يقول الرسول الكريم عليه السلام: الدنيا سجن المؤمن.. كل يوم يمر بي بأحداثه وتأثيراته علي وعلي من اعرف اري وادرك معاني ذلك الحديث وتقل رهبة الموت بداخلي.المؤمن يجب ألا يخاف من موته أو موت احد احبابه.بالعكس يجب ان يتقبل الامروالقول الذي كنت استمع له منذ صغري وهو تعازي الناس عند موت عزيز أو عزيزة: ده استريح من الدنيا وهمومها هذا قول حق وجميل ومعبر, بناء عليه فإن الموت هو ليس إلا يوم رحيل وإفراج الي دار خير من هذه الدنيا والي صحبة افضل ممن هم موجودون في هذه الدنيا. في هذه الدنيا نحن نعرف المعاصرين لنا وعندما نموت نقابل السابقين لنا وعندما نبعث نقابل السابقين والآخرين.. الحياة لا تنقطع نتيجة الموت الذي هو عبارة عن تغيير طوري بلغة العلم اللهم لا تجعل الدنيا غاية همنا ومبلغ علمنا وافرغ علينا السكينة وارحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض وسهل علينا سكرات الموت واهدنا صراطك المستقيم ومتعنا بكل الطيب في الدنيا وارزقنا الجنة في الآخرة. معني هذا الحديث أن الدنيا مهما عظم نعيمها وطابت أيامها وزهت مساكنها فإنها للمؤمن بمنزلة السجن لأن المؤمن يتطلع إلي نعيم أفضل وأكمل وأعلي وأما بالنسبة للكافر فإنها جنته لأنه ينعم فيها وينسي الآخرة ويكون كما قال الله تعالي فيهم( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوي لهم) والكافر إذا مات لا يجد أمامه إلا النار والعياذ بالله ولهذا كانت الدنيا علي ما فيها من التمغيص والكدر والهموم والغموم بالنسبة للكافر جنة لأنه ينتقل منها إلي عذاب النار والعياذ بالله فالنار بالنسبة له بمنزلة الجنة ويذكر عن ابن حجر العسقلاني- رحمه الله- صاحب فتح الباري وكان هو قاضي قضاة مصر في وقته أنه كان يمر بالسوق علي العربة في موكب فاستوقفه ذات يوم رجل من اليهود وقال له إن نبيكم يقول إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وكيف ذلك وأنت في هذا الترف والاحتفاء وأنا في غاية ما يكون من الفقر والذل فكيف ذلك فقال له ابن حجر رحمه الله أنا وإن كنت كما تري من الاحتفاء والخدم فهو بالنسبة لي بما يحصل للمؤمن من نعيم الجنة كالسجن وأنت بما أنت فيه من هذا الفقر والذل بالنسبة لما يلقاه الكافر في النار بمنزلة الجنة فأعجب اليهودي هذا الكلام وشهد شهادة الحق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.