سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسلام والبناء المجتمعي للأمة إبراهيم نجم: للدين أخلاقيات إذا التزم بها الناس أقاموا مجتمعا فاضلا
عمر الديب: القرآن أكد أن الناس متساوون لأنهم إخوة في الإنسانية
صلاح زيدان: الإسلام جعل للفقراء حقا في أموال الأغنياء
الإسلام هو الدين الذي اقتضاه الله للبشرية ليقوم بإصلاحها اجتماعيا واقتصاديا وفكريا ونفسيا وقال تعالي: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا, فقد علم الناس الصدق والأمانة وحب الغير والتصدق علي الفقراء وغير ذلك الكثير وأكد علماء الدين الدور الكبير الذي لعبه الإسلام لتخرج الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت علي الناس علي الأرض. أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن الإسلام كان شديد الحرص علي أن يقيم مجتمعا قويما مستقرا يسود فيه الود والترابط بين أفراده, بل وجعل ذلك أمرا تعبديا يثاب عليه حتي يستطيعوا القيام بمهمة استخلاف الله سبحانه وتعالي للإنسان في الأرض وعمارتها. وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن التعاليم الإسلامية حثت الفرد المسلم علي أن يحب الخير لغيره ويسعي في قضاء حوائجهم وأن يتعاملوا فيما بينهم بود وأخوة, مما يبني علاقات تبادلية طيبة بين أبناء المجتمع الواحد . وأشار إلي أن الإسلام دعا أفراده إلي كثير من الأخلاقيات التي إذا التزم بها الناس أقاموا مجتمعا فاضلا, فأكد الإسلام المساواه بين البشر جميعا فلا فضل لأحد علي أخر إلا بالتقوي, كما دعا إلي ترك الكسل والتواكل وحث علي العمل والبناء والتعلم. وأضاف أن البناء المجتمعي في الإسلام أسس علي قواعد وأخلاقيات ثابته تساعد بشكل كبير في أن يكون المجتمع مترابطا ومن هذه الأخلاقيات صلة الأرحام وحفظ حق الجار حتي ولو لم يكن مسلما, والكسب من حلال والبعد عن الرذائل وكل فعل مذموم. حتي العمل التطوعي الذي يسهم في تطوير المجتمع هو أمر حث عليه الإسلام وجعله من التصدق, فورد عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: علي كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق, قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف, قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير, قيل: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقه. وأضاف أن الإسلام كذلك دعا إلي إصلاح ذات البين وحل الخلافات بين الناس, بدءا من الخلافات الزوجية وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما, وحتي الإصلاح بين المتخاصمين من الناس, يقول تعالي:( فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم . وأوضح د. نجم أن التكافل الاجتماعي من الأمور التي حث عليها الشرع الشريف وشرع لذلك عبادات كثيرة منها الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام, وهي عبادة عظيمة تعمل علي نشر التآلف والتراحم بين المسلمين غنيهم وفقيرهم, مما يجعل المجتمع مجتمعا راقيا متكاتفا لا تعكره الشحناء والبغضاء. ويقول الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر سابقا إن الإسلام حث علي بناء الأوطان وتكاتف المجتمع بكل فئاته, فالقرآن نبه علي أن الناس جميعا متساوون لأنهم جميعا إخوة في الإنسانية, خلقوا من أب واحد وهو آدم وأم واحدة هي حواء ولهذا كان التكاتف والتآلف لازما بين أفراد المجتمع وضروريا أيضا من أجل تنميته وتقدمه والأخذ بأساليب التقدم عن طريق نشر العلم, فلن يبني وطن دون أن يتعلم أبناؤه وكذلك بناء المصانع والنهضة الاقتصادية لأن الشاعر العربي قال بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك علي جهل وإقلال, فلو كان هناك جهل أو فقر وضعف في الاقتصاد فلن يكون هناك أيضا وطن قوي فأي وطن قوي لابد ان يتوافر فيه عنصرا التعليم والاقتصاد القوي ومن أجل مجتمع متماسك وقوي لابد من تماسك الناس قال تعالي يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وهذا يؤكد أن الناس جميعا إخوة في الإنسانية لأنهم جميعا خلقوا من نفس واحدة, ولابد أن يتكاتف الناس جميعا لتنمو أوطانهم وتتقدم وتأخذ مكانتها علي خريطة الدول. وقال الدكتور صلاح زيدان أستاذ أصول الدين ان ربنا كلف رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يخرج من الأمة العربية المتخلفة خير أمة أخرجت للناس علي الأرض جميعا, فتلك المسئولية الضخمة التي ألقيت علي كاهل الرسول كانت لأن الأمة العربية قبل الإسلام كانت ضائعة متخلفة تعبد الأصنام والحجارة وتملؤها الحروب ويشرب أهلها الخمور ويلعبون الميسر وساد الجهل والظلام حياتهم وبناء عليه كلف الرسول ص بأخذ أيديهم ليسير بهم ناحية النور والترقي بعقائدهم ليعبدو الله الواحد الأحد الفرد الصمد بعقيدة صحيحة, وأستكمل زيدان: لقد أرس الإسلام في الناس أن يؤمنوا بكافة أنبياء الله ورسله ليكون الإسلام ذات نظرة عالمية وشاملة, ثم شرع لهم من العبادات كالصيام والصلاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ليربط الإنسان بربه وعندما يرتقي الإنسان بربه يرتقي بكل حياته فيصير عبدا ربانيا موصولا بالله عز وجل وكذلك ألف بين صفوف المسلمين ليصيروا علي قلب رجل واحد, النساء شقائق الرجال لكل منهم وجباته وحقوقه حتي صار الناس أمة واحدة إذا مس أحدهم الضر مس الجميع لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه, كما جعل الإسلام للفقراء حقا في أموال الأغنياء فأدي الأغنياء ما عليهم حتي أصبح لا يوجد من يستحق المساعدة ثم دعاهم إلي التعلم والتأمل والنظر في الكون حتي صارت أرقي أمة وخير أمة أخرجت للناس سعدت بدينها يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون شرع الله وسعدت البشرية كلها بها.