اتسمت المحليات في معظم الأوقات بانتشار الإهمال والفساد والوساطة, حتي أطلق عليها سرطان الإهمال, وجاءت ثورة25 يناير لتقلب الموازين رأسا علي عقب, وتصحح الأوضاع الخاطئة, فهل تحظي المحليات بنصيب من هذا التصحيح؟ حي شبرا الخيمة يقطنه أكثر من مليوني مواطن, جميعهم يعانون الإهمال, فعلي بعد أمتار من حي غرب شبرا الخيمة وأمام محطة القطار تفاجأ بمواقف السيارات العشوائية, وانتشار باعة جائلين, ولكي تتمكن من دخول ميدان المؤسسة أمامك طريقان, إما عبور كوبري محطة القطار الذي يعد شارعا تجاريا للباعة والمتسولين, أو نفق عبور المشاة حيث لا يختلف الأمر كثيرا عن الكوبري. بدأت الخطوات الأولي لتحقيقات الأهرام المسائي بميدان المؤسسة, وقبل الوصول إلي موقف أتوبيسات النقل العام المحاط بأكوام القمامة, بدت الخطوات في غاية الصعوبة عند عبور الأسواق العشوائية المنتشرة بصورة غير طبيعية, علي الرغم من وجود أكثر من خمسين محلا تم تخصيصها من قبل الحي للباعة, معظمها مغلق, وبالاستفسار عن السبب اتضح أنها مؤجرة بمبلغ خمسين جنيها من الحي, ويتم تأجيرها من الباطن كمخازن, أو لأغراض أخري, فلماذا لا يقوم الحي بإلزام التجار بفتح هذه المحال ليتم القضاء علي عشوائية الأسواق وإعادة تخطيط الميدان؟ وبعد عشوائية الأسواق ومواقف الميكروباص وعلي بعد أمتار تجد أكوام القمامة مجمعة في أماكن متفرقة من الطريق, حيث كانت مجموعة من الشباب تقوم بأعمال النظافة, وبسؤالهم قالوا: إحنا شباب شبرا الخيمة غير تابعين لأي حزب أو شخص, وليس لنا انتماء إلا لمصر, وبسؤال أحدهم عن دور الحي ومدي الخدمات التي يقدمها؟ بدأ الكلام أحمد علي بأنهم لا يعلمون شيئا عن المحليات, ولا مواعيد انتخابات المجالس الشعبية, كما أن الحي مغيب تماما عن مشكلاتهم, ويعتبر المنطقة من العشوائيات, وجميع أعمال النظافة تقتصر علي الشوارع الرئيسية. رشوة مقنعة ويقول محمد يوسف: إنه دخل الحي لاستخراج تصريح لإقامة فرح أمام المنزل بمبلغ200 جنيه, لكنه وجد عاملا داخل الحي ساعده علي استخراج التصريح بربع المبلغ, ويتساءل عن مدي مشروعية دفع هذا المبلغ؟ خاصة أنه لا توجد ضوابط تحدد قيمة معينة, كما يطالب بإلغاء هذا البند لأنه رشوة, وهذا ما لن يقبل به بعد الآن. ويضيف أنه توجه بعد الثورة للحصول علي مساعدات في التخلص من القمامة, لكنهم رفضوا في البداية التعاون لعدم وجود سيارات لنقل المخلفات, وبعد محاولات متعددة تم توفير سيارة لنقل ما تم تجميعه مع عدم توفير عمال نظافة. ويقول إسلام محمد: إن الحي غير موجود داخل شارع أحمد عرابي, ولا توجد أي صناديق قمامة منذ أكثر من خمس سنوات, وإن اللودر لا يأتي إلا مرتين في الأسبوع علي الأكثر, كما أن الشارع يعاني مشكلة العشوائية في المرور, وتمت إزالة الرصيف الذي كان يوجد في منتصف الطريق لتوسعته وجعله اتجاها واحدا مع استخدام الطريق الموازي لتقليل الزحام, لكن لم يحدث شيء حتي الآن, كما لا يوجد رجل مرور لتنظيم الحركة والحد من المواقف العشوائية. أما محمد خليل فيقول: إن الأسواق العشوائية منتشرة أمام المحليات, وكان يتم تجميع الإتاوات من البائعين, كما أن معظم الطرق لدينا غير مرصوفة, والذي يتم رصفه يكون عن طريق أعضاء مجلس الشعب, أو في أماكن إقامتهم. ويقول إبراهيم علي( صاحب محل): إن تجديد تراخيص المحال كان يتم للمعارف والمحاسيب فقط, ويضيف أنه لم يصرف معاش والده إلا بعد تسعة أشهر من تاريخ الوفاة, مشيرا إلي استحقاقه صرف معاش عن شهر يونيو لعام2008, ولم يصرف حتي الآن, لأن الموظف المختص غير موجود, ويتمني إبراهيم أن يعامل المواطنون معاملة حسنة داخل الأحياء, وأن تسود روح التفاهم بين الشعب والحكومة بحيث تراعي كل فئة الأخري. ويقول محمد رسمي: شارع ترعة الشبوري يعاني من الفوضي والعشوائيات لانتشار الباعة بداخله, واستيلاء أصحاب المحال علي مساحات أمام المحل, وكل هذا يتم علي مرأي ومسمع من الحي دون أي رد فعل, موضحا أن هذا الشارع منطقة محرمة علي السيارات لشدة الزحام, أما الإنارة فهي أساس المشكلات حيث لا توجد إلا علي مسافات متباعدة.