تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هناك مبالغة في سيطرة الحزب الوطني والإخوان علي الانتخابات التشريعية المقبلة‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 03 - 03 - 2011

ما حدث في الخامس والعشرون من يناير أطلق عليه البعض ثورة والبعض قال احتجاج والبعض الآخر قال انتفاضة‏..‏ ما الوصف الذي يراه المفكر السياسي الدكتور أحمد كمال أبو المجد‏..‏ ؟
‏**‏ ما حدث هو ثورة بكل تأكيد‏,‏ فالثورة في جوهرها هي دعوة لإحداث تغيرات جذرية وهذا ينطبق تماما علي ما حدث فهو احتجاج شامل علي ما فعله النظام القديم وهذا ليس نظريا ولكنها نتائج قانونية بعيدة المدي تتعلق بالدستور‏.‏ فهذه ثورة ترتب عليها فقد النظام القديم لشرعيته‏.‏
‏*‏ لقد اعتبرتها ثورة‏,‏ إذن كل ثورة تأتي بدستور مؤقت يوضع لها خصيصا لحين استقرار البلاد‏..‏ برأيك لماذا لم يلجأ المجلس العسكري الحاكم أو حكومة تسيير الأعمال إلي وضع دستور مؤقت يضاف له وضع القوانين المراد تعديلها‏..‏ ؟
‏**‏ شخصيا‏..‏ كنت أتمني أن يصدر إعلان لوضع دستور مؤقت لسد الفراغ في هذه المرحلة ولنعرف من يحكم وكيف يحكم وما علاقته بسائر السلطات وما هي وسائله وما الذي بقي من الدستور ولم يسقط ليوضع في وثيقة تعد الساحة لوضع دستور جديد تنتخبه البلاد ولكن المسائل ينظر إليها بطرق مختلفة‏.‏
‏*‏ المعدل من الدستور ست مواد فقط وهناك‏34‏ مادة في الدستور المصري تجعل من رئيس الجمهورية الحاكم بأمره والمهيمن والمسيطر علي كل شيء‏..‏ ألا تتفق مع الرأي القائل أن مصر قد تكون معرضة لفرعون جديد في ظل الدستور الحالي المرقع‏.‏ ؟
‏**‏ فعلا هناك مواد عديدة تسمح بتركيز السلطة في يد رئيس الجمهورية وهو بشر يصيب ويخطئ وتركيز السلطة في يد واحدة مدخل لفساد كبير واستبداد‏,‏ فلابد وأن تصاغ هذه المواد مرة أخري ويحذف منها ما يلزم حذفه ولا نجعل سلطته مطلقة بهذا الشكل‏.‏ وعلي كل الدستور الذي سيوضع سوف يختار رجلا مقيدا أما بالدستور المؤقت الذي عالجنا فيه ست مواد أو سيكون قد وضع الدستور الجديد وهذا تعاقب زمني اضطراري
‏*‏ معني هذا أنك تؤيد النظام البرلماني في اختيار الرئيس وليس النظام الرئاسي‏..‏ ؟
‏**‏ بكل تأكيد‏..‏ فالنظام البرلماني يجعل رئيس الجمهورية يملك ولا يحكم ويضع توازنا بين السلطات بحيث يمكن للحكومة حل مجلس الشعب ويمكن لمجلس الشعب أن يسقط الوزارة‏,‏ فالنظام الرئاسي في بلد مثل مصر خطير لأنه يكبر من صلاحيات رئيس الجمهورية علي حساب السلطات الأخري ومصر من الناحية الفعلية وصلت لأن يكون دستورها الحقيقي مكونا من مادة واحدة وتجربتنا في ذلك خير دليل
‏*‏ لكل دستور فلسفته وتوجهاته‏..‏ وأي تعديل أو ترقيع في الدستور قد يؤثر في الفلسفة والتوجه العام فيه ولذلك يطالب البعض بضرورة وقف التعديل والسعي لعمل دستور كامل‏..‏ ما رأيك‏..‏ ؟
‏**‏ أنا أميل لذلك فالدستور وحدة عضوية وقد تكون هناك مادة من المواد التي تم تعديلها ولها انعكاس سلبي علي مادة أخري موجودة في الدستور وبالتالي كان يجب إلا نفكك هذه الوحدة العضوية وأن نحافظ عليها‏,‏ كما أن الحوادث السياسية الضخمة مثل الثورات تستدعي وضع دستور جديد‏.‏
‏*‏ البعض يفضل أن تسبق عملية الانتخابات التشريعية انتخابات رئيس الجمهورية والبعض الأخر يري العكس علي اعتبار أنه لابد وان يحلف الرئيس اليمين أمام المجلس التشريعي والبعض يقول يحلف أمام المحكمة الدستورية العليا‏,‏ مع أي الرأيين‏..‏ ؟
‏**‏ أفضل أن يحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا لأنها هيئة قضائية مستقلة‏.‏
‏*‏ يري كثيرون أن في حال إجراء انتخابات تشريعية في الفترة المقبلة سيكون للحزب الوطني والأخوان المسلمين فيها دور كبير وحضور لافت لكل منهما باعتبار ما لديهما من أرضية سابقة وقد يكون ذلك قفزا علي منجزات ثورة‏25‏ يناير‏..‏ كيف تري مخرجا لهذا‏..‏ ؟
‏*‏ هناك مبالغة في الأمرين‏,‏ بالنسبة للحزب الوطني فالعاصفة الثورية قصفت علي الأقل بثمانين في المائة من فرصته فهم كانوا يقولون حزب الحكومة وحكومة الحزب أي أنه كان مفروضا عليهم‏.‏ إذن هذا الحزب ضرب في مقتل‏,‏ أما الأخوان فالصورة مختلفة بعض الشيء لأن الناس تعدهم يؤمنون بالعنف ويريدون الاستيلاء علي السلطة‏,‏ ولا أعتقد أن يحصلوا عي أزيد من الكراسي الذي حصلوا عليها في البرلمان الفائت‏,‏ هم حقيقة منظمون ويوظفون تنظيمهم ولكن لا أخشاهم لأن لديهم استعدادا أكثر من ذي قبل للاندماج الحقيقي في مجمل الحركة الوطنية
‏*‏ ما المواصفات التي تراها في رئيس مصر القادم وهل تفضله مدنيا أم عسكريا‏..‏؟
‏**‏ الحكم العسكري له سمات والحكم المدني له سمات ولكني أفضله مدنيا‏..‏ لأن الحكومة المدنية ارتباطها المباشر بالشعب يكون أهم وأدق والعسكري يتسم بالانضباط ولكنه ليس القيمة الوحيدة فنحن نريد المزيد من الحرية‏.‏
‏*‏ القضاة يطالبون بالفصل بين السلطات إلا أن الواضح الحكومة ستسير علي نفس المنهج القديم‏..‏ من وجهه نظرك لماذا أبقت حكومة تسيير الأعمال علي وزير العدل بالرغم من حل مجلسي الشعب والشوري الذي ثبت تزويرهما في عهده‏..‏ ؟
‏**‏ هذا سؤال محير وأنا أضم صوتي لصوتك‏..‏ فمأخوذ علي وزير العدل أنه ساعد فيما يسمي بعمليات تزوير الانتخابات وإذا ثبت هذا يستحق العزل فما بعد‏25‏ يناير غير ما قبله
‏*‏ قال المستشار هشام البسطاويسي أن النظام القديم كان أحيانا يخطئ ويأتي بكفاءات تستحق أن نحافظ عليها في مكانها‏..‏ هل توافقه الرأي أم لابد من التخلص وجذريا من كل الأنظمة القديمة‏.‏؟
‏**‏ الصعوبة الفعلية في مواجهة الانفعال الشعبي الجماعي قد نضحي بكفاءات وهذا حقيقي ومنهم من لم نجد مثله مرة أخري‏..‏ لكن ومن حق الشعب أن يطمئن‏..‏ الموقف حرج للغاية وقد واجه ذلك القائمون علي تشكيل الحكومة الجديدة إذ كان هناك صعوبة بالغة في تشكيلها‏..‏الكل لا يريد الآن مناصب خوفا من المصير الذي واجهه الوزراء السابقون
‏*‏ ما تفسيرك لتعيين نائب لرئيس الوزراء الحالي‏,‏ هل يرجع ذلك لأرضاء الثوار أم للحد من صلاحيات رئيس الوزراء‏.‏ ؟
‏**‏ مسألة الحد‏..‏ لا أعتقد فالأعباء كثيرة وتوزيعها وارد ولكن الناقص في هذه الصورة هو تحديد اختصاصات نائب رئيس الوزراء‏..‏ أرجو أن يصدر بها بيان ليعرفها هو ونعرفها نحن‏,‏ وعموما لا توجد غضاضة أبدا في تعيين نائب لرئيس الحكومة لأن اختصاصات الوزارة في هذه الأزمة كبيرة والشئون الخارجية وحدها تحتاج لنائب رئيس حكومة‏.‏
‏*‏ مصر مليئة بالكفاءات القادرة في هذه المرحلة علي تولي مسئولية رئيس الحكومة برأيك لماذا الإصرار علي أحمد شفيق رغم المطالبات المليونية بإقصائه‏..‏ ؟
‏**‏ هذه المطالبات لم نحصرها لنقول عنها مليونية‏..‏ وحجتهم فيها أنه كان عضوا في الوزارة التي يرأسها أحمد نظيف‏.‏
‏*‏ حتي لو لم نختلف عليه كرئيس وزارة يستحق ونزيه وإذا وضعنا العواطف جانيا ألا تعتقد أن مصلحة مصر أكبر من الأشخاص‏..‏ ؟
‏**‏ أكيد‏..‏ لابد وأن تعلو مصلحة مصر علي الأجندات الخاصة ويجب أن نتعود علي ذلك فشخصنه الأمور مدخل لفساد عظيم‏,‏ وعلي كل يطلب ذلك من المجلس العسكري رغم أنني أراه طلبا متعجلا‏.‏
‏*‏ أعلن أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال اتصاله بالرئيس مبارك للاطمئنان عليه الا يعتبر ذلك قصورا سياسيا منه في ظل الثورة والموقف الخطير التي تعيشه مصر‏..‏؟
‏*‏ لا اعتقد ذلك فهناك بعد إنساني فهو رجل عمل مع الرئيس مبارك لسنوات طوال ولا استطيع أن أطلب منه عدم الاطمئنان عليه‏,‏ هناك أشياء عديدة تدخل في الأمر مثل الرجولة والشهامة والإنسانية‏.‏
‏*‏ ذكر هيكل أن شرم الشيخ بؤرة خطيرة يجب اقتلاعها‏..‏ هل تتفق معه في هذا أم تختلف‏..‏ ؟
‏**‏ هو يقصد طالما الرئيس السابق حسني مبارك هناك سيلتف حوله أقوام ويتدخل بشكل أو بأخر في سير السياق السياسي‏,‏ وهنا يجب الاطمئنان أن شرم الشيخ ليست إلا منتجعا للإقامة وليست لممارسة السلطة ومن حق الرجل أن يعيش في سلام‏.‏
‏*‏ قلت من قبل أن أصابع أجنبية كانت وراء تدمير كنيسة القديسين بالإسكندرية بينما أشارت أصابع الاتهام إلي وزير الداخلية السابق حبيب العادلي لإثارة الفتنة الطائفية‏..‏ هل مازلت عند رأيك حتي الآن‏..‏ ؟
‏**‏ أشارت أصابع الاتهام‏..‏ لا تجوز في القانون‏..‏ لابد من تحقيق تجمع فيه الأدلة لتؤكد الاتهام ومن المؤكد أن هذا الأمر لن يمر دون تحقيق‏*‏ هل تعتقد في ظل العواطف والدعوات لتقدير دور الرئيس السابق حسني مبارك أن يقدم لمحاكمة علنية إذا ثبت بالفعل أنه أغتصب المليارات التي أعلن أن بعضها مجمد‏..‏ ؟
‏**‏ أتمني أن تكون التهمة مبالغا فيها لأن أحزاننا كثرت وسيئاتنا كثرت‏,‏ أما إذا ثبت عليه ذلك فلا أحد فوق المساءلة‏.‏ وكلما ارتفع الإنسان في حجم سلطته زادت مسئولياته‏.‏
‏*‏ كنت وزيرا للإعلام‏..‏ والآن ليس هناك وزارة إعلام‏..‏ من يمثل الدولة إعلاميا وهل هناك متغيرات جديدة وكيف تراها‏..‏ ؟
‏**‏ كل من لديه أداة إعلامية صحفي أو مذيع أو معلق أو غير ذلك هو يعمل للدولة‏..‏ والدولة هنا تعني المجتمع‏,‏ وسمعة وكرامة مصر ومصالحها الاقتصادية وتقديم مصر علي كل شيء ولكن من خلال الكلمة الأمينة الصادقة من خلال ارض مهنية عالية المستوي وحتي ننسق بين هذه الجهات نحتاج إلي هيئة مثل اتحاد الإذاعة والتليفزيون وليس إلي وزارة تجلب معها المركزية الشديدة‏,‏ دعونا نجرب بدون وزير اعلام وإذا ثبت العكس نعود‏.‏
‏*‏ ال بي بي سي في بريطانيا رغم أنها هيئة وليست وزارة إلا أنها وبالنهاية تمثل توجهات الدولة البريطانية‏..‏ أي أنها وزارة ولكنها بمسمي أخر‏..‏ متي نصل نحن لهذا الوعي بحيث لا يشعر المشاهد أن الدولة توجه الإعلام‏..‏؟
‏**‏ العمل الوطني يحتاج لنية‏..‏ الإعلام مفروض له دور تنويري ودور كاشف للناس ونحن نري المذيع في أمريكا وانجلترا يعادل مائتي وزير لأنه اجتهد وأطلع الناس علي ما لا يعرفونه وهناك فرق بين رجل الأعلام ومدير العلاقات العامة‏..‏
‏*‏ كيف تري الهبات الثورية في العديد من الدول العربية وهل هذه ظاهرة تخدم الديمقراطية في المستقبل أم ماذا تراها‏.‏ ؟
‏**‏ هناك أوضاع مشتركة‏..‏ تهميش الشعوب وغياب العدالة الاجتماعية وحكام حولوا بلادهم لبئر يغرفون منها جعلهم يسألون أين نحن من هذا كله‏,‏ الظروف مشتركة ولا نستبعد أيضا تدخل أياد خارجية خاصة وأن السنوات الأخيرة هي سنوات البحث عن السلام العربي الإسرائيلي وتفكيك الدول العربية أعظم مكاسبهم‏..‏ وبما أننا في عصر القنوات المفتوحة فهذا يسهل من انتقال الظاهرة في لمح البصر
‏*‏ تعيش الآن إسرائيل في خوف وقلق ولهذا رفعت من ميزانية دفاعها لتواجه التطورات الموجودة في العالم العربي‏..‏ هل هذه التطورات ستجعلها قابعة داخل حدودها أم يمكن لها أن تخرج لبعض المواجهات في العديد من المناطق العربية‏..‏؟
‏**‏ القلق من وجه النظر الإسرائيلية مشروع لسببين‏..‏ قيام أنظمة ديمقراطية تؤيدها شعوبها تمثل قوة لهذه الأنظمة وتأتي هذه القوة علي حساب القوة الإسرائيلية وتصبح دولا قوية رافضة للتعامل مع إسرائيل ولكن القلق الأكبر سيكون من مصر لأنه كتب عليها أن تكون رائدة فإذا استقام أمرها وصلحت أحوالها تمثل خطرا أكبر علي إسرائيل
‏*‏ بم تفسر الموقف المصري الجديد من إيران وهل في ذلك تطور سياسي يخدم البلدين وما هو أثر ذلك علي الموقف المصري الإسرائيلي‏..‏؟
‏**‏ شخصيا لم يكن يعجبني موقف مصر من إيران‏..‏ حصل تضخيم المستفيد منه هو الولايات المتحدة وإسرائيل‏.‏ وبرأيي النفوذ الإيراني أمر يمكن توظيفه لصالح القوة العربية ومصر بالذات تأثير ذلك علي الموقف المصري الإسرائيلي أعتقد إسرائيل تحسب لمصر ألف حساب بعد ذلك وأتذكر عندما ذهبت إلي إيران وقابلت خاتمي وسألته متي تتحسن العلاقات المصرية الإيرانية قال ريح دماغك هناك من لا يريد أن تعود العلاقات المصرية الإيرانية إلي القوة لأنه ضد مصلحتها‏.‏
‏*‏ هل يتحمل الفكر القومي العربي ظهور النزعات الانفصالية في بعض الدول العربية‏..‏ ؟
‏**‏ للأسف الشديد الفكر القومي العربي أخفق وغلبته القطرية التي استولت علي الساحة‏.‏ كل دويلة تكفر بالقومية والجامعة العربية شبح ولم تفعل شيئا وكلما دخلت أمة لعنتها‏,‏ لأسف الشديد دعاة القومية يئسوا‏.‏
‏*‏ هناك من يطالب بإلغاء المادة الثانية للدستور‏..‏ ما رأيك في ذلك وماذا تقول لهم‏..‏ ؟
‏**‏ لا أقبل هذا مطلقا‏,‏ وأحب أن أنبه إلي أن الذين يطالبون بهذا من المؤكد لديهم هواجس يريدون التخلص منها‏,‏ فهذه المادة في رأيي لم تحرم أحد من حقه ولم تمنع المشرع من اقتباس أي تشريع يراه مناسبا من مصادر أجنبية وأندهش كيف يرفع البعض هذا الشعار غافلين غفلة عظمي عن الآثار السيئة جدا التي تترتب علي إلغائها‏,‏ هذا خط أحمر لا يحسن الاقتراب منه في هذه اللحظة بالذات والحوار حول المسائل الأيدلوجية والفكرية مطروح ولكن ليس الآن فلنؤجل هذه المناقشات لحين استقرار الوضع فمن يطلب ذلك الآن أحمق ولا يعرف رد فعل ذلك علي المسلمين‏.‏
‏*‏ موقف منظمات حقوق الإنسان مما يحدث الآن علي الساحة العربية لاستخدام بعض الرؤساء والملوك لأسلوب القتل والقمع والتشريد لشعوبهم‏..‏ كيف تراه‏..‏ ؟
‏**‏ أكثر منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي هي أشباح ليقول الحكام أن لدينا منظمات ترعي حقوق الإنسان‏,‏ فدورها لا يتناسب مع الضجة التي حولها‏,‏ المجلس القومي في فترته الأولي أدي واجبه أداء كاملا وكانت تقاريره تعكس النقد الموضوعي لمنظمات حقوق الإنسان في مصر وتشيد بالشيء إذا وقع وتستنكره إذا لم يقع ولكن بالنهاية غضبت الحكومة منا غضبا شديدا‏.‏
‏*‏ قال الرئيس الفرنسي ساركوزي ما يحدث بليبيا ليس شأنا داخليا بل شأن خارجي لارتباطه بحقوق الإنسان‏..‏ ما رأيك في هذا و فيما يحدث علي الساحة الليبية الآن‏..‏ ؟
‏**‏ طبعا‏..‏ هذه جرائم ضد الإنسانية وضد العروبة وضد الإسلام والمنطق والثورة الليبية تراكمات لحكم فاسد استبدادي منذ اليوم الأول وعلي القذافي أن يرحل حقنا للدماء فأي حاكم حريص علي شعبه لابد وأن يرحل إذا طلب منه ذلك‏.‏
‏*‏ طلب عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا لدي الأمم المتحدة فرض الحماية الدولية علي ليبيا الا يمثل ذلك خطرا ليبيا كما حدث بالعراق وهل يؤثر ذلك علي مصر‏..‏ ؟
‏**‏ تأثير علي مصر لا أظن‏..‏ وتأثير علي ليبيا فرض لن يتم أيضا‏,‏ اعتقد المسألة تتطور بسرعة والخناق يضيق علي القذافي وأنه خلال أيام سيرحل لأن كل تصعيد يزيد من عدد الضحايا ويزيد من مبررات الرحيل وهذا سيناريو متكرر دائما‏.‏
‏*‏ ما رأيك في النزعات الانفصالية التي تحدث الآن في بعض الدول العربية‏,‏ البعض يقول سببها النظام التعسفي والبعض يري انها مؤامرة خارجية هيأتها النزعات الداخلية كيف تراه وهل من المعقول أن يتآمر النظام العربي علي نفسه‏..‏ ؟
‏**‏ الانفصال طبيعي أن يقع في عالم عربي نظمة مقصرة في توجيه الطاقة للتحديات الأساسية‏.‏ ولابد وأن نعرف أن الجهود الإسرائيلية في أفريقيا معلنة وبشكل واضح طوال الوقت ونحن لا نري ولا نريد أن نري لدينا عمي بصيرة ولا نحب قراءة التاريخ‏,‏ لقد شغلنا عن مشكلة مياه النيل وشغلنا عن دور مصر في إفريقيا والعالم العربي والإسلامي وعلي الساحة الدولية‏,‏ فليست هذه مصر التي نحب أن تكون‏,‏ مصر صاحبة الإنجازات الكبيرة والتاريخ العريق‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.