تقدم إنجلترا مهد كرة القدم كل يوم إلي العالم إبداعات جديدة لتؤكد لنا أنها مازالت القلب النابض لتلك الصناعة الساحرة, فبعد أن طورت شكل المسابقة الرئيسة وقدمت دوري الأندية المحترفة, ثم طورت من نظم المبيعات التجارية للحقوق التي تمتلكها المسابقة لتجعل من العلامة التجارية للدوري الإنجليزي, الأكثر قيمة بين مختلف العلامات التجارية للدوريات الرئيسية علي مستوي العالم مثل الدوري الإسباني والألماني والإيطالي والفرنسي. فها هي أندية الدوري الإنجليزي تحتل الصدارة في تقرير أندية المال الصادر في فبراير2016 لأفضل عشرين ناديا علي مستوي العالم, حيث حصدت9 أماكن من العشرين, كنتيجة طبيعية لأعلي المبيعات في مجال البث التليفزيوني, بالإضافة إلي الحضور الجماهيري المرتفع, إذ انعكس ذلك علي مستوي الأداء الفني للبطولة عبر تصميم المسابقة بطريقة تضمن فرصا متساوية لفرق الدوري لتحقيق الفوز في المباراة أو المسابقة. وهذه الإستراتيجية الإنجليزية المبدعة في تصميم وإدارة المسابقة, تعزز نجاحها بفوز فريق لستر ستي ببطولة الدوري الإنجليزي بعد صعوده إلي دوري المحترفين مباشرة وبمدرب لم يحصل علي بطولة من قبل, الأمر الذي أدي إلي ارتفاع الطلب علي الفريق بنسبة وصلت إلي540% في مختلف وسائل الإعلام التقليدي والجديد, ومن ثم القيمة التجارية للأصول وعلي رأسها اللاعبون وفي مقدمتهم اللاعب العربي الجزائري رياض محرز, لكن علينا أن ندرك الكثير من القواعد التي تنظم هذه الإستراتيجية المبدعة, والتي تمثل مدخلات ومخرجات منظومة صناعة كرة القدم منها الاستادات, المدربين, اللاعبين, الحكام, الجمهور, المشاهدين, الإعلام, الإدارة, الناشئين......الخ من مكونات هذه الصناعة. وعليه فإن نجاح ليستر ستي في الفوز بأقوي بطولة في العالم لأكثر الرياضات جماهيرية لهو رسالة واضحة للجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم المصري في اختيار مجلس إدارة جديد يقود كرة القدم المصرية بالمفاهيم والقواعد العالمية لهذه الصناعة الساحرة لا بالمفاهيم التي تعتمد علي المجاملات والمصالح الضيقة والتي تزيد من أوجاع وهموم كرة القدم المصرية, وتجعلها غير قادرة علي المنافسة حتي الإقليمية منها وستظل حبيسة المفاهيم المحلية, وغير قادرة علي استيعاب تطورات صناعة كرة القدم.