لست أدري أي يد خفية, تتحرك بالشر والسوء, تضرب هذا البلد, تحول الثورة المشرقة, إلي فوضي مقلقة ثم الي فتنة مدمرة؟ تعالوا نقطع هذه اليد, نقطع عليها الطريق. نفسد هذا المخطط اللئيم الخبيث. ليست لوطني شريف مصلحة في التردد او التهاون او الصمت هذه الايادي الخبيثة لاتستثني أحدا, تستهدفنا جميعا. الثورة هي نقيض الفتنة الطائفية, جمعتنا علي المبدأ الخالد: الدين لله والوطن للجميع, أعادت صفحتنا البيضاء التي وحدت صفوفنا في مواجهة الاستعمار البريطاني, ارتفع الهلال مع الصليب, نطقت كلمة الحق وارتفعت راية الحرية بآيات القرآن والانجيل, هذه هي مصر وهؤلاء هم المصريون. الكنيسة عندنا هي قلعة للايمان, وحصن للوطن, ومهد للحرية والاستقلال, ومن لم يقرأ تاريخ الكنيسة المصرية فإنه ناقص المعرفة وناقص التكوين معا. الكنيسة بعطائها الايماني والوطني هي ملك لنا جميعا, هي بوابة من بوابات الشرف التي تميز خصوصية الحضارة المصرية... الكنيسة عندنا هي حرم مقدس, وبلاط للعقيدة ومأوي للتقوي والورع, ورجالها من رهبان ومن قساوسة هم من شهود الله علي الأرض, يحملون ميراث المسيح عليه السلام, وهو ميراث دفع اجيالا من الانسانية نحو نسق من القيم والفضائل والاخلاق الكريمة, التي غدت رافدا حيا من روافد العمق الانساني لبني البشر علي امتداد الوجود كله, الكنيسة المصرية ليست مجرد دار عبادة نسمح بها اولا نسمح, نتأدب عندها او نسيء الأدب, هي وديعة من ودائع الله علي الارض, وهي رائعة من روائع الإيمان في مسيرة هذا الوطن, هي ليست مقابلا ولا مضادا للمسجد, كلاهما ينسج انشودة الابتهال واللجوء الي الله, في زمن الناس احوج مايكونون الي التشبث بمضمون روحي له معني, يضفي علي الحياة قيمة, ويهذب من خصال العداوة والتوحش الكامنة في ضعف النفوس. إسكات الأقباط بالترضية والاعتذارات وقصائد الوحدة وذكريات التعايش, لن يكون حلا. والحديث المكرر عن المواطنة والأيادي الخارجية, يجب ان يصحبه تطبيق عملي. وطن واحد, يتأسس علي حرية العبادة حقا مطلقا للأفراد والجماعات, عدالة ناجزة تحميها قوة القانون الحازم هي وحدها السد المنيع أمام الأيدي الخارجية, والأيدي الخفية, وساعتها سوف نري كل الأيادي تحت الضوء الكاشف.