تحتضن القاهرة غدا السبت بمكتبة وسينما المستقبل بمصر الجديدة مسابقة الأقلام الواعدة في موسمها الثالث التي تنظمها الكاتبة السعودية عبير سمكري تحت رعاية جريدة الأهرام المسائي والتي تهدف إلي احتضان ورعاية شباب المبدعين علي مستوي العالم العربي حيث تعتبر عبير سمكري نفسها سعودية الهوية ومصرية الهوي, وهو ما جعلها تقيم هذه المسابقة علي أرض مصر علي مدار ثلاث سنوات كاملة. وتقول عبير سمكري إن فكرة المسابقة انطلقت بهدف تقديم الدعم والمساعدة لكل الموهوبين في مجال الشعر وذلك بعد أن لمست مدي حاجة شباب المبدعين لوجود منبر شرعي يعبر عن صوتهم بشكل جاد وحقيقي حيث كانت بداية الفكرة حين أنشأت ملتقي ثقافيا علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ولقي الملتقي زخما كبيرا من الشباب والأقلام التي تحتاج لمن يدعمها ولا تجد نافذة إعلامية أو منفذ تعبر من خلاله إلي مظلة ثقافية, ومن هنا قررت أن تمد يد العون لكل الموهوبين في الشعر, خاصة أنها سبق ومرت بمثل هذه الظروف في بداياتها دون أن تجد من يدعمها. وتضيف الكاتبة عبير سمكري حوارها ل الأهرام المسائي أن المسابقة يقوم عليها عدد من الخبراء والنقاد والمتخصصين ممن لهم باع طويل في الشعر من أجل انتقاء وفرز الأعمال المقدمة واختيار الأصلح منها لنيل الجائزة بشكل محايد وحقيقي لا يحمل أي شبهة لمجاملة, حيث يتم تقديم الأعمال خالية من اسم المتسابق أو جنسيته إلي لجنة الاختيار وكل ما يكون أمامها فقط هو الشعر الذي تقدم به المتسابق, حيث تحرص علي إخفاء أي معلومة تخص المتسابق حتي نمنع ما يتردد حول الانحياز لبلد ضد الأخري, فتكون المعلومات سرية إلي أن يتم الإعلان عن الفائز, ويكون التقييم بنسبة70% لصالح اللجنة, و30% لأعضاء فيس بوك, حتي تكون هناك مشاركة فعالة من الجمهور, مشيرة إلي أن الفائز بالمركز الأول هذا العام هو الشاعر المصري جعفر أحمد حمدي, بينما ذهبت الجائزة الثانية لليمن, والثالثة للجزائر, وقيمة جائزة المركز الأول5 آلاف ريال, والثاني3 الآف, والثالث ألفي ريال, تتولي تقديمها بشكل شخصي دون دعم أو رعاية من جهة. وأوضحت أن قيمة الجائزة قد ارتفعت بشكل كبير من المسابقة الأولي فبعد أن كانت الجائزة الأولي قيمتها500 ريال أصبحت اليوم5 ألاف, وقررت أن ترفعها في المسابقة القادمة إلي10 آلاف ريال للفائز الأول وحده, موضحة أن قيمة الجائزة هدفها منح الفائز فرصة نشر عمله الإبداعي بمفرده واختيار دار نشر المناسبة له وله مطلق الحرية في ذلك دون أن نفرض عليه شيء, كما ندعم الفائزين إعلاميا عبر لقاءات بالصحف والفضائيات للإعلان عن مولد نجم جديد في عالم الشعر, مشيرة إلي أن أهم أهداف المسابقة هو توحيد الوطن العربي في ظل الأوضاع الحالية وتوجيه الشباب إلي الإبداع والقراءة لخلق جيل مبدع قادر علي الابتكار والنهوض بأمته العربية في وقت وصلت فيه نسبة الأمية إلي معدلات خطيرة ما أدي لانتشار التشدد والتصرف وانصراف الشباب لأمور غير مفيدة ناهيك أن كارثة اللغة الجديدة التي ينتهجها جيل الشباب في معاملاته اليومية والتي ادت إلي ضياع لغة الضاد ومهما اختلفنا تظل اللغة العربية هي الهوية الحقيقية للعرب جميعا. وعن تفاصيل الحفل وتوزيع الجوائز قالت عبير سمكري إن الحفل سيشهد حضور عدد كبير من الشخصيات المميزة, وسوف نشدد علي الاحتفال بنجوم اليوم أو الفائزين فقط حيث سيكون مسموحا للفائز بإلقاء بعض قصائده دون غيره باعتبار أن هذا اليوم هو يوم حصادهم ويجب أن ينصب كل الاهتمام عليهم هم وحدهم كما سيشهد الحفل بعض الفقرات الغنائية لمطربين صاعدين وبعض المواهب الأخري. وقالت إنه سيقام ضمن فعاليات الاحتفال اليوم الجمعة صالون أدبي تحت عنوان بيرم التونسي في صورة درامية بحضور الشاعر جمال بخيت, والمخرجة إنعام محمد علي لشرح طريقة معالجتها لشخصية بيرم التونسي في مسلسل أم كلثوم, بجانب الفنان سامي عبدالحليم الذي أدي دور بيرم التونسي, وعادل زكي, مشيرة إلي أنها سبق وقدمت عددا من الصالونات الثقافية بالسعودية عن كبار الشعراء مثل جبران خليل جبران, نزار قباني, مي زيادة موضحة أنها تسعي دائما لأن تتناول حياة الشعراء بشكل عام وكيف وصلوا لهذه المكانة ومعاناتهم لكي نوضح أن الطريق للإبداع والتفرد والتميز ليس مفروشا بالورد كما يظن البعض. وتابعت قائلة: إن إقامتها لمثل هذه الصالونات الثقافية والتي تكون في الأغلب بمنزلها بالسعودية جعلتهم يطلقون عليها لقب عبير زيادة حيث كانت تجد في بداية الأمر معاناة شديدة تشبه معاناة الأديبة والكاتبة الراحلة مي زيادة معربا عن سعادتها الشديدة بهذا اللقب. وعبرت عبير سمكري عن ضيقها الشديد ممن لا يهتمون باللغة العربية وأصحاب الشعر الحلمنتيشي حيث تري أن مثل هذه الأمور تساهم في تشويه لغتنا العربية الجميلة, والتي يجب أن نغار عليها باعتبارها لغة القرآن الكريم, مشيرة إلي أنها تحزن كثيرا حينما تستمع إلي بعض الشباب الذين يرددون كلمات التي لا تمت للغة العربية, تلك اللغة الجميلة حتي في الهجاء وهو ما يجعلها تسعي للعمل علي عودة اللغة إلي الجمهور لكي يتناولونها بشكل صحيح. وعن مشوارها الأدبي قالت عبير بدأت فعليا في مجال الأدب والكتابة منذ8 سنوات حيث قمت بكتابة مجموعة قصصية لم أصدرها حتي الأن أنوي طباعتها حينما تكتمل لمائة قصة, ولكنني طرحت منها قصة واحدة تم أداؤها بشكل درامي في مسلسل انتجه التليفزيون السعودي للعرض في شهر رمضان, وكان هذا المسلسل بدايتي لكي يعرفني الجمهور, حيث كنت في السابق أطرح الشعر الذي اكتبه بصوتي علي خلفية موسيقية علي قناتي بموقع اليوتيوب وكإنها قصة قصيرة, ليفاجئوا بي في الاحتفال بنهاية المسلسل. وتابعت: بدأت بعد ذلك في تقديم خلاصة تجاربي في كتب مختلفة, حيث كان أول كتاب لي يحمل اسم تجرأت وكتبت وعمدت إلي هذا العنوان لإحداث حالة من الهشة حيث كانت تجربة جديدة وفي السابق كانت كلماتي ملكا لي وحدي, ولكنني اليوم أشارك الجمهور بكتاب, وقد استخدم البعض عنوان الكتاب بشكل سياسي, ولكنني وضحت فيما بعد انني تجرأت من خجل الأنثي وحيائها ولكني لم أتجرأ في كلماتي علي أحد, بينما الكتاب الثاني يحمل اسم الربيع العربي وفهم أيضا بشكل خاطيء حيث تخوف البعض من أن يكون الكتاب سياسيا, ولكنني أوضحت ان المقصود من عنوان الكتاب هو ربيع المرأة العربية, والحديث عن الثورات العاطفية داخل الأنثي, وأخيرا كتابي الثالث والذي تعرض للمنع وحمل اسم سيدة الجياع, وهو نثريات عاطفية, ولكنني حاربت من أجل صدوره وعدم منعه وقد كان. وأوضحت أنها تعشق مدرسة الشاعر نزار قباني, الذي يري البعض أنه يعتمد علي الجرأة, ولكنني أراه يعتمد في أسلوبه علي الصدق المطلق وهو أمر لانستشعر بع في اعمال الكثير من الشعراء فالصدق وحده وليس المفردة فقط هو ما يميز شاعرا عن أخر. وأعربت الكاتبة عبير سمكري عن شديد امتنانها لرعاية جريدة الأهرام المسائي للمسابقة هذا العام إعلاميا مما أضفي عليها رونقا خاصة لاسيما وأن مؤسسة الأهرام هي الأكبر في الشرق الأوسط. وقالت أنها تحلم بوقت تري فيه جميع الشباب يقرأوون في مختلف المجالات فما أحوج الأمة العربية لنهضة ثقافية حقيقية في وقت تعاني في الأسر من طغيان برامج التوك شو وسعي العديد من القنوات الفضائية لتصدير أفكار هدامة تدفع الشباب للعزوف عن كل ما هو مفيد وكانت النتيجة مزيد من التطرف وغياب الهوية العربية. وأضافت أن الوطن العربي زاخر بالمواهب من الشباب لكنهم للأسف يتوقفون حين لايجدون من يمد لهم يد العون وهنا دور كبير علي المثقفين حيث يجب عليهم تبني المواهب والدفع بها للأمام حتي يبرز جيل خلاق يستطيع تسلم الزمام.