أيام وليال عصيبة وقاسية عاشها المصريون العائدون من ليبيا اختلفت قصصهم الإنسانية ورحلات هروبهم ولكن توحدت معاناتهم وتعرضهم للهجمات وأحداث غير عادية جعلتهم يرون الموت بأعينهم لكنهم سافروا بحثا عن لقمة العيش. وتوفير مصادر دخل كريمة لهم ولأسرهم بعضهم سافر منذ أيام أو شهور وبعضهم سافر من سنوات ولكنهم كلهم عادوا بلا شيء بعدما استولي عدد من الليبيين والعصابات علي أموالهم وهواتفهم المحمولة والخطوط التي كانت الهدف الأول للهجمات التي يشنها الموالين لمعمر القذافي خوفا من ان يكون قد تم تسجيل صور أو مقاطع فيديو للاعتداءات والانتهاكات التي حدثت للمصريين أو الليبيين علي حد سواء هناك, العائدون أو الفارون من الجحيم كان عليهم الاختيار ما بين حياتهم وما بين ما يملكون, رحلات الهروب استغرقت اياما وتكلفت مئات الجنيهات وفي بعض الحالات عدة آلاف حسب المناطق الفارين منها حيث كانت رحلة الهروب للفرد من طرابلس علي سبيل المثال6 آلاف جنيه. اختلفت روايات العائدين من شخص لآخر وذلك حسب المدينة القادمين منهم وحسب ما لقيه بعضهم من مضايقات ولكنهم اجمعوا علي ان ما تشهده عدد من المدن الليبية ليس مجرد احتجاجات أو مظاهرات لإسقاط النظام وإنما ساحات للحرب والقتل بعضها بالأسلحة الآلية والبنادق وبعضها بالأسلحة البيضاء. الأهرام المسائي كان هناك وسجل شهادات الناجين من النار. شهادات العذاب يقول جميل رجب قبيص من محافظة سوهاج سافرت ليبيا منذ8 أشهر للعمل في سوبر ماركت في اجدابيا كان الجو هادئا والأمور طبيعية حتي اندلاع المظاهرات ثم اصبح المصريون مستهدفين من قبل أنصار نظام القذافي بتهمة التحريض علي الاحتجاجات رغم اننا بلا ناقة ولا جمل في هذا الأمر لقد سافرنا بحثا عن شئ واحد وهو لقمة العيش ويضيف جميل تعرض المصريون للضرب والإهانة وتعرضوا للاستيلاء علي اموالهم وتليفوناتهم واصبح عدد كبير منهم خاصة في طرابلس غير قادرين علي العودة. ويروي مجدي احمد من محافظة القليوبية انه سافر منذ شهر ونصف الشهر للعمل في ورشة سيارات مؤكدا انه كان يكسب ما يقرب من مائة جنيه يوميا ويضيف ان حياتهم تحولت منذ اندلاع الاحتجاجات الي رعب وخوف وهلع لايوصف مشيرا الي ان النهار كان هادئا الي حد ما أما الليل فكان يشهد ضرب نار واعتداءات حتي انه احتاج4 أيام كاملة ليجد وسيلة نقل للهرب من مصراتة. ويؤكد جودة سالم من محافظة بني سويف ان هناك مئات الآلاف من المصريين داخل الحدود الليبية غير قادرين علي العودة نتيجة سوء الأوضاع هناك خاصة في المدن التي تعاني من اضطرابات شديدة مثل طرابلس والزاوية وسرت واضاف انه غير قادر علي التواصل مع7 افراد من عائلته كما انهم غير قادرين علي الخروج سواء باتجاه منفذ السلوم شرقا أو باتجاه تونس أو الجزائر غربا واصبحوا محاصرين في انتظار المجهول. ويستطرد جودة قائلا ان العالقين هناك يلقون معاملة سيئة جدا من انصار القذافي لافتا الي ان من يتوجه الي المطار يتعرض للاستيلاء علي امواله وجميع اغراضه ويتم طرده بعد الاعتداء عليه مشيرا الي ان المصريين هناك غير قادرين علي التواصل مع أي من المسئولين هناك وجميع منافذ وسبل العودة مغلقة امامهم. ويقول عبيد خلف من محافظة المنيا انه سافر الي ليبيا منذ عام2006 وان الامور كانت تسير علي مايرام حيث كان يواصل العمل ليل نهار حتي يستطيع توفير مايستطيع ارساله الي ذويه في مصر ويضيف ان الاحوال انقلبت رأسا علي عقب منذ عشرة ايام حيث تحولت الشوارع الي ما يشبه ساحات للحرب والقتال بين المؤيدين لنظام القذافي والمعارضين له. ويروي منصور عمر عامل من محافظة المنيا قصته فيقول: كنت أعمل هناك بالأسواق عامل يومية وكانت معاملة الليبيين لنا جيدة واستمر هذا الوضع حتي الاحداث الاخيرة حيث كان المعارضون للنظام يعاملوننا بشكل جيد ولم يقوموا بالاعتداء علينا أو اعتراض خط سيرنا اثناء العودة إلا ان انصار القذافي استجابوا لتحريضات ابنه سيف الاسلام وتأكيده بأن المصريين والتوانسة هم السبب وراء الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت ليبيا فقاموا بالاعتداء علي بعض المصريين. ويروي محرم عثمان عبدالمنعم59 سنة انه كان يعمل في أبيار وانه حاول العودة عن طريق المطار ولكن كل محاولاته باءت بالفشل فقد كان كل من يذهب للمطار يتعرض للاعتداء عليه وسرقة امواله ويتم حجزه يومين أو ثلاثة ثم يطرد بعد ان يلقي معاملة بالغة السوء. ويقول عبدالمجيد شعبان انه عاش اياما وليالي سوداء نتيجة الاعتداءات التي تعرض لها كل ما هو مصري حيث ان الخطاب الذي ألقاه سيف الاسلام نجل القذافي جعل المصريين مستهدفين واضاف كلنا كنا في انتظار الموت ما بين اللحظة والأخري وكان كل املنا ان نموت وندفن في مصر وليس في أي مكان آخر حيث تم تعرضنا للسلاح والتهديد اكثر من مرة وتم الاستيلاء علي تليفوناتنا واموالنا ولم يتركوا لنا شيئا. ويقول فوزي احمد انه عاش ورفاقه اياما صعبة للغاية حيث كانوا يعيشون علي الماء والبسكويت فقط كما ان تكلفة الرحلة الي الحدود المصرية تضاعفت كثيرا عقب اندلاع الاحتجاجات خاصة القادمين من المناطق الغربية حيث كانت تسعيرة الخروج من طرابلس نحو6 آلاف جنيه مصري وهتف صفوت أبو القاش تحيا مصر قبل ان يروي شهادته قائلا رأينا هناك ما لم نر في حياتنا رعبا وتهديدا وهلعا والاعتداءات من كل جانب وكان هدفنا الاول والاخير هو الهروب والعودة الي مصر في اسرع وقت ولم نفكر في أي شئ آخر ويروي إبراهيم عبدالعزيز أن أحد أنصار القذافي اعتدي عليه وقال له: أنا عسكري مسلم بس تعاملي تعامل يهود وأنت مش هتمشي إلا بعد أن تترك جميع أغراضك هنا ويضيف إن كل المصريين هناك ما بين الحياة أو الموت. ويقول علي رشوان: أحنا انكتب لنا عمر جديد مضيفا: لقد وصل بنا الحال أننا فقدنا الأمل في العودة الي مصر ورؤية أهالينا مرة أخري. ويروي محمد عبدالحميد إنه سافر في5 نوفمبر الماضي وتعرض لما تعرض له المصريون مشيرا الي أن الموبايلات كانت الهدف الرئيسي لأنصار القذافي خوفا من أن تحمل صورا ومقاطع فيديو للانتهاكات واعتداءات أنصار القذافي علي الليبين والمصريين. وقال إن أحدا لم يسلم من هجمات أنصار القذافي الذين تحولوا الي ذئاب جائعة تعتدي علي كل من يقابلها وبحسب شهادة جلال عثمان عبدالباقي من محافظة بني سويف فإن من قاموا بالاعتداء علي المصريين ليسوا كل الليبيين فبعضهم تعامل مع المصريين بشكل جيد وبعضهم أساء لهم, وبعض الليبيين سهل من اجراءات عودة المصريين وكانوا يقدمون لهم الوجبات الغذائية والمياه. في حين يؤكد محمد جمال رمضان أن عشرات الآلاف من المصريين ينزحون شرقا وغربا هربا من جحيم ليبيا, مؤكدا أنهم جميعا تركوا تحويشة عمرهم خلف ظهورهم هربا بأرواحهم وحياتهم الي جانب ممتلكاتهم وأموالهم التي أصبحت عرضة للنهب والسرقة. ويقول خلف شعبان محمد من محافظة بني سويف أنه سافر منذ شهرين فقط وكان يحلم بأن يكمل عدة سنوات هناك حتي يوفر عدة آلاف من الجنيهات تساعده عند العودة علي الزواج ولإقامة أي مشروع يوفر له حياة كريمة ولكن كل أحلامه أنهارت في لحظة مشيرا الي أنه في طريق عودته تعرض للضرب والإهانة أكثر من مرة وكان يرقد هو ورفاقه علي الأرض تحت تهديد السلاح وتعرضوا للاستيلاء علي تليفوناتهم وأموالهم وقال رمضان: كل شيء يغور بس المهم رجعت بالسلامة أنا بوست تراب مصر لما رجعت ومش هسافر تاني. ويقول ناصر محمود: كما ذهبنا كما عدنا حيث استدنا الكثير من الأموال من أجل السفر علي أمل العمل هناك وتكوين مبلغ مالي محترم يساعدنا علي تحمل أعباء الحياة, سافرت منذ3 سنوات عملت في مجال البناء والتشييد ولكن الأمور تبدلت سريعا, فما يحدث هناك ليس مظاهرات واحتجاجات بل مواجهات دامية بالأسلحة الآلية والأسلحة البيضاء في عدد من المدن, رعب سيطر علي الجميع. كما نواصل السهر الليل بالنهار من أجل حماية أنفسنا خوفا من أن ننام فنتعرض للهجوم والقتل أو السرقة كان أملنا جميعا هو العودة والهروب من الجحيم الذي أشعله القذافي ونظامه. وفي شهادته يقول جمال أحمد( عامل من محافظة الفيوم) سافرنا منذ شهور أنا وعدد من أبناء قريتنا وعند اندلاع الأحداث أصبح الهدف الأول للجميع هو حماية نفسه وأهله حيث كون الليبيون لجانا شعبية لحماية منازلهم وشوارعهم وهؤلاء عرضوا علينا المساعدة اثناء رحلة عودتنا الي مصر وكانوا يعرضون علينا المساعدة وتقديم الماء وبعض الأكل كما وفروا لنا الحماية. ويقول يوسف محمود إن معاملة الليبيين لنا لم تكن واحدة حيث عاملنا البعض بقسوة واستولوا علي مستحقاتنا ورفضوا إعطاءنا حقوقنا وبعضهم حاولوا الاعتداء علينا وعلي جانب آخر كان هناك من يعرض علينا المساعدة حتي إن بعض الاشخاص كانوا يقولون لأصحاب المخابز أعطوا المصريين الخبز اولا فنحن لدينا ما نأكله أما هم فليس أمامهم سوي الخبز. المستشفي الميداني وأكدت الدكتورة عزة الحويتي منسقة القوافل العلاجية لمديرية الصحة بمحافظة مرسي مطروح ومديرة المستشفي الميداني بمنفذ السلوم أن مديرية الصحة بالمحافظة أقامت مستشفي ميدانيا بجوار المنفذ منذ الخميس الماضي استقبل خلال الأيام الخمسة الأولي أكثر من500 حالة مشيرة الي أن المستشفي الميداني يضم11 عيادة متنقلة في معظم التخصصات مثل القلب والباطنة والأطفال والجراحة والعظام والأنف والأذن والحنجرة والرمد الي جانب عيادة لمعمل الدم وعيادة للأشعة وأخري كمركز للمعلومات الي جانب صيدلية. وقالت إن جميع الخدمات التي قدمها المستشفي الميداني كانت تقدم بالمجان للمصريين ولمختلف الجنسيات إن العيادات كانت مجهزة بجميع الأجهزة والامكانات اللازمة مؤكدة أن المستشفي كان يضم في الأيام الأولي ما يقرب من60 شخصا ما بين أطباء وإداريين وفنيين وأطقم وتمريض وعمال قبل أن يتم خفض القوة الي50 شخصا يوميا مع قلة عدد القادمين, مشيرة الي أن هناك عددا من الاطباء مكلفون من محافظة الإسكندرية والباقي من محافظة مطروح. وأضافت الدكتورة أن من يحتاج الي رعاية طبية أخري يتم تحويله الي مستشفي السلوم المركزي حيث قامت المديرية برفع درجة الطواريء والغاء جميع الاجازات والراحات حتي يتم الانتهاء من هذه المرحلة الصعبة, مشيرة الي أن القوات المسلحة أقامت هي الأخري مستشفي ميدانيا لاستقبال المصابين ويقوم هو الأخري بتحويل الحالات التي تحتاج الي رعاية طبية فائقة أو تدخل جراحي إلي مستشفي مبارك العسكري أو مستشفي السلوم المركزي. القوات المسلحة.. الدور الأبرز القوات المسلحة كانت صاحبة الدور الأبرز في السلوم, حيث عملت علي راحة المواطنين القادمين من ليبيا وتوفير جميع أشكال المساعدات للعائدين من ليبيا, مشيرا الي أنه تم تبسيط اجراءات الدخول وإقامة معسكر إيواء يسع500 فرد أعلي هضبة السلوم وذلك لإيواء العائدين أو أهالي القادمين من ليبيا في انتظار ذويهم. وأضاف المصدر أن القوات المسلحة قامت بتوفير ما يقرب من5 آلاف وجبة غذائية للعائدين يوميا مضيفا أنه لوحظت سيطرة حالة من الخوف والهلع والجوع علي العائدين لذلك حرصا علي توفير جميع أشكال الراحة, مضيفا أن المنفذ لم يقتصر علي استقبال المصريين فقط حيث تم فتحه لاستقبال العرب والأجانب من جميع الجنسيات علي حد سواء. وأكد أنه تم توفير أتوبيسات لنقل العائدين من ليبيا اللي محافظاتهم علي مستوي الجمهورية مجانا مضيفا أنه تم استقبال اكثر من65 الف مصري حتي مساء السبت الماضي. وأوضح أن جميع المصريين كانت حالتهم الصحية جيدة ولم ترد الي المنفذ أي حالات بها إصابات خطيرة, مشيرا الي أن المستشفي الميداني الذي أقامته القوات المسلحة استقبل فلسطينيا مصابا ب4 طلقات نارية الي جانب ليبيين أحدهما طيار وتم تقديم العلاج المناسب لهم. وأوضح أنه تمت اقامة معسكر ايواء آخر بجوار المستشفي الميداني يسع لأكثر من ألف شخص مجهز إلي جانب صرف بطاطين للمحتاجين فورا, مؤكدا أن القوات المسلحة تواصل العمل الليل بالنهار لمنع حدوث أي ان حالات تكدس بالمنفذ ولتوفير كافة سبل الراحة للمصريين مشيرا إلي حالات النزوح شهدت انخفاضا ملحوظا خلال الأيام الماضية بعكس الخمسة أيام الأولي التي كانت تشهد نزوح الآلاف يوميا. المجتمع المدني.. موجود المجتمع المدني لم يتوان أيضا في الوجود وتقديم مساعداته للعائدين من ليبيا حيث شهد المنفذ عددا من القوافل لتقديم المساعدات للعائدين إلي جانب تسيير عدد من القوافل الغذائية والإغاثة والدوائية للشعب الليبي, مؤسسة مصر الخير برئاسة فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ورئيس مجلس الأمناء كانت حاضرة بقوة حيث سيرت قافلة تضم15 أتوبيسا لنقل العائدين كما وفرت لهم مساعدات غذائية ومالية لمساعداتهم في الوصول إلي ديارهم وأسرهم سالمين. حيث أكد طارق حسن مدير لجنة الإغاثة والطواريء أن المؤسسة قامت بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير قوافل لنقل العائدين إلي محافظاتهم مجانا مشيرا إلي أن المؤسسة سيرت في القافلة الأولي15 أتوبيسا وستقوم بتسيير قوافل أخري بالتنسيق مع الجهات المعنية في حالة ظهور أي حالات تكدس بالمعبر مشيرا إلي أن المؤسسة كلفت مكاتبها في المحافظات المختلفة بعمل أبحاث للعائدين من ليبيا المحتاجين إلي مساعدات مادية أو عينية في الفترة المقبلة بعد فقد مصادر دخلهم وأعمالهم في ليبيا تمهيدا لبحثها وصرف المساعدات للمستحقين فورا مشيرا إلي أن القافلة تم تقسيمها إلي عدة أجزاء يسير كل جزء منها إلي المحافظات المختلفة حسب حاجة العائدين من ليبيا. من جانبها دفعت الشركة القابضة للنقل البري والبحري بعدد كبير من أتوبيسات الشركات التابعة لها إلي منفذ السلوم للمساهمة في عمليات نقل العائدين إلي محافظاتهم, حيث قال أحمد رمضان أحمد محمد سائق بشركة الصعيد للنقل والسياحة أنه تلقي تعليمات هو وزملاؤه بالسير إلي منفذ السلوم للمساهمة في نقل العائدين مجانا, مؤكدا أنهم يعملون علي خدمة الناس وتوفير كافة أشكال الدعم لهم مؤكدا أن هناك مندوبين من الشركة موجودين بالسلوم منذ عشرة أيام يعملون علي تبسيط إجراءات تسيير الأتوبيسات وقال عبدالتواب ياسين مشرف بالشركة القابضة للنقل البري والبحري, وبالوجود بالمنفذ أنه منذ تفجر الاحتجاجات في ليبيا والبدء في عودة المصريين قامت شركات بدفع المئات من الأتوبيسات للمساهمة في نقل العالقين مشيرا إلي أن هناك أكثر من150 أتوبيسا يوميا تقوم الشركة بتسييرها إلي السلوم وتتحرك حسب محافظات العائدين حيث تحرك بعضها إلي أسوانوسوهاج وقنا والفيوموبني سويف والقاهرة بعد تقسيم العائدين حسب محافظاتهم. وقال ان الشركة القابضة للنقل البري والبحري برئاسة اللواء محمد يوسف قامت بتسيير ما يقرب من1200 سيارة خلال الأسبوع الأول من أسطول شركاتها الأربع باتجاه منفذ السلوم. الشرطة لم تكن غائبة عن المنفذ حيث شهد المنفذ طوال الأيام الماضية وجودا مكثفا للتنسيق مع القوات المسلحة لتسهيل إجراءات عبور المصريين والأجانب الفارين من ليبيا. من جانبه قال النقيب تامر الجندي انه يعمل وكافة زملائه علي توفير وسائل الراحة للقادمين وخاصة أننا نعلم أنهم عاشوا أياما وليالي صعبة عقب تفجر الأحداث مشيرا إلي أن هناك تعليمات لتسيير كافة إجراءات الدخول لهم ولتخفيف حالات الضغط والتكدس علي المنفذ وأكد أنهم يعملون ساعات طويلة يوميا تفوق ساعات العمل الرسمية من أجل راحة المواطنين العائدين. وقال المقدم أشرف إسماعيل انه منتدب من مديرية أمن الإسكندرية لمساعدة زملائه في المنفذ علي استقبال العائدين وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة لهم مؤكدا أن هناك عشرات الآلاف يتوافدون يوميا علي المعبر فارين من جحيم الأحداث في ليبيا ونعمل نحن علي طمأنتهم وحسن استقبالهم وإزالة حالات الخوف والهلع لديهم. وأكد مصدر آخر بإدارة الميناء أن قوات الشرطة تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة وجميع الجهات المعنية تسهيل إجراءات دخول العائدين من ليبيا وتقديم كل أشكال المساعدة مؤكدا أن الأيام الأولي شهدت عبور عشرات الآلاف من المصريين عبر المنفذ وبدأت حركة المرور تقل نتيجة قلة عدد القادمين مشيرا إلي أن المنفذ سيظل يعمل علي استقبال القادمين حتي تستقر الأوضاع بليبيا. ارتفاع جنوني للأسعار علي جانب آخر شهدت مدينة السلوم ارتفاعا جنونيا خاصة في أسعار الاقامة حيث تراوح ايجار الشقة ما بين800 جنيه إلي ألف جنيه في اليوم حسب مساحتها وعدد الغرف بها وخاصة نتيجة قلة عدد الشقق المتاحة وتوافد العديد من المراسلين والصحفيين الأجانب بينما وصل سعر المنزل الذي يشبه الشاليه إلي1500 جنيه في اليوم رغم أن سعر المنزل كاملا لا يتجاوز العشرين ألف جنيه. أسعار الأسرة بالفندقين الموجودين في المدينة اصابها الجنون أيضا حيث ارتفع سعر السرير في فندق الجزيرة من15 جنيها في الليلة إلي100 جنيه وارتفع سعر السرير في فندق سرت من20 إلي أكثر من250 جنيها. ارتفاع الأسعار لم يقتصر علي أسعار الاقامة حيث أمتد أسعار ركوب السيارات هناك حيث ارتفعت سعر التوصيلة من مدينة السلوم إلي المنفذ أعلي الهضبة التي تبعد لمسافة تقرب من10 كيلو مترات إلي200 جنيه. كما ارتفع سعر التوصيل إلي مساعد الليبية وهي أولي المدن الليبية إلي200 دولار كما شهدت أسعار المواد الغذائية والمشروبات ارتفاعا طفيفا بسبب الاقبال المتزايد عليها. وبسبب اصرار عدد من المراسلين الأجانب والصحفيين ورغبتهم الملحة في الدخول إلي الأراضي الليبية انتشرت مهنة المصاحب أو المرافق حيث يقوم الشخص بتولي مهمة ادخال الشخص إلي المدن الليبية ومرافقته أثناء الرحلة ووصل الأجر اليومي الذي يحصل عليه المرافق إلي أكثر من3 آلاف جنيه يوميا أو500 دولار.