبلومات الفنية. الغريب كل هذا والأمن غائب عن الوعي وعاجز عن فعل شيء. وبقي أن يدخل أولياء الأمور والمدرسون إلي اللجان للجلوس بجوار الطلاب والكتابة بدلا منهم في ورقة الامتحان والأغرب انه رغم كل هذه الفوضي والبلطجة لا يعرف الكثير من الطلاب الغش من الكتب التي معه لأن الكثير منهم ببساطة لا يعرف من الكتابة سوي اسمه. فكيف له الإجابة؟ وقد بلغ الإهمال واللامبالاة قيام البعض بكتابة الأغاني أو السب والشتم علي ورقة الإجابة بدلا من حل الأسئلة وقيام البعض بتمزيق أوراق الإجابة وغيرها من المهازل التي تنذر بالخطر علي مستقبل ومصير البلاد في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة إلي التطوير والتنمية وهذا لا يتأتي إلا بالعقول النابهة والقادرة علي مسايرة الأمم المتقدمة. صراحة نحن في خطر ومقبلون علي مستقبل ضبابي لا تحمد عقباه. فالنهضة لا تقوم علي العقول الخربة والبناء لا يستقيم علي الغشاشين. لذا مطلوب الضرب بيد من حديد علي هؤلاء الغشاشين وعلي من يساعدهم في ذلك. وهذا لا يتأتي إلا بتشديد الرقابة خارج وداخل اللجان وحرمان الغشاش بل وفصله إذا ما كان الغش مقترناً بالعنف. وانه يجب علي الأهالي المساعدة في القضاء علي ظاهرة الغش حرصا علي مستقبل أولادهم وكذلك الدولة. لأن سهام الغش ستمتد إلي نحورهم ولا يجنون إلا الخسارة والتخلف عن الركب. لأن من بين هؤلاء الغشاشين سيتخرج الفني والمهندس والمدرس والطبيب وغيرهم ممن لا يعرفون شيئا عن طبيعة عملهم سوي القشور. الأمر الذي يعرضنا للخطر. ففاقد الشيء لا يعطيه وحسنا ما فعله وزير التعليم بإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية وياريت يتم الاتجاه إلي زيادة درجات أعمال السنة والإكثار من التقويم الشهري لمستوي الطالب حتي تفوت الفرصة علي الغشاشين وأيضا بتغيير المنظومة التعليمية والإكثار من الامتحانات الشفهية وعمل الأبحاث العلمية في جميع المواد بالمراحل التعليمية ليظل الطالب مرتبطا بالمدرسة طوال العام وليعلم ان امتحان نهاية العام ليس آخر المطاف وان كان هذا فرصة لأباطرة الدروس الخصوصية وهذا ما سنتحدث عنه فيما بعد. .. وأخيرا: ** يا ريت ينتظم التيار الكهربائي أيام الامتحانات. ** الدعوة برفض دفع فواتير الكهرباء.. بلطجة. ** اثيوبيا بدأت تحويل مجري النيل الأزرق.. ونحن نتفرج..! ** بالمناسبة مشروع الضبعة النووي.. وصل لفين..؟! ** وزير الكهرباء يهدد بقطع رقبة أي مسئول عن فصل التيار.. يا جامد..! * معقول سيتم إخلاء مباني مجلس الوزراء والبرلمان و3 وزارات لتحويل وسط القاهرة لمركز ثقافي وحضاري..!