تجدد الجدل حول آليات اختيار القيادات الجامعية بعد مرور عامين علي تطبيق نظام اختيار القيادات الجامعية, حيث عبر عدد كبير من أعضاء التدريس خلال الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من ذلك النظام بسبب خلو كثير من مقاعد عمداء الكليات لشهور نتيجة تأخر التعيين والتوسع في تعيين القائمين بأعمال العمداء,وانتشار أقاويل عن تدخلات لكبار المسئولين عن التعليم العالي في ترشيحات لجان الاختيار أو عرقلة صدور قرارات التعيين لإعادة فتح الباب للترشح في بعض الحالات. وقال الدكتور عبدالله سرور وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر: إن نظاماختيار القيادات الجامعية تم تفريغه من هدف وضعه وتحول في الشهور الماضية إلي باب كبير لممارسات فاسدة في اختيار القيادات الجامعية, مشيرا إلي أن الآليات التي وضعها المجلس الأعلي للجامعات للنظام جعلت الاختيار يصب في اتجاه توريث المناصب الجامعية بين تكتلات المصالح أو إعادة اختيار القيادات التي تم وضع النظام أساسا لمراجعة طريق اختيارها. ومن جانبه كشف مصدر مسئول بوزارة التعليم العالي عن تأخر تعيين العشرات من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات الذين تم رفع تقارير ترشيحهم إلي الوزير لأسباب مجهولة, فضلا عن صدور قرارات متخبطة من جانب وزير التعليم العالي في تعيين القائمين بشغل المناصب الجامعية علي غرار ما حدث في جامعة سوهاج مؤخرا, بعد استبعاد الوزير الدكتور أنيس شيحة من منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة بعد14 يوما فقط من تعيينه, متعللا بانتهاء مدته القانونية التي كانت معلومة له منذ البداية, وكذلك واقعة تعيينه الدكتور خالد عبدالباري قائما بأعمال رئيس جامعة الزقازيق بعد إصابة الدكتور عبدالحكيم نور الدين ثم تراجعه عن القرار بعد ساعات قليلة من إصداره واستمرار عبدالحكيم في منصبه شهرين إضافيين, حتي صدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين الدكتور خالد عبدالباري رئيسا للجامعة. وقال المصدر: إن الفترة الماضية شهدت تعيين عدد كبير من أعضاء التدريس كقائمين بأعمال عمداء الكليات بسبب تأخر الوزارة في رفع الأسماء المرشحة لتلك المناصب إلي الجهات المعنية لاعتماد التعيين بما يؤدي إلي إعادة فتح باب الترشح مجددا في بعض الحالات وإدارة الكليات عن طريق قائمين بالأعمال مهددين بإلغاء قراراتهم في أي لحظة. وأشار المصدر إلي أن النموذج الأكبر علي فساد نظام اختيار القيادات الجامعية ما يحدث حاليا في جامعة سوهاج التي تم رفع أسماء مرشحي رئاسة الجامعة ومن بينهم الدكتور نبيل نور الدين رئيس الجامعة السابق قبل أكثر من شهر إلي الوزير وكذلك واقعة المرشحين لشغل منصب عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة الذين تم رفع أسمائهم قبل3 أشهر للوزارة ولم يتم البت فيها حتي الآن. وأوضح المصدر أنه في حالة الدكتور نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج, فإن الوزير تلقي تقريرا حول استفادة ابنة رئيس الجامعة السابق والمرشح الحالي للمنصب من قرار اتخذته الجامعة حال رئاسة والدها بالحصول علي10 درجات وضعتها علي رأس دفعتها وحرمت منافسين لها من تجاوزها بسبب تطبيق الزيادة عليها وعلي زملائها بشروط مقيدة منعت المتفوقين عليها من الحصول علي كامل الدرجة المضافة للفرقة الدراسية. وأضاف: أما بالنسبة لواقعة كلية الهندسة جامعة القاهرة فإن الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي أعاق رفع قائمة الأسماء التي رشحتها اللجنة منذ شهور دون سبب واضح, الأمر الذي سيترتب عليه استمرار العميد الحالي في منصبه كقائم بالأعمال رغم كونه أحد المرشحين المتنافسين علي المنصب, مشيرا إلي أن تلك الواقعة تثير شبهات حول تعمد حدوث التأخير لأن العميد الحالي لم يكن ترتيبه الأول بين المرشحين الثلاثة الذين اختارتهم لجنة القيادات الجامعية التي تضم وزيرين سابقين من نفس الكلية.